الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 17:01

الشيخ محمد نضال محاميد: كفى للفرقة والاختلاف ونعم للوحدة والائتلاف

كل العرب
نُشر: 15/03/11 15:16,  حُتلن: 15:19

 الشيخ محمد نضال محاميد:

المرحلة القادمة تحتاج الوحدة بل تفرض علينا الائتلاف وعدم الاختلاف، فأجبروا الكسر وارأبوا الصدع وضمدوا الجرح

المؤسسة الإسرائيلية عملت ليلا ونهارا سرا وجهرا على محاولة سلخ فلسطينيي الداخل 1948م عن جسد الأمة وطمس هويتهم العربية الإسلامية

عام 1996م حمل النكبة الثانية للمجتمع الفلسطيني داخل الخط الأخضر فشهد هذا العام الانقسام المشئوم لأبناء الدعوة والعقيدة والمدرسة الفكرية الواحدة،

أدت النكبة الفلسطينية عام 1948م لانقسام الشعب الفلسطيني لثلاثة أقسام تفصل بينها الحواجز الجغرافية والحدود السياسية وتجمعها العقيدة والقضية والوطن الواحد، فالانقسام ألقسري الناتج عن بطش منظمات "الأتسل والهغانة" اليهودية وإرهابها بحق أهل الديار الفلسطينيين بتنفيذها مجازر وحشية لا تمت للإنسانية بصلة في المدن والقرى الفلسطينية، قد نشأت على أثرها التقسيمات الثلاثة وهي: ما بات يسمى لاحقا فلسطيني الداخل 1948م وهؤلاء أجدادنا الذين ثبتوا في مدنهم وقرآهم، وأما القسمين الآخرين فتربطهما علاقة ظروف أقوى من التي تجمعنا وإياهم وهم أهل قطع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية بالإضافة للمُهجرين في مخيمات الشتات في الدول المجاورة.
 

سلخ فلسطينيي الداخل
عملت المؤسسة الإسرائيلية ليلا ونهارا سرا وجهرا على محاولة سلخ فلسطينيي الداخل 1948م عن جسد الأمة وطمس هويتهم العربية الإسلامية وصهرهم في بوتقة المجتمع الإسرائيلي...، ولكن التجربة التي صاحبتها حملة شرسة على الإسلام حيث تم هدم 1200 مسجد بعد النكبة وإغلاق عشرات المساجد وتغيير وظيفتها وتحويلها لمطاعم وخمارات أو حتى معابد يهودية قد باءت بالفشل الذريع.

الأيدلوجية الوضعية
ففي بداية السبعينات بزغت خيوط الفجر الأولى للحركة الإسلامية في الداخل التي شقت طريقها من بين ركام الأحزاب العلمانية ذات الأيدلوجية الوضعية، وقد ساهمت هذه الحركة المباركة بإعادة شعبنا لأصالته ولجذوره فرممت المقدسات وعمرت المساجد الجديدة وانتشرت بسرعة الضوء بين الناس وأقبل عليها الشباب كما تقبل أسراب النحل على رحيق الزهور وأما معسكرات العمل الإسلامية قد ساهمت بتطوير قرآنا ببناء الإنسان قبل بناء البنيان، عاد شعبنا لأصوله فالنساء ارتدين الجلباب والحجاب والشباب علقت قلوبهم بالمساجد وقد بلغت ذروة نجاح التيار الإسلامي عام 1989م بفوز الحركة الإسلامية برئاسة العديد من المجالس والبلديات العربية في الداخل... وبهذا حفظت الهوية.

النكبة الثانية للمجتمع الفلسطيني
حمل عام 1996م النكبة الثانية للمجتمع الفلسطيني داخل الخط الأخضر فشهد هذا العام الانقسام المشئوم لأبناء الدعوة والعقيدة والمدرسة الفكرية الواحدة، فباتت الحركة الإسلامية الميمونة المباركة شقيّن منفصليّن بمعنى الكلمة حيث تم تعريفهما إعلاميا بالجناح الجنوبي والشمالي للحركة الإسلامية وطال الانشقاق كافة مؤسسات الحركة الإسلامية فعلى سبيل المثال وليس الحصر: ففي العمل الطلابي ظهرت كتلتين إسلاميتين (القلم والرسالة) وإقرأ، وفي مجال الحفاظ على المقدسات رأينا جمعية الأقصى ومؤسسة الأقصى، وأما مدارس تحفيظ القرآن فباتت إما مؤسسة الفرقان أو مؤسسة حراء...، وبعد عقد ونصف من الانشقاق حان الوقت لنا كجيل ثالث من أبناء الحركة الإسلامية لنقول كلمتنا بوضوح ودون غموض: "كفى للفرقة والاختلاف ونعم للوحدة والائتلاف".

الفرقة ضعف
فيقول الله سبحانه وتعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}، لأن الفرقة ضعف ووحدة الصف والكلمة قوة وإذا اجتمعت طاقة الإخوان في الجناحين سيكون تأثيرها أكبر بأضعاف من تأثير كلا الشقين اليوم، وإنما الوحدة ستكون دما جديدا يسري في أوردة وشرايين الإخوان ليحطم كل فتور وسيشهد الداخل الفلسطيني نهضة مماثلة لتلك التي كانت في مراحل التأسيس الأولى... فالمرحلة القادمة تحتاج الوحدة بل تفرض علينا الائتلاف وعدم الاختلاف، فأجبروا الكسر وارأبوا الصدع وضمدوا الجرح.

مقالات متعلقة