الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 05:01

معلومات قيمة حول:لغة الحوار بين الآباء والأبناء

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 15/03/11 15:10,  حُتلن: 15:12

علمنا ديننا الإسلامي الحنيف أن نبدأ الصحبة مع أبنائنا بعد سن 14 عاماً بالنزول إلى مستواهم وإزالة الحواجز والمصارحة والمشاركة

لابدّ أن نعلم بأن أدب الحوار والتخاطب المثمر وإنتقاء الكلمات وإبداء الإحترام والتقدير كلها فنون مطلوب من الطرفين إتقانها لإيجاد التفاهم

هل لغة الحوار بين الآباء والأبناء ضرورية في هذا العصر؟ وهل يفهم الآباء والأُمّهات. حاجات أبنائهم ويشاركونهم همومهم؟ وهل يفهم الآباء طبيعة الأبناء وحاجاتهم؟ هذه الأسئلة طرحناها على شرائح متنوعة وكانت الإجابات متعددة، كما يلي:

- الأبناء بحاجة إلى التعزيز والتكريم:
ليلى الشريغي (40 عاماً، دكتورة). من خلال عملي تلمست ان لغة التفاهم والحوار بين الأُم وإبنتها الشابة، ضعيفة بل ومنعدمة في كثير من الأحيان مع أنّ البنت في تلك المرحلة، بحاجة إلى الإهتمام والحنان، لقد علمنا ديننا الإسلامي الحنيف أن نبدأ الصحبة مع أبنائنا بعد سن 14 عاماً بالنزول إلى مستواهم وإزالة الحواجز والمصارحة والمشاركة في الأنشطة المتنوعة، فالبنت في هذه المرحلة بحاجة إلى أُم صديقة تصارحها بأسرارها الخاصة ومشاكلها العابرة وذلك بإستيعاب الأُم لهذه الهموم وتفهم مشاكل البنت ومعالجتها بعيداً عن التأنيب، ولابدّ أن نعلم بأن أدب الحوار والتخاطب المثمر وإنتقاء الكلمات وإبداء الإحترام والتقدير كلها فنون مطلوب من الطرفين إتقانها لإيجاد التفاهم، كما ان على الأُم أو الأب أن يعيا جيِّداً انّ الأبناء في هذه السن بحاجة إلى التعزيز والتكريم، باعزاز الشخصية، أمّا الكلمات الجارحة والعصبية الزائدة فقد تكون في أحيان كثيرة أشد من الضرب، ولو انّ الأُم الثائرة أجلت الحوار والنقاش مع ابنتها لالمخطئة إلى وقت تكون فيه الأعصاب أهدأ والنفس جاهزة للإحتواء لكان ذلك أصلح وأجدى لها ولإبنتها، فلنبادر بصحبة أبنائنا حتى نجنبهم الرفقة السيِّئة.



- المرحلة الحرجة:
تقي الحسيني (43 عاماً، عالم دين). الصحبة والحوار مع الأبناء يجب أن تبدأ عند مرحلة المراهقة، فهي تمثل مرحلة حرجة في حياة الإبن، فعلينا أن نعلم أبناءنا حب الدين وحب الرسول (ص).
انّ بعض الآباء يتصورون انّه إذا لم يتخذوا القسوة والصرامة أسلوباً في معاملة أبنائهم، لقلل من قيمتهم كآباء وبهذا يجعلون جداراً سميكاً بينهم وبين أبنائهم، وهذا الجدار يحجب عن الآباء، تصرفات أولادهم سلوكياتهم خارج البيت وحتى داخله، لأنهم يضطرون أمام هذه الصرامة أن يظهروا الجانب الطيب في سلوكهم ويخفوا الجانب الآخر وذلك بسبب الخوف، وهنا تبقى الخطورة لأنّ هذا التصرف يخلق إزدواجاً في الشخصية والبعد عن الصراحة وفي هذا خسارة للأب والأُم والأبناء والمجتمع.

- الشخصية المستقلة:
حنان صبري (34 عاماً، معلمة). من العرى التي انفصمت وتلاشت، عروة الأبوة والبنوة، فمن حب إلى بغض، ومن حوار ونقاش إلى إستبداد في الرأي، فعلى الأب أن يعلم عندما يتعامل مع ولده، انّه يتعامل مع إنسان له عالمه الخاص وشخصيته المستقلة وعقليته التي تناسب سنه وتتفق مع إمكاناته الفكرية وقدراته العقلية ورغباته.
وعلى الأب أن ينوع أسلوبه في العطاء الفكري والطرح الذهني والمشاهدة السلوكية حسب طاقة الابن في الأخذ والتلقي، ويحاول جهده أن يعيش همومه ومشاكله وأن يكون رحيماً في أموره كلها، فيستمع إليه بإصغاء وإهتمام، ومن ثمّ يبحثان معاً في روية وتأن في أسباب العلاج، ويعوده في ذلك كله الإعتماد على النفس والثقة المطلقة بالله تعالى، وتحمل كامل المسؤولية عن كل ما يصدر عنه من أفعال.

- الكلمات العاطفية:
وحيد صادقي (39 عاماً مهندس). حب الأُم لإبنتها والأب لإبنه أمر فطري غريزي ومع ذلك يفشل التقارب في كثير من الأحيان. هذه مسألة مهمة فكثير من الوالدين، يجهلان الأسلوب الأمثل لإظهار هذا الحب ويدخرانه إلى أن يحل المرض أو الإصابة وما عدا ذلك لا يهتمان كثيراً بالكلمات العاطفية، وكثير من الأُمّهات يستكثرن لمسة حنان لبناتهنّ أو عبارة ثناء أو مديح أو حتى إبتسامة مفعمة بالحب والحنان وكلها وسائل للتعبير قلما تستخدمها النساء والأُمّهات.

- لغة التفاهم:
صديقة أفضلي (21 عاماً طالبة جامعية). في الحقيقة ان هناك ضعفاً في لغة التفاهم والحوار بين الأُم وابنتها، بل وإنعدامها في كثير من الأحيان ونحن كبنات، نؤكد حاجة البنت للإهتمام والحنان والحب، بل إننا نجد إختفاء المصارحة مع الأُمّهات ونشكو سرعة إنفعالهنّ.

- غياب الحوار:
مصطفى رشيد (20 عاماً، طالب). اعتقد انّنا نعاني غياباً للغة الحوار بيننا وبين (الأُم والأب) لأن لغة الحوار المشترك تعتبر فناً مطلوباً من الطرفين، اتقانه لإيجاد التفاهم، والأُم والأب لابدّ أن يكونا هما المبادران لكونهما الأكبر والأقدر على إدارة الحوار حتى يتحقق الإنسجام ولا يمنع ذلك من مبادرة البنت والإبن أحياناً.

- اللغة المشتركة:
شيماء بصيري (28 عاماً، موظفة). نعم.. نحن بحاجة إلى أُم صديقة نصارحها بأسرارنا الخاصة ومشكلاتنا العابرة لتتفهم هذه الهموم وتتفهم مشاكل بنتها وتعالجها بعيداً عن التأنيب أو التحقير، بمعنى انّه لابدّ من لغة مشتركة للحوار والتفاهم وضعفها أو إنعدامها، يؤدي بالأبناء للشعور بالإحباط.

- الألفة والحوار:
عبيد الأمير أحمدي (32 عاماً، كاتب). افتقد الحوار العائلي بأكمله، ناهيك عن الحوار مع الأُم أو الأب، وأعتقد أنّ هذا الإنفصام ينعكس على نفسية الأبناء وربّما يقود إلى الإنطوائية والتقوقع، فالحياة ليست كلها توفير المال والمتطلبات والرفاهية المدللة، وانّما هي في التربية والحياة الأسرية التي تسودها الألفة والحوار المشترك.

مقالات متعلقة