الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 21:02

معلومات قيمة: الأسباب الخفية وراء قسوة الآباء

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 15/03/11 13:39,  حُتلن: 13:44

ضرب الأطفال يحدث بين أناس على درجة جيِّدة من التعليم ويتمتعون بإستقرار مالي ومركز إجتماعي

الإنفجارات العنيفة لمشاعر الغضب تعبر عن شعور داخلي بعدم الرضا وخيبة الأمل وانّ الطفل يستخدم للتعبير عنها كوسيلة

العقاب الجسماني الوحشي الذي يوقعه الآباء على أطفالهم يمكن أن يتسبب في موتهم بنسبة كبيرة أكثر من تلك التي تؤدي إليها بعض الأمراض المعروفة

آلاف الأطفال الصغار يضربون ويعاملون من آباء ينفسون عن مشاعرهم المشحونة بالقلق وخيبة الأمل. وعدد كبير من هؤلاء الأطفال الذين تُساء معاملتهم بهذه الصورة يعانون طوال حياتهم من أضرار جسمانية ومئات منهم يموتون كل عام. وتشير التقارير الطبية في أنحاء العالم: إنّ ضرب الأطفال يحدث بين أناس على درجة جيِّدة من التعليم ويتمتعون بإستقرار مالي ومركز إجتماعي. ويشرح الباحثون هذا بأنّه حتى الأشخاص الطيبون يمكن أن تعذبهم توترات وضروب من خيبة الأمل لا تطاق. وقلما تطفو مثل هذه المشاعر على السطح بصفة عامة، ولكن غالباً ما يأتي وقت تصل فيه هذه العواطف الجامحة إلى درجة من الغليان والعنف فتؤدي إلى ضرب طفل لا حول له ولا قوة.



- فما هو الخطر الذي تمثله مشكلة القسوة بالنسبة للأطفال؟
تشير الدراسات الطبية أنّ العقاب الجسماني الوحشي الذي يوقعه الآباء على أطفالهم يمكن أن يتسبب في موتهم بنسبة كبيرة أكثر من تلك التي تؤدي إليها بعض الأمراض المعروفة.
وتتفق الدراسات على أن معظم الأطفال المظلومين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات وتقتصر أسلحة العقاب وأنواعه عادة على ما في متناول يد الأب وقتها، فقد يضرب بقبضة اليد أو بركبة القدم أو يقذف بأشياء صلبة وقد يضربون بالسياط أو بأدوات الطهي أو قطع الأثاث وقد يعذبون بالحرق أو بالطعن بالسكين، أو يحبسون أياماً في دورة المياه أو يقيدون في عمود السرير أو يطردون من البيت بملابس النوم.
بل ويقذف بهم في ماء الأنهار الباردة, وحتى وقت قريب أدى نقص البحث المنظم إلى طمس الابعاد الحقيقية لمشكلة تعذيب الأطفال. ثمّ بدأ الباحثون يربطون بين الأدلة والوقائع المتجمعة في المستشفيات وعيادات الأطباء وهيئات رعاية الأطفال عندما لوحظ تزايد عدد الأطفال الذين يأتون مصابين بكسور أو حروق وكدمات وغيرها، من علامات إستخدام العنف التي لا يمكن تفسيرها تفسيراً كافياً.
وخلال بحث استغرق عاماً كاملاً في 71 مستشفى في أنحاء أمريكا تم إكتشاف 302 حالة لأطفال مضروبين ضرباً عنيفاً ومن هذه الحالات مات 33 صغيراً وأصيب 85 بعاهات مستديمة في المخ.

ولكن ما هي حقيقة هؤلاء الآباء الذين يضربون أطفالهم؟
إنّ دراسة أجرتها جمعية ماسا شوستس للرفق بالأطفال وشملت 200 أب وأُم من هذا النوع كشفت عن خصائص شخصية رئيسية تجعل الآباء يتحولون إلى الوحشية التي وصل إليها البعض:

1- انّهم لا يهتمون إلا بملذاتهم الخاصة.
والأُمّهات في هذه المجموعة يظهرن عجزاً عن حب أطفالهنّ أو الشعور بالرغبة في حمايتهم فهنّ يشعرن انّهنّ مهددات متعبات خائبات الأمل بسبب مطالب الأطفال.
وقد تؤدي خيبة أمل كبرى للآباء إلى نبذ الأطفال ثمّ إلى العنف. وقد تتمنّى الأُم ابنة جميلة لأنّها هي نفسها لم تكن جميلة فإذا جاءت الطفلة أيضاً غير جذابة فماذا يحدث للأُم؟
تتحول مشاعر الأُم إلى كراهية والأب الجبان غير المطمئن قد يرى انّ الطفل أصبح جباناً كما في صباه. ومن هنا قد تنمو في نفسه كراهية للطفل لأنّه يرى فيه ما كان يكرهه في نفسه.

2- انّهم في الغالب ضعاف الشخصية يعتمدون على غيرهم.
 مثل هؤلاء الآباء يتحفظون كثيراً في إظهار رغباتهم، وهم في العادة غير عدوانيين في إتصالاتهم اليومية ويريدون بصفة عامة ان قال لهم ماذا ينبغي عمله ومتى يعملونه معتمدين على شخص آخر ليشقوا طريقهم في الحياة ذاتها.
وتبين انّ هؤلاء الآباء والأُمّهات يتناقشون لا شعورياً مع أطفالهم للفوز بزوجاتهم أو بحب أزواجهم وإنتباههم. والخوف غير الناضج يساور أحد الأبوين من أنّ الزوج أو الزوجة قد يثير حب الطفل في نفسه مشاعر حادة قد تستفزه إلى إرتكاب إعتداء عنيف على طفله.

3- انّهم يكنون مشاعر كراهية عميقة الجذور:
فهم ثائرون دائماً على العالم بصفة عامة، فبعض السخط الدائم المستأصل ينبع على الأرجح من تجارب الطفولة. معظم الآباء نشأوا في بيوت يعوزها الحب ويسودها سلوك عدواني ويحدث فيها الضرب بكثرة.
وفي حين ان علاج الآباء الظالمين مسألة ليست يسيرة، فإن في الإمكان تقديم المساعدة للكثيرين منهم ويقول مدير مركز دراسات الطفل والأسرة ببوسطن انّه من الضروري توعية هؤلاء الآباء بأنّ هذه الإنفجارات العنيفة لمشاعر الغضب تعبر عن شعور داخلي بعدم الرضا وخيبة الأمل وانّ الطفل يستخدم للتعبير عنها كوسيلة.

مقالات متعلقة