فعاليات الأسبوع تركزت على تصوير وفهم إسرائيل كدولة أبارتهايد، والعمل على إنهاء التواطؤ الدولي مع إسرائيل

يارا سعدي من حيفا احدى الطالبات:

اهمية احياء هذه المناسبة في فلسطين يعود الى الحاجة بتسليط الضوء على حملات المقاطعة في العالم، والتي اصبحت تشكل مشكلة جدية لاسرائيل 

إن ما نعيشه اليوم هو بلا شك إحدى وجوه نظام الابرتهايد، ويتمثل ذلك بممارسات مختلفة: في الحصار المستمر على غزة، الجدار الفاصل وحواجزه، تهويد البلدات العربية، هدم البيوت، سياسات ممنهجة عنصرية والقائمة طويلة

انطلقت يوم الأربعاء، فعاليات أسبوع مقاومة الابارتهايد الإسرائيلي في فلسطين، حيث افتتحت الفعاليات بندوتين تثقيفيتين في حي سلوان في القدس وفي مدينة نابلس. وسيتخلل الأسبوع العديد من النشاطات بما في ذلك محاضرات وعرض أفلام إضافة إلى الندوات المتنوعة حول معنى نظام الفصل العنصري وعلى نجاحات تجارب الحملة العالمية لمقاطعة إسرائيل. كما وسيناقش البرنامج مفهوم المقاطعة وحركتها العالمية والمحلية كأداة نضالية وكمركب في معركة الإطاحة بنظام الفصل العنصري الإسرائيلي. ستقام الفعاليات في مختلف المدن الفلسطينية: حيفا، يافا، الناصرة، القدس، نابلس، رام الله بيت لحم وغزة.

وأفادت الطالبة بيسان رمضان من نابلس وهي احدى منظمات الاسبوع: "فقد بدأ أسبوع مقاومة الأبارتهايد الإسرائيلي في تورنتو، كندا في شباط 2005. حيث نظم هذا الأسبوع مجموعة طلابية ناشطة في جامعة تورنتو. حققت فعاليات الأسبوع نجاحاً كبيراً حيث شارك فيها عدد كبير من الطلاب وغير الطلاب، و جذب اليه اهتمام الصحافة المحلية والعالمية. خلال اخر سبعة سنوات انتشرت فعاليات الاسبوع لتضم أكثر من ستين مدينة في انحاء العالم لتحيي فعاليات هذا الاسبوع، كما أصبح أسبوع مقاومة الأبارتهايد الإسرائيلي مرجعية للإبداع والتجديد وتوحيد النضال من أجل كافة الحقوق الفلسطينية، اذ تعددت وتنوعت نشاطات الأسبوع لتشمل عرض الأفلام والمحاضرات والنشاطات الثقافية والمظاهرات وكتابة العرائض والبيانات".

فهم إسرائيل كدولة أبارتهايد
تركزت فعاليات الأسبوع على تصوير وفهم إسرائيل كدولة أبارتهايد، والعمل على إنهاء التواطؤ الدولي مع إسرائيل، الذي يضفي الشرعية على نظام الأبارتهايد الإسرائيلي. وذلك بحسب ميثاق المجتمع الدولي من سنة 1965 والذي اعتبر الابارتهايد جريمة غير مقتصرة على جنوب أفريقيا، وبالتالي اقر انه على المجتمع الدولي اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية والاقتصادية بحق أي دولة ترتكب جريمة الابارتهايد. وتشمل هذه الإجراءات فرض العقوبات والمقاطعة الشاملة ومحاكمة الجناة الى أن تنتهي الجريمة.

الحصار المستمر على غزة
وأفادت الطالبة يارا سعدي من حيفا وهي إحدى منظمات الأسبوع في الداخل الفلسطيني: " إن ما نعيشه اليوم هو بلا شك إحدى وجوه نظام الابرتهايد، ويتمثل ذلك بممارسات مختلفة: في الحصار المستمر على غزة، الجدار الفاصل وحواجزه، تهويد البلدات العربية، هدم البيوت، سياسات ممنهجة عنصرية، سن قوانين فاشية، والقائمة طويلة. فاذا نظرنا الى كان ما يحصل تحت نظام الأبارتهايد في جنوب افريقيا نجد الكثير من التشابه. اما اهمية احياء هذه المناسبة في فلسطين يعود الى الحاجة بتسليط الضوء على حملات المقاطعة في العالم، والتي اصبحت تشكل مشكلة جدية لاسرائيل، واثبات على ذلك هو القانون ضد المقاطعة والذي صادقت عليه الكنيست بالقراءة الاولى قبل يومين، حيث يفرض القانون عقوبة على مواطنين اسرائيليين اللذين يشاركون بالمقاطعة الاقتصادية، الثقافية والاكاديمية لاسرائيل. وبالاضافة لذلك تعود اهمية الاسبوع للتعلم من تجربة جنوب افريقيا ولبلورة المفاهيم المتعلقة بهذا الخطاب، مثل: ماذا يعني مفهوم التطبيع لنا كمواطنين في ظل هذا النظام؟ وفي أية محاور ممكن ان نقاطع هذا النظام؟ علما ان هذه المفاهيم ليست غريبة علينا.. فالمقاطعة هي طريقة نضال شعبية تعود الى تجربه شعبنا ما قبل النكبة وما بعدها كما واننا كمجتمع نرفض التطبيع بأشكاله المختلفة، إذ من الجدير بالذكر ان الحملة لمناهضة الخدمة المدنية هي مثالا آنيا وناجحا والتي لقيت إقبالا شعيبا".