الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 00:01

إبراهيم صرصور: إسرائيل والاستنتاجات الخطأ ...والضغط على الحكومة الإسرائيلية

كل العرب
نُشر: 04/03/11 15:44,  حُتلن: 19:04

الشيخ إبراهيم صرصور – رئيس حزب الوحدة العربية /الحركة الإسلامية:

أثبتت الشعوب العربية صحة القانون الرباني الأزلي في أن الضعيف لن يظل ضعيفا إلى الأبد

لا شك عندي في أن إسرائيل بمنطقها اللامنطقي هذا تقود شعبها إلى مصير مأساوي نجح في أن يراه كثير من الإسرائيليين المثقفين

المشكلة ليست في العالم العربي والإسلامي ولا في الفلسطينيين ، وإنما في إسرائيل ... هذا ما يعرفه العالم تماما ، وإن ما زال يتظاهر بعكس ذلك لعدم تعرض مصالحه لتهديد حقيقي

في الوقت الذي تجتاح فيه رياح التغيير عالمنا العربي وفي أكثر من دولة أهمها مصر ، كنت أتصور أن تبدأ في المقابل ململة في أوساط الإسرائيليين بهدف الضغط على الحكومة الإسرائيلية من اجل التحرك في اتجاه حل يجنب إسرائيل تحديات وجودية حقيقية إذا استمرت سياسة التنكر للحقوق الفلسطينية والعربية ..

اتجاه المصالحة مع الذات
هذا هو المنطق في أبسط تجلياته ، فقد أثبتت الشعوب العربية صحة القانون الرباني الأزلي في أن الضعيف لن يظل ضعيفا إلى الأبد ، كما أن القوي لن يظل قويا إلى الأبد ، والأيام دُوَلٌ كما هو معروف ... الإسرائيليون على المستويين الحكومي والشعبي ومن خلال القراءة الموضوعية للمشهد الإسرائيلي ، لا يريدون استيعاب هذا الدرس ولا القبول بهذا المنطق / الحتمية ، لذلك نراهم يصلون إلى النتائج الخطأ ، فيندفعون بقوة أكبر في اتجاه التصادم مع الذات ومع المحيط بشكل سيهدد حتما الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم .. فبدل أن تؤدي التغيرات الجذرية في العالم العربي إلى تغيير في الموقف الإسرائيلي في اتجاه المصالحة مع الذات ومع الغير ، نراها تلجأ مرة أخرى إلى الاستنتاج الأسوأ ، وهو ما عبر عنه غير واحد من القيادات الإسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الوزراء ( نتنياهو ) ، والذي يتلخص في أن الأحداث في العالم العربي أكبر دليل - على حد قولهم - على أن إسرائيل يجب أن تعتمد فقط على قوتها في حماية نفسها ، وليس على أية اتفاقات سلام مع دول قد تتغير في لحظة ، وهذا هو التضليل أو الوهم الذي يقتل في العادة صاحبه !!!...
لا شك عندي في أن إسرائيل بمنطقها اللامنطقي هذا تقود شعبها إلى مصير مأساوي نجح في أن يراه كثير من الإسرائيليين المثقفين من علماء وصحفيين وشعراء وأدباء ومؤرخين وحتى قيادات عسكرية كان لها دورها في إقامة الدولة وحمايتها والدفاع عنها ...

ألوان الذخائر والقنابل
تجاهل الحكومة الحالية لما يجري إلى درجة تثير الدهشة ، واستمرارها في سياسة القبضة الحديدية تجاه فلسطين إنسانا وأرضا ومقدسات ، واستمرار الاحتلال بما يحمله من أعمال بطش وقتل وتنكيل وإرهاب ، لا يمكن إلا أن تكون له آثاره السلبية المدمرة على البنية التحتية الإنسانية للمجتمع الإسرائيلي ، كما لا يمكن إلا أن تؤدي إلى تعميق وتكريس حالة الكراهية والحقد بين شعوب المنطقة ، بالرغم من علم إسرائيل المسبق أنها لن تستطيع أبدا شطب الرقم الفلسطيني مهما تمادت في عدوانها ومهما أوغلت في عنادها ومهما غالت في وحشيتها ...
لن تهزم إسرائيل الشعب الفلسطيني وإن نجحت في حصاره وحرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية ... لن تخنق فيه إرادته الصلبة مهما صَبَّتْ على رؤوس أبنائه من ألوان الذخائر والقنابل .. فلماذا تمضي إسرائيل في هذا النفق المظلم في التنكر للحقوق الفلسطينية والعربية والتي بدونها لن يكون هنالك استقرار لدولة إسرائيل ولا لليهود فيها وفي العالم ؟؟!!.. أنا أعرف أن هذا السؤال يلمس شبكة الأعصاب المكشوفة للمجتمع الإسرائيلي ، فيسبب ألما يجر من بعده صراخا هستيريا وسلوكا منفلتا يأتي مرة في صورة اتهامنا بالتطرف والسباحة في نهر المتشددين ، والخيانة العظمة ( للعيش المشترك !!! ) ، ونكران ( الجميل الإسرائيلي !!! ) ، وأخرى في صورة اتهامنا بممارسة ( الإرهاب !!! ) . إلا أن ذلك لن يمنعنا أبدا من طرح الأسئلة الصعبة مهما كان رأي الآخرين فيها ، لأن اهتمامنا في الأساس منصب في اتجاه حماية الإنسان كإنسان قبل الحرص على الدول التي تتحول وتتغير كتغير الأزياء على منصات العرض ...

عدم القبول بالتعايش السلمي مع الغير
المشكلة ليست في العالم العربي والإسلامي ولا في الفلسطينيين ، وإنما في إسرائيل ... هذا ما يعرفه العالم تماما ، وإن ما زال يتظاهر بعكس ذلك لعدم تعرض مصالحه لتهديد حقيقي ... الثورات في العالم العربي ستحقق حتما إن قدر الله لها النجاح الكامل وغير المنقوص ، النقلة النوعية في الوعي واللاوعي الغربي في اتجاه تبني مواقف أكثر إنصافا مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين ، وممارسة سياسات أكثر تأثيرا على المزاج الإسرائيلي بما يضمن تنفيذ مقررات الشرعية الدولية ذات العلاقة بالصراع في الشرق الأوسط والتي من أهمها 181 و – 194 و- 242 و- 338 وغيرها ...
بات من الواضح ، وهذا ما يعترف به العقلاء من الإسرائيليين ، أن الحكومات الإسرائيلية عموما والحكومة الحالية خصوصا ، لن تعترف بالحقوق الفلسطينية الكاملة حتى لو توقفت كل أعمال المقاومة الفلسطينية للاحتلال ... لدي شعور يرتكز إلى وقائع أن غالبية الإسرائيليين تقودهم ( روح خفية ) نحو الصدام وعدم القبول بالتعايش السلمي مع الغير ، وتفضيل الاستمرار في العيش داخل ( الغيتو ) على المستويين النفسي والميداني كضمان – كما يتخيلون – لحمايتهم من ( مؤامرة !!! ) عالمية ضدهم يشارك فيها كل من ليس بيهودي ، حتى لو أدى أليهم فروض الولاء والطاعة كما تفعل الإدارات الأمريكية وخصوصا إدارة ( أوباما ) الحالية ...

صدقية المزاعم الغربية
هل الغرب معني بإسرائيل فعلا ؟؟!! هذا سؤال لطالما طرحناه في كثير من لقاءاتنا مع مثقفين وسياسيين غربيين ... منطقنا في طرح السؤال بسيط ... لو كان الغرب معنيا باستمرار إسرائيل فعلا لمارس ضغوطا حقيقية عليها لإنهاء احتلالها لفلسطين ، ولعمل على تنفيذ مقررات الشرعية الدولية ذات العلاقة بفلسطين ... أما وأن الأمر على غير هذا الحال ، فهنالك شكوك كبيرة في صدقية المزاعم الغربية حول حمايتها لإسرائيل ، وهي تراها ترتكب من الجرائم ما تستحق معه الزوال كما حصل مع نظام ( الأبارتهايد ) في جنوب أفريقيا ...
الغرب قبل إسرائيل مطالب باستخلاص العبر مما يجري من أحداث في العالم العربي ، فقد بات من الواضح أن شعوبنا بدأت في كتابة تاريخها من جديد ، وشرعت في بناء نهضتها ورسم خريطتها وتحديد مسارها بما يتوافق مع مصالحها الدينية والوطنية والقومية ... هذه حتمية لا جدال فيها ... وعلى الغرب أن يقرر ، إما التعاون مع الشرق الإسلامي على قاعدة الندية الكاملة والاحترام المتبادل ، وإما الصدام الذي لن يكون في مصلحة احد ...

مقالات متعلقة