ابراهيم صرصور:
فقدنا إحدى أهم الشخصيات التركية والعالمية التي أبقت بصماتها البارزة على مشهد النهضة التركية والإسلامية والإنسانية المعاصرة
لا نزاع في أن ( أربكان ) كان وما يزال أبا الحركة الإسلامية السياسية في تركيا ، حيث تخرج من تحت يديه قادة تركيا السابقين والحاليين
أبرق الشيخ النائب إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، إلى قيادة حزب ( السعادة ) التركي خاصة وإلى الشعب التركي قيادة وشعبا ، معزيا بوفاة الزعيم والمفكر الإسلامي التركي، نجم الدين أربكان الذي وافته المنية في المستشفى إثر تدهور حالته الصحية ظهر الأحد 27.2.2011 ، عن عمر يناهز الخامسة والثمانين عاما.
النائب ابراهيم صرصور
وقال : " بقلوب راضية بقضاء الله وقدره ، ننعي القيادي الإسلامي البارز البروفسور نجم الدين أربكان ، كما ونتقدم بأخلص مشاعر التعازي والمواساة لأسرته خصوصا وللشعب التركي بكل أطيافه عموما ، لفقدنا إحدى أهم الشخصيات التركية والعالمية التي أبقت بصماتها البارزة على مشهد النهضة التركية والإسلامية والإنسانية المعاصرة".
قادة تركيا
وأضاف : " لا نزاع في أن ( أربكان ) كان وما يزال أبا الحركة الإسلامية السياسية في تركيا ، حيث تخرج من تحت يديه قادة تركيا السابقين والحاليين وعلى رأسهم رئيس الوزراء الحالي ( أردوغان ) وطاقمه ، الذين استلهموا منه فلسفة الحكم ومهاراته ، فسجلوا بفضل الله تعالى صفحات من الفخار للتيار الإسلامي العالمي ، مستفيدين من تجربته الغنية وليبراليته المرنة والملتزمة بثوابت هذه الأمة العريقة ، وإن اختلفوا معه إلى حد إقامة حزب ( العدالة والتنمية ) ، والذي اعتبر بامتياز المنافس الأقوى لحزب ( السعادة ) على الساحة التركية . إن احتفاظ قيادة حزب ( العدالة والتنمية ) للزعيم الراحل بالفضل والأبوة رغم اختلافهم معه ، لهو أكبر دليل على ما يتمتع به من مكانة جليلة في القلوب والعقول قبل ميادين السياسة والخدمة العامة".
التوجهات الإسلامية
وأشار إلى أن : " التوجهات الإسلامية التي برزت منذ صغره ، والظهور المبكر لعبقرية الفقيد – رحمه الله – في مجال تخصصه العلمي في كلية الهندسة الميكانيكية وحصوله على الدكتوراه من جامعة ( آخن ) الألمانية ، وعمله إثناء دراسته هناك رئيسا لمهندسي الأبحاث في مصانع محركات ( كلوفز - هومبولدت – دويتز) بمدينة كولونيا ، وتوصله أثناء عمله إلى ابتكارات جديدة لتطوير صناعة محركات الدبابات ، ثم تأسيسه مصنع ( المحرك الفضي ) حين عاد إلى تركيا هو ونحو ثلاثمائة من زملائه وهو في عامه الثلاثين ، ثم مساهماته البارزة في صياغة المشهد السياسي التركي منذ العام 1970 ابتداء من ( حزب النظام الوطني ) ، ثم حزب ( السلامة الوطني ) في العام 1972 بعد حل الأول ، ثم مشاركته في حكومة ( بولنت أجاويد ) والتي كانت فاتحة تغييرات وإن كانت محدودة على مستوى تعزيز الهوية والانتماء العربي والإسلامي ، وقيادته في عام 1980 مظاهرة ضمت أكثر من نصف مليون تركي بمناسبة ( يوم القدس العالمي ) هتفت بشعارات معادية لإسرائيل ، أعقبها بيوم واحد انقلاب عسكري أدى إلى سجن أربكان هو وعدد من رجاله ، ثم تأسيسه حزب ( الرفاه ) الإسلامي الذي خاض الانتخابات البرلمانية عام 1996م ، وحصل على 185 مقعداً ليصبح أكبر حزب في تركيا ، ترأس ( أربكان ) على أثرها حكومة ائتلافية مع حزب ( الطريق القويم) برئاسة تانسو تشيللر ، ليتلوه حظر للحزب في عام 1998 ، أحيل بسسبه ( أربكان ) إلى القضاء بتهم مختلفة منها انتهاك مواثيق علمانية الدولة، ومنع من مزاولة النشاط السياسي لخمس سنوات ، عاد بعدها ليؤسس حزبا جديدا باسم ( الفضيلة ) والذي حظر أيضا في عام 2000 ، وبعدها في العام 2003 حزب ( السعادة ) والذي ظل رئيسه حتى يوم وفاته ، كلها تشير إلى الدور الكبير الذي لعبه – رحمه الله – في التأسيس لنجاح تجربة حزب ( العدالة والتنمية ) ، وتعزيز دور تركيا كواسطة العقد في العالم الإسلامي الذي بدأت تتشكل صورته على اثر الثورات الأخيرة في العالم العربي .".
وأكد الشيخ صرصور على أن :" الأمة لن تنس لفقيدها فضله ، وسيبقى دائما في ذاكرتها واحدا من أعظم أعمدة نهضتها ... تغمده الله برحمته ، وأسكنه فسيح جناته برفقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وألهم ذويه الصبر والسلوان ، وعوض الأمة به خيرا".