أبو فلسطين: 

الصوفية ترمي الى صقل المسلمين ليكونوا منارات ينيرون طريق الناس في ظل ما تعانيه البشرية من ضلال وحقد وكراهية

الفلسفة الصوفية تنزع الكبرياء والأنا من النفس البشرية وتجعل من صاحبها خادماً للبشرية جمعاء لما يحب ويرضي الله

كلما استبدت المغريات المادية بالناس، وكثرت الآثام، وظهرت المفاسد، وانتشرت المظالم، علت الدعوة إلى محاربة النفس الأمّارة بالسوء

إستضاف الشيخ حسين درويش ابو صالح "أبو فلسطين" شيخ الطريقة الصوفية في سخنين ومجموعة من المريدين في قاعة الزاوية الصوفية مجموعة كبيرة من القضاة والعاملين في المحاكم الاسرائيلية في مركز البلاد ويصل عددهم الى نحو 50 شخصاً من الوسط اليهودي الذين طلبوا اللقاء بهدف التعرف اليه والاستماع عن الصوفية والفلسفة الخاصة بها في نظرتها للحياة.

ورحب الشيخ ابو فلسطين بهم وقدم لهم نبذة عن الصوفية والاهداف التي ترمي اليها من صقل المسلمين ليكونوا منارات ينيرون طريق الناس في ظل ما تعانيه البشرية من ضلال وحقد وكراهية ، وان الفلسفة الصوفية تنزع الكبرياء والأنا من النفس البشرية وتجعل من صاحبها خادماً للبشرية جمعاء لما يحب ويرضي الله، وأن الصوفي ينظر الى الانبياء على انهم جميعاً اخوة له والقدوة الصالحة له حتى يكون محمدياً وعيسوياً وموسوياً وابراهيمياً. وأن مضامين الروحيّة والعقليّة للصوفية هي مضامين كبيرة وواسعة ، أهمها تطهير للنفس الإنسانيّة وتأمل وفكر في الوجود، وصياغة شخصيّة الإنسان وحفظ توازنها أمام مغريات الحياة، فالقرآن الكريم قائم أساساً على الدعوة إلى الله تعالى وعبادته، وتطهير النفس الأمّارة بالسوء، وبيان سبل الاستقامة والسلوك الموزون في الحياة.

وأضاف أنّ الإيمان العقليّ المجرد بخالق الكون ثم بالقيم والفضائل التي تنبعث من هذا الإيمان لا يمكن أنْ يجعل من الإنسان يقظ الحس، رقيق الوجدان، مستقيم السلوك، رباني المشاعر، متطلعاً إلى رضوان الله بشوق وانتظار، إذ كلما استبدت المغريات المادية بالناس، وكثرت الآثام، وظهرت المفاسد، وانتشرت المظالم، علت الدعوة إلى محاربة النفس الأمّارة بالسوء.
وعبر الزائرون عن اعجابهم للتفسيرات التي ساقها الشيخ أبو فلسطين للنظرة الخاصة بالصوفية للحياة ووجهوا له عدد من الاسئلة اهمها ، لماذا أمثاله من النادر ان يسمع احد صوتهم وعن رأي الشيخ ابو فلسطين عما يجري في العالم من ثورات ضد الانظمة وخلع قيادات الدول، وقد أجاب الشيخ أبو فلسطين مؤكداً أن أمثاله كثر لو تم البحث عنهم فهم لا يرغبون ولا يحبون الثرثرة كونهم يرغبون التعلم ودائماً هم على اشتياق بالاستزادة من العلم فهم رجال أفعال لا أقوال أما بما يحدث فهو قدر الله في خلقه ، وأن قدر الله نازل ولو بعد حين.