همام سعيد:

لا عاصم اليوم للأنظمة العربية من قبضة الشعوب، وقطار الحرية الذي استقلته الشعوب انطلق، ولن تعيقه البلطجية

لا نريد دماء تسفك في ساحاتنا ودعوا البلطجية يعودوا إلى بيوتهم ونترك الشعوب تعبر عن أرائها

بعد الاعتداء الأخير على المسيرة التي انطلقت الجمعة الماضية من وسط العاصمة الأردنية عمان- التي طالبت بإصلاحات سياسية-، والذي تم من قبل مجموعة وصفت بالبلطجية نسبها البعض إلى الحكومة، قرر ناشطون أردنيون البدء بنصب عدد من الخيام في ذات المكان للتعبير عن رفضهم واحتجاجهم.

الحريات العامة والتعبير عن الرأي
واعتبر مراقبون أن نصب هذه الخيام – أسوة بالمحتجين في دول مثل البحرين واليمن- تعتبر تحولاً مهماً في آلية الاحتجاج في المملكة في إشارة إلى نية المعتصمين الاستمرار في اعتصامهم لمدة طويلة تأكيداً على التزامهم بمطالبهم للإصلاح الأمر الذي قد يعرضهم لمضايقات من قبل بعض القوى المتحفظة عن طريق الدفع ببعض الجهات لاستفزازهم.
وتتركز مطالب المحتجين الذين يمثلون المعارضة في الاردن وعلى رأسهم الإخوان المسلمون بتغيير آلية تشكيل الحكومات وإطلاق هامش الحريات العامة والتعبير عن الرأي، مؤكدة على حق الشعوب في العيش بكرامة، معتبرين أن الأزمة التي يمر بها الأردن ليست "بمنأى" عن الأزمات التي تعصف بالمنطقة.
من جهته، قال القيادي البارز وأمين عام حزب "العمل الإسلامي"، حمزة منصور، "إننا في الأردن لسنا حالة استثنائية عما يدور في المنطقة العربية، وأن الأردن أصابه ما أصاب مصر وتونس من تفرد بالسلطة."وحذر منصور بوضوح الحكومة الأردنية من الهدوء النسبي الذي تشهده البلاد ، في إشارة إلى توقف الاحتجاجات الشعبية مرحليا.
وأضاف منصور إن على الحكومة أن لا تستخدم أزلامها وأرباب السوابق من استخدام العنف مع المتظاهرين، "محملا الحكومة مسؤولية أي اعتداء يستهدف المتظاهرين والمعتصمين.وأكد على أن "الأردنيين قادرين على النزول إلى الشوارع حيث يمتلك الحيوية والوعي والسبب للاحتجاج." وتعهدت الحركة الإسلامية بمواصلة حراكها الاحتجاجي للإصلاح، فيما أشارت في وقت سابق إلى أنها بصدد منح حكومة معروف البخيت الجديدة، التي تشكلت في التاسع من شباط / فبراير الجاري، خلفاً لحكومة سمير الرفاعي، مهلة لاختبار جديتها في الإصلاح السياسي، مشيرة إلى عزمها على "جدولة" ذلك الحراك وبأشكال مختلفة من بينها المهرجانات.

إراقة للدماء
أما المراقب العام لإخوان الأردن الدكتور همام سعيد، فقال من جانبه "إن الشعب الأردني يريد إصلاح النظام والتخلص من الفساد والمفسدين وإطلاق الحريات العامة."وقال: "لا عاصم اليوم للأنظمة العربية من قبضة الشعوب، وان قطار الحرية الذي استقلته الشعوب انطلق، ولن تعيقه البلطجية".
واعتبر سعيد أن ما يجري في بعض البلدان العربية لا يحتمله الأردن، من إراقة للدماء ، قائلاً "لا نريد دماء تسفك في ساحاتنا ودعوا البلطجية يعودوا إلى بيوتهم ونترك الشعوب تعبر عن أرائها."
يذكر أن وزير العدل الأردني حسين مجلي الذي يحظى بالتقدير من قبل المعارضة قرر تشكيل لجنة تحقيق مكونة من خمسة أعضاء من النيابة العامة لتباشر فوراً التحقيق في وقائع الاعتداء على المشاركين في مسيرة الجمعة الماضية، وتعقب وملاحقة الأشخاص والجهات المخططة والمنفذة لهذه الاعتداءات والمشاركة فيها والمحرضة عليها وإقامة دعوى الحق العام بحق من يكشف التحقيق تورطهم في هذه الاعتداءات وإحالتهم إلى القضاء المختص وفق أحكام القانون.