الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 14:01

الأم العزيزة: تحلي بالصبر بمواجهة أخطاء صغيرك

أماني حصادية -
نُشر: 21/02/11 11:06,  حُتلن: 12:41

هل تعتقدين أنّ أسلوب الضرب التربوي هو الوسيلة الحضارية التي تتوخينها من أجل تربية طفلك وتهذيبه؟

شيء طبيعي أن تشعري أحياناً بالعجز إزاء عدم طاعة طفلك، فيكون الضرب والصراخ أقرب الحلول والوسائل لإخضاعه ودفعه للتجاوب معك، ولكن هل تعتقدين أنّ هذا الأسلوب التربوي هو الوسيلة الحضارية التي تتوخينها من أجل تربية طفلك وتهذيبه؟
 

صورة توضيحية

بالطبع لا، فرغم أنّ هذا الأسلوب يعطي نتائج أحياناً، إلا أنّه لا يحبذ إعتماده بإستمرار خاصة إذا ما كان الطفل ما يزال تحت سن الإدراك والفهم للأشياء، فهذا الكائن المتميّز بحسّاسيته ورهافته وبراءته يعتبر كل تصرف مباح لا هذا سيِّئ ولا ذاك حسن، فهو لا يدرك الفرق بين تصرف وآخر، ما يعني أن تصرفك لابدّ وأن يتغير حين تدركين نتائجه العكسية حين تكتشفين هلعه وخوفه الذي يتحول إلى كابوس يشعر به ليلاً عندما يستيقظ مذعوراً أثر خلوده إلى فراشه مجبراً باكياً، إلى جانب التحولات النفسيّة التي سوف تؤثر على ثقته بنفسه، وجميعها بالتالي سيتحول إلى عقد وأزمات ترافقه في الكبر حين يتحوّل إلى سخرية للآخرين، مما يجعله يعيش دوامة الكره لهم والإنتقام منهم، فإذا ما لاحظت العنف والجنوح نحو الصراخ والغضب، فهذا بداية تكوين شخصية شريرة تعزز في داخله الرغبة بالإنتقام، ما يضعك في موقع النادمة على ضربه وتأنيبه على هفواته، فالضرب ومعاقبة البدن من المحرمات، خاصة إذا ما نفذ بحق الطفل، تلك الأمانة والوديعة التي أودعها الخالق لديك.
 
مراعاة الطفل
لقد وهبك طفلك لتراعيه وتتأمّلي خلقه وإبداعه، وليس لتعاقبيه. فإلى جانب الإيذاء الجسدي هناك الإيذاء النفسي والمعنوي يصاب بهما الطفل جراء ضربك له، فاهتزاز شخصيته وخوفه منك سوف يرافقه ويسيطر عليه في جميع المواقف، ما يجعله عاجزاً عن مواجهة مشاكله في الخارج.

التحلي بالصبر
من هنا عليك التحلي بالصبر والعقلانية في مواجهة أخطاء طفلك، فأسلوب التربية بالإرشاد والتوعية كوسيلة لردعه عن الخطأ، قد يكون مفعوله مضاعاً نحو إصلاحه وتهذيبه، مهما تكن فعلته شائنة تخرجك عن صوابك، إلا أن ضبط النفس يبقى الأنفع، وإذا ما تيقنت من عدم قدرتك على الإنضباط، أوكلي أفراداً آخرين في عملية محاسبته وتهذيبه، لربّما يكون أسلوب أحدهم أكثر ليناً. وقبل أي عقاب من الضروري الوقوف على أسباب خطأه حتى لا يشعر بالظلم.

مقالات متعلقة