ميثاق حقوق الانسان وكل القوانين الدولية تضمن لكل اسير التواصل مع عائلته وذلك في الحالة الطبيعية

هاني غيث:

كل صباح، ابحث عن اخبار الاسرى الذين يجب ان تبقى قضيتهم حية

سمير التهم التي وجهت اليه ورغم ذلك رفضوا الافراج عنه ثم حكم بالسجن مدى الحياة

رفضت سلطات مصلحة السجون مساعدة والدي او احضار طاقم طبي لمعالجته على الفور

يعيش والدي حالياً في غيبوبة من شدة حزنه على شقيقي الذي يمتلك مكانه مميزة لدى والدي بشكل خاص

قد يتكمن المرض من أي شخص فينا، وقد نتألم جميعاً، الا ان مرض بعض الأشخاص وآلامهم، ليس له مثيل. حين يمرض والد أسير قضى عشرة أعوام اعتقالية، غيبته عن أهله ومنزله، ولا يتمكن ابنه من رؤيته او الاطمئنان عليه، يكون هذا حقاً أقسى من أي ألم. ميثاق حقوق الانسان وكل القوانين الدولية تضمن لكل اسير التواصل مع عائلته وذلك في الحالة الطبيعية، فكيف ان يعاني احد افراد العائلة من غيبوبة تامة، الا يحق لأسير لا يغمض له جفن جراء ذلك، ان يزور مريضه ويطمئن عليه.

 
سمير غيث

الإحساس بالألم والشوق
أثناء حديثنا مع الشاب هاني غيث حول شقيقه الاسير المقدسي سمير ياسر حسونة غيث (27 عاما)، اختلط صوته بإحساس الألم، وذلك بسبب الاثار التي تركها اعتقال شقيقه على حياة العائلة، وخاصة والده الذي يعيش حالياً على أجهزة التنفس الاصطناعي في منزله، إثر اصابته بجلطتين قلبية ودماغية، بعد عودته من زيارة سمير في سجنه خلال العام الماضي.
وأضاف هاني: "يعيش والدي حالياً في غيبوبة من شدة حزنه على شقيقي الذي يمتلك مكانه مميزة لدى والدي بشكل خاص، والدي الذي قضى سنواته الاخيرة مناضلا في سبيل حرية سمير وكل الاسرى".

الأمل المتجدد بتحرر الأسير
ورغم ما تتمتع به العائلة من معنويات عالية، وامل متجدد بتحرر سمير الذي لم يشفع له صغر عمره عند السلطات الاسرائيلية، حيث اعتقل قبل ان يكمل السادسة عشرة من عمره، الا أنها تستقبل الذكرى العاشرة لاعتقال ابنها بحزن بالغ، نتيجة ما حل بالحاج "ابو عماد" الذي لم يحتمل صور ولحظات العذاب التي يتجرعها ابنه في سجون الظلم.

السلطات الإسرائيلية نرفض علاج الأسير
يوم لا ينسى، يوم لقاء "ابو عماد" بابنه سمير والذي قال عنه هاني: "في 23 -5 -2010، توجه والدي لزيارة شقيقي في سجن جلبوع، وهناك تأثر بشكل بالغ عندما اطّلع على معاناة سمير الذي كان يعاني من عدة امراض وترفض ادارة السجون علاجه". وأضاف: "الحزن على مصير شقيقي والعجز عن مساعدته وعلاجه انعكس سريعا على وضع والدي، وبشكل مفاجئ وخلال الزيارة، اصيب بألم شديد في الصدر ووقع على الارض لتتوقف الزيارة وسط قلق سمير على مصير والدنا الذي حال بينه وبين الوصول اليه الزجاج والجنود".
وأوضح:" رفضت سلطات مصلحة السجون مساعدة والدي او احضار طاقم طبي لمعالجته على الفور، مع العلم ان والدي يعاني من اعاقة تجعله عرضة للمرض ويصعب عليه التنقل بسهولة". وبعد ذلك نقل "ابو عماد" الى مستشفى "هداسا العيساوية"، ومن ثم الى "هداسا عين كارم" وخضع لعملية جراحية تكللت بالنجاح، الا ان حالته تدهورت مرة أخرى.

معاناة طويلة
منذ اعتقال سمير، اشتاق والده ووالدته لزيارته واحتضانه، وقال هاني: "والدي الذي صدم باعتقال شقيقي، كان يحرص دوما على زيارته، وهو لم يره منذ شهر أيلول الماضي، ونتمنى ان يمن الله على سمير بالفرج لتكون اجمل هدية لوالدي، علها تكون الدواء لمرضه".
واستذكر هاني اعتقال شقيقه قائلا: "يوم 12-2-2002، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي منزلنا وانتزعوه من فراشه وقيدوه رغم صغر سنه امامنا في منظر يبكي والدتي كلما تحدثت عنه، وفور اعتقاله اقتادوه للتحقيق في معتقل "بيت شيمش". ولاكثر من شهر استمر تعذيبه واحتجز لمدة 26 يوما في زنزانة منفردة مقيد اليدين والقدمين." وأضاف: "انكر سمير التهم التي وجهت اليه ورغم ذلك رفضوا الافراج عنه ثم حكم بالسجن مدى الحياة".

تنوع صور الظلم ! 
وتنوعت صور معاناة الاسير سمير عقب اعتقاله، وقال شقيقه: "رغم الحكم الظالم الذي صدر بحقه، استمرت المخابرات الاسرائيلية باستهدافه تارة بالعزل واخرى بالنقل من سجن لاخر، ومع معاناته من المرض جراء ظروف الاعتقال المأساوية اصبح يعاني من مشاكل في ظهره، وبروز عظمة في فكه السفلي، ومما فاقم الوضع اهمال علاجه رغم حاجته الماسة اليه". سمير الذي تمنعه سلطات مصلحة السجون من الاتصال بعائلته للاطمئنان على صحته والده، وترفض أيضاً السماح له بزيارة خاصة، واصل مسيرته التعليمي في تحد مباشر للاحتلال الذي حرمه من مواصلة دراسته، فقد حصل على شهادة الثانوية العامة، وحاليا يواصل دراسته الجامعية في تخصص العلوم السياسية.

البحث عن أخبار الاسرى
وفي ذكرى اعتقاله ‪, قال شقيقه: "كل صباح، ابحث عن اخبار الاسرى الذين يجب ان تبقى قضيتهم حية، فنحن ننتظر اللحظة التي نرى فيها شقيقي وكل الأسرى دون قيود، الافراج عن سمير هو حل لجميع المشاكل الموجودة لدينا، وخاصة مشكلة والدي الذي كان دائما يدعو للافراج عنه".
وأضاف:" نناشد المؤسسات الدولية التدخل لمساعدتنا، والضغط على السلطات الاسرائيلية للافراج عن سمير او على الاقل السماح له بزيارة والدي". ووجه كلمة لشقيقه قائلا: "اصبر فان الله مع الصابرين، وقيد الاحتلال لن يدوم طويلا، ومصيرك الحرية بإذن الله‪."