أقرباء المشتبهين:
المشتبهان في حالة نفسية صعبة للغاية

أفراد العائلة قرروا ترك المدينة ومغادرتها خوفاً من الثأر

انه حادث تراجيدي بحق لم نكن نتوقع حدوثه

ما فعلاه لم يكن الا عملاً طائشاً 

نحن نشارك عائلة المرحوم ابو صيام أحزانها، ونعتذر لما حدث

اعتقلت الشرطة، مساء السبت، قاصرين يبلغان من العمر 16 و17 عاماً، للإشتباه فيهما بقتل الفتى المرحوم قيس أبو صيام من رهط، الذي قتل بدم بارد، بجريمة اشبه بجرائم الانتقال وقتل، تلك التي تعرضها شاشات الافلام الهوليوودية.

المرحوم قيس صابر أبو صيام

وكانت الشرطة قد عثرت على جثة الفتى أبو صيام، في احد الأحراش المجاورة للمدينة، بعدما تم قتله، وإحراق جثته بإطارات سيارات.
وخلال التحقيق الاولي مع المشتبهين القاصرين، ذكرا انهما اقدما على هذه الفعلة، غيرة وحسداً من زميلهما في المدرسة، ذاكرين انه كان متفوقاً دراسياً اكثر منهما، غير انه كان احد أولئك الفتية الملفتين للنظر – على حد تعبيرهما، وبحسب ما ذكرته مصادر في الشرطة.
المرحوم قيس ابو صيام، كان يدرس في مدرسة خاصة بالمتفوقين من الناحية الدراسية في الوسط البدوي في منطقة الجنوب، وكان زميلاً للمشتبهين اللذان اعتبرا ايضاً من المتفوقين.
واشارت تحقيقات الشرطة، ان المشتبهين اعترفا خلال التحقيق معهما انهما قررا منذ اسبوعين ايذاء المرحوم، لا سيما انه كان يؤثر عليهما سلباً من نواح مختلفة – بحسب ما ذكرا، وفي يومه الاخير، ذكر لأفراد عائلته انه سيذهب الى المسجد، لأداء صلاة العشاء في المسجد القريب ومن ثم سيذهب الى القاعة الرياضية كعادته اسبوعياً، الا ان المرحوم غادر منزله، ولم يعد اليه الا جثة هامدة وهو فاقد للحياة.
التحقيقات الاولية للشرطة في هذه الجريمة النكراء اوصلت الى اعتقال سيدة من رهط والتي كانت على خلاف مع والد المرحوم، الا ان أدلة وبراهين اخرى طفت على السطح واوصلت الى اعتقال المشتبهين القاصرين في نهاية المطاف.
أقرباء المِشتبهين أكدوا ان الاثنين في حالة نفسية صعبة، وكذلك أفراد عائلتهما الذين قرروا ترك المدينة ومغاردتها خوفاً من الثأر. واضافوا:"انه حادث تراجيدي بحق، وما فعلوه لم يكن الا عملاً طائشاً، نحن نشارك عائلة المرحوم أحزانهم، ونعتذر لما حدث".
علم مراسل موقع ا لعرب وصحيفة كل العرب ان محكمة الصلح في مدينة بئر السبع قررت تمديد اعتقال الطالبين،حيث تم تمديد اعتقال المشتبه الاول لمدة عشرة ايام وتمديد اعتقال المشتبه الثاني لمدة يوم واحد فقط وقال القاضي روزين خلال التداول بالقضية ان "شهادة المشتبهين خلال التحقيق مؤثرة جدا وهنالك ادلة كافية تربط المشتبهين بالعملية الاجرامية".
هذا وقامت المحامية ماريا مزاوي - مرشي بالدفاع عن المشتبهين وطالبت "باطلاق سراحهما لان عمليات التحقيق يلزم بتمديد اعتقالهما.

بيان جمعية اقرأ إثر جريمة القتل التي نفذت بحق الطالب قيس أبو صيام
أثارت حادثة مقتل الطالب الموهوب قيس أبو صيام ابن الصف الحادي عشر من النقب، والذي كان يشق طريقه نحو مستقبل أكاديمي زاهر صدمة مأساوية وفاجعة كبرى في مجتمعنا العربي.
إن هذا الحدث الأليم يجسد دون أدنى شك نموذجا لظاهرة العنف المتفاقمة في وسطنا العربي، والتي أخذت تزحف لتطال الكبير والصغير، لتصل إلى مدارسنا وتحصد أرواح طلابنا الطموحين وهم في عنفوان شبابهم، لتحرم مجتمعنا العربي من إحدى ركائزه.
ألا يستدعي بنا هذا الأمر وقفة حازمة نأخذ عبرها هذا الموضوع على محمل الجد؟؟ فنلجم هذه الظاهرة، ونكف من زحفها، في ظل ما يطالعنا به الإعلام من أنباء متوالية تباعا تؤكد مد هذه الآفة دون انقطاع.
إننا في جمعية اقرأ لدعم التعليم في الوسط العربي ندق ناقوس الخطر، ونصرخ رافعين إشارات حمراء، محذرين من اتساع هذا البلاء الذي بات يلقي بظلاله على طلابنا في المؤسسات التعليمية والمعاهد العليا.
نوجه دعوة إلى جميع مركبات مجتمعنا وخاصة هيئات المجتمع الأهلي في وسطنا العربي، لأخذ ما يستلزمه الواجب الوطني لكف هذا الخطر الداهم، ونخص بالذكر الهيئات التعليمية والتدريسية في وسطنا العربي، العاملون الاجتماعيون، الأخصائيون النفسيون، دعاة وأئمة المساجد، آباء وأمهات بتوظيف قدراتهم وتنظيم حملات تتضمن أنشطة وفعاليات وتسخيرها بهدف توعية الطلاب لخطورة العنف وآثاره السلبية، وما يترتب عليه من انعكاسات وآثار مدمرة لأسرنا ومجتمعنا العربي، مقابل ترغيبهم بالتسامح، وغرس القيم المثلى التي تهذب الأخلاق في نفوس النشء، وأن يكون هذا مبدءا ومنهاجا دائما لجميع الهيئات لتوجيه أفراد هذا المجتمع والسير به نحو المسلك الصحيح.
أيها الشباب
يشهد عالمنا العربي في هذه الأيام تحولات جذرية ونهضة شبابية تقود مجتمعاتنا نحو التغيير،
ونحن على أمل أن يحذو شبابنا في الداخل الفلسطيني حذو أولئك الشباب الذين آمنوا بالتغيير وتعالوا على همومهم الذاتية وعلى سفاسف الأمور، وان يأخذوا الدور المرجو منهم، وما أحوج أن يتجند شبابنا لإحداث تغيير داخلي في النفوس، لنبذ العنف المستشري الذي بات يفكك نظامنا المبني على الأخلاق والمحبة، وان يدعوا للتسامح لبناء مجتمع متماسك متكاتف يحيا أفراده بسلام وأمان.

صورة من مكان جريمة القتل البشعة