الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 09 / مايو 00:01

جويحان: الايدز والمخدرات وجهان لعدوى واحدة

من : ديالا
نُشر: 14/02/11 21:27,  حُتلن: 21:28

تعاطي أي نوع من المخدرات هو خطر في حدّ ذاته، أماّ استخدام أكثر من نوع من المخدرات عن طريق عمل كوكتيل فانه يفاقم المشكلة ويزيد من المخاطر

شارك بالدراسة 215 مدمن متعاطي للمخدرات بالحقن ومن سكان مدينة القدس من بينهم ثلاث إناث تم تعبئة استمارة لمعرفة بعض المعطيات

يقدر مجموع السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة من عام 1967(القدس والضفة الغربية وقطاع غزة) أربعة ملايين شخص، يعيشون في ظل ظروف صعبة للغاية، هي حالة من "عدم الاستقرار السياسي وانعدام الأمن الاجتماعي والاقتصادي" ويقضون وقتا كبيرا من حياتهم اليومية في التعامل مع التهديدات الأمنية والمادية ، ويعانون نقصاً حاداً في المرافق الأساسية، والقيود المفروضة على التنقل من حواجز عسكرية وجدار الفصل العنصري.
وتعتبر أمراض القلب ، والسرطان من الأسباب الرئيسة للوفيات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.أماّ الأمراض المعدية فهي مسئولة عن حوالي 10 ٪ من إجمالي معدل الوفيات بين الأطفال وفق ما ذكرت بيانات وزارة الصحة الفلسطينية ومعدل الإصابة بالسل الرئوي والإيدز منخفضة.

فيروس نقص المناعة في الأراضي الفلسطينية
وأشار الاستاذ عصام جويحان مدير الدائرة الاجتماعية في مؤسسة المقدسي لتنمية المجتمع حسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية حتى منتصف عام 2010، إلى وجود 66 إصابة معروفة ومسجلة بفيروس نقص المناعة البشرية ،مات نصفهم وغالبيتهم من الرجال (82%) ، 26 إصابة من قطاع غزة .
وقال عصام، بأن نصف هذه الإصابات ناجمة عن إقامة علاقة جنسية، والنصف الآخر لأسباب مختلفة من بينها استعمال المخدرات.

وضع المخدرات في الأراضي الفلسطينية المحتلة
وقدر جويحان، عدد متعاطي المخدرات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ما بين 45000 إلى 60000 " ثلثهم من محافظة القدس، وقد تّم رصد 130 حالة وفاة متعلقة بتعاطي المخدرات في عام 2005 و 2006 بمدينة القدس وحدها، في حين إن محافظة رام الله البيرة تقع في المرتبة الثانية بعد القدس وضواحيها بسبب قربها من مدينة القدس ، تليها الخليل وبيت لحم. مع العلم أن المعلومات تشير إلى وجود ما يسمى بؤر وأوكار في أماكن عديدة في قطاع غزة وتشتهر بالتهريب وتعاطي المخدرات وتوزيعها . لا توجد معلومات وإحصائيات حول متعاطي المخدرات بالحقن ولكن يمكن تقدير نسبتهم بحوالي 10% من إجمالي عدد المدمنين

دراسات أممية خلال عام 2010 لتقييم الوضع
وقال، خلال العام المنصرم جرت العديد من الدراسات والتي اشرف عليها مكتب الاممي المعني المخدرات والجريمة ومنظمة الصحة العالمية ومؤسسات دولية أخرى بمدينة القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة من خلال مؤسسات محلية ، وجميعها تتناول موضوع تعاطي المخدرات والإمراض الوبائية وعلى رئسها مرض الايدز وسيتم الإعلان عن نتائج هذه الدراسات مطلع العام الحالي ومن أبرز هذا الدارسات.
1. دراسة لتقييم الوضع الراهن حول تعاطي المخدرات وفيروس نقص المناعة البشرية بين متعاطي المخدرات في قطاع غزة والضفة الغربية، وذلك بهدف تحديد أنماط واتجاهات المخاطر المتصلة بفيروس نقص المناعة وتأثيره على متعاطي المخدرات بالحقن وتشمل عينات البحث 350 مدمنا 200 من الضفة الغربية و150 من قطاع غزة، وكذلك لمدمني الهيروين والكوكايين غير مستخدمي المخدرات طريق بالحقن. وتم تنفيذه من قبل العالم العربي للبحوث والتنمية بدعم من مكتب المخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة.
2. دراسة حول تعاطي المخدرات وفيروس نقص المناعة البشرية في داخل سجون المدنية من أجل تحديد أنماط واتجاهات تعاطي المخدرات والمخاطر المتصلة بفيروس نقص المناعة بين السجناء ومواطن الضعف في السجون الضفة الغربية. وقد تمّ تنفيذه من قبل جامعة القدس بدعم من مكتب المخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة.
3.دراسة تتناول العمال الفلسطينيون العاملون داخل الخط الأخضر وخصوصاَ ما يسمى العمال بدون تصريح مما يجبرهم على الإقامة لفترات طويلة وبظروف صعبة واكتساب بعضهم عادات وسلوكيات محفوفة بالمخاطر ، ينفذه مركز الإحصاء الفلسطيني وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان.
4.دراسة حول المعرفة والسلوك من قبل الشباب الفلسطيني حول مرض الايدز والمخدرات ينفذه مركز الفا وبدعم من مكتب الأمم المتحدة للطفولة.
5. و لعل أهم تلك الدارسات وأكثرها قيمة هي دراسة سلوكية وبيولوجية بين متعاطي المخدرات بالحقن في القدس الشرقية لتحديد مدى انتشار فيروس نقص المناعة البشرية ، والتهاب الكبد الفيروس (ب) ، والتهاب الكبد الوبائي (ج) ، والأمراض المنقولة جنسيا، والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر,تم تنفيذه من قبل كاريتاس القدس ومؤسسة المقدسي وبدعم من منظمة الصحة العالمية، وبالشراكة مع وزارة الصحة الفلسطينية.

مشاركة 215 مدمن .
شارك بالدراسة 215 مدمن متعاطي للمخدرات بالحقن ومن سكان مدينة القدس من بينهم ثلاث إناث تم تعبئة استمارة لمعرفة بعض المعطيات الديمغرفية ،ومعرفة المشاركين حول مرض الايدز وطرق انتقال العدوى ،وعادتهم الجنسية وطقوس تعاطيهم للمخدرات واجرائتهم الوقائية إن وجدت وانتشار الأمراض الوبائية بين هذه الشريحة خصوصا مرض الايدز والتهاب الكبد الفيروسي (ب ) و ( ج ) ،حيث تم سحب عينات دم وفحصها بالمختبر المركزي لوزارة الصحة الفلسطينية،وسيتم لاحقا إعلان نتائج هذه الدراسة من خلال وزارة الصحة الفلسطينية.
الهدف من كل تلك الدراسات هو تقييم للوضع الراهن من اجل وضع توصيات لخطط وقائية وبرامج علاجية وإرشادية واليات لخفض المخاطر ،بالإضافة إلى توصيات لسن قوانين وتشريعات خصوصاَ وان العديد من الوزارات الفلسطينية ذات الصلة وعلى رئسها وزارة الصحة الفلسطينية واللجنة الوطنية لمكافحة الايدز واللجنة الوطنية للحد من انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية وإدارة مكافحة المخدرات والعديد من مؤسسات العمل المدني مشاركة بهذا الجهد المبارك.

تعاطي المخدرات
وأوضح ان تعاطي أي نوع من المخدرات هو خطر في حدّ ذاته، أماّ استخدام أكثر من نوع من المخدرات عن طريق عمل كوكتيل فانه يفاقم المشكلة ويزيد من المخاطر ويعتبر تعاطي المخدرات بالحقن من أكثر أنواع التعاطي خطراً على صحّة وحياة الإنسان، فإلى جانب المخاطر المشتركة بين جميع أنواع المخدّرات تقريباً، يعتبر التعاطي بالحقن أحد الأسباب الرئيسيّة لالتقاط عدوى الأمراض الوبائية كالايدز والتهاب الكبد الفيروسي وغيرهما من الأمراض الخطيرة. ، تعتبر الجرعة الزائدة أبرز مسبّب للوفاة لدى الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن. ومخدر الهيروين من أبرز المواد المستخدمة في الحقن وبالتالي المسئول الأول عن معظم الوفيات المباشرة نتيجة لتعاطي المخدرات بين المدمنين. كما أن معظم متعاطي الهيروين بالحقن يعرفون شخصاً واحداً على الأقل ممن توفي بسبب جرعة زائدة، وواحدا ًمن ثلاثة منهم اختبر الجرعة الزائدة بنفسه ونجا منها.

تجارة الجنس
تعتبر تجارة الجنس من أقدم المهن في تاريخ الإنسانية وأكثرها إثارةً للجدل على المستويات كافّة لا سيّما الصحيّة والطبيّة والاجتماعية منها نظراً إلى تزايد انتشار الالتهابات المنقولة جنسياً ومنها فيروس نقص المناعة البشري والتهاب الكبد الفيروسي الوبائي.
كما تواجه معظم الجهات الرسميّة في البلدان وإلى جانبها المنظمات الدوليّة والجمعيّات الأهليّة تحديات جمّة في إجراء إحصاء دقيق لعاملي الجنس في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتفعيل التوعية والإرشاد للحيلولة دون تزايد عدد الإصابات في الأمراض والالتهابات المنقولة جنسياً بسبب العادات والتقاليد المتبعة بهذه الدول.
وفي حين أن الدراسات والإحصاءات أظهرت صعوبة في السيطرة على تجارة الجنس ،في الوقت الذي برزت فيه الضرورة إلى نشر "ثقافة" الجنس المأمون لدى مزاولي هذه المهنة ،وذلك كأفضل طريقة لتجنّب النتائج السلبية للمهنة على الصعيدين الصحّي والاجتماعي. لا توجد لدينا معطيات حول حجم هذا الظاهرة داخل الأراضي الفلسطينية مع العلم بان هنالك العديد ممن يمارسون هذا المهنة من الفلسطينين داخل الجذر الفلسطيني.
من هنا، نرى ضرورة تناول موضوع تجارة الجنس نظراً لارتباطه الوثيق بالأمراض المنقولة جنسياً، مما يضاعف من المخاطر الصحيّة التي تتعرّض لها هذه الفئة هو تعاطي البعض منها المخدرات بالحقن مما يوجب التنبّه لاستحداث آليّات لخفض هذه المخاطر.


نزلاء السجون
يعتبر نزلاء السجون المدنية من الفئات الأكثر عرضة لخطر انتقال عدوى الالتهابات المنقولة جنسياً على أنواعها، كما أنه من المعروف أن العديد منهم يعانون من مشكلة تعاطي المخدرات وخصوصاً بالحقن،وبما إن نزلاء السجون لهم خصوصيّتهم عموماً لجهة الوصول إليهم. وتبرز الحاجة إلى ضرورة تزويدهم بالمعلومات الوقائيّة عن فيروس نقص المناعة البشري الإيدز والإدمان على تعاطي المخدرات وتأمين الخدمات الصحيّة التي تجنّبهم خطر الإصابة،ومن اجل الحد من مخاطر استخدام المخدرات والأمراض الوبائية لهذه الفئة التي هدفها الأساسي عدم إغفال أي من المستفيدين خصوصاً الأكثر عرضة منهم لمشاركة الحقن خلال تعاطي المخدرات مما يؤدي لالتقاط عدوى الالتهابات المنقولة جنسياً وأبرزها فيروس الإيدز.


فيروس نقص المناعة البشري / الإيدز
بما أنّ فيروس نقص المناعة البشري الإيدز لا يزال يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه الطب والعلوم الإنسانيّة لجهة صعوبة الوصول إلى علاجٍ شافٍ منه، كان لا بدّ للحكومات والمنظمات الدوليّة التنبّه إلى ضرورة تفعيل سياسات التوعية والوقاية من الإصابة للحدّ من تزايد عدد الإصابات من جهة وإمكانية توفير العلاج للجميع والاستمرار في البحث عن علاجٍ شافٍ من جهة أخرى.
وكما أن للإيدز والالتهابات المنقولة جنسياً ارتباطاً يعدّ وثيقاً مع تعاطي المخدرات وخصوصاً بالحقن، برزت الحاجة إلى تخصيص مساحة وافية للتحدّث عن علاقتهما والموضوعات ذات الصلة خصوصاً في إطار التوعية والإرشاد،في حين أن استراتيجيات الوقاية من الأمراض والإدمان ،أثبتت فاعليّتها لجهة السيطرة على الآفة الصحيّة كما توفّر خدمة وعناية أفضل ، وعندما تعلّق الأمر بمتعاطي المخدّرات وخصوصاً بالحقن، تبرز إشكاليات عدّة لجهة الدعم النفسي والاجتماعي والمتابعة الصحّية والجسديّة لمواجهة المخاطر المترتّبة على التعاطي والتي تتلخّص في أبرزها بالجرعة الزائدة والالتهابات المنقولة جنسياً وفيروس نقص المناعة المكتسب والتهاب الكبد الفيروسي( ب ) و ( ج ).
ولا شك أن مؤسسة واحدة لا تستطيع أن تقدّم وحدها الخدمات اللازمة مجتمعةً.من هنا برزت الحاجة لإطار من التنسيق والتشبيك والتعاون وتبادل المعلومات.

التهاب الكبد الفيروسي الوبائي
يعتبر التهاب الكبد الفيروسي الوبائي من أبرز الأمراض التي تواجه البشرية نظراً إلى سرعة انتشاره والنتائج السلبية المترتبة على هذا الانتشار ولاسيّما على صحّة الإنسان وحياته، في وقتٍ تشير فيه إحصاءات منظمة الصحّة العالميّة إلى بلوغ عدد الإصابات بالتهاب الكبد( ج ) حوالي 3 % من مجمل سكّان العالم، وهو من أخطر أنواع التهابات الكبد، إذ يؤدّي إلى تلف الكبد وتشمّعه وسرطنته ولا يتوفّر حتى الآن لقاح له وتتلخّص أبرز طرق انتقاله في العلاقات الجنسيّة غير المأمونة ومشاركة الحقن بين متعاطي المخدرات.

استراتيجيات تخفيض المخاطر
تعتبر استراتيجيات الحد من مخاطر استخدام المخدّرات من الخطوات الإيجابية والجريئة التي لجأ إليها المجتمع الدولي للحد من انتشار الإيدز لدى فئة المدمنين على المخدّرات ،وقد أثبتت فاعليتها في تخفيض عدد الإصابات بالإيدز بين المدمنين على المخدّرات، بالإضافة لمراكز تقديم المشورة لهذه الفئة التي تتفق فيما بينها على عدد من المبادئ الأساسية التالية
· تجنّب ارتفاع نسبة أخطار الإلتهابات التي من الممكن أن تنتقل بواسطة مشاركة الحقن بين المدمنين وليس فقط تجنّب التعاطي.
· التشديد على تحقيق الأهداف القريبة الأمد، منها الحد من الإصابة بالإيدز وأيضاَ على الأهداف البعيدة كالحد من الإدمان على المخدّر.
· التشديد على أهمية تطبيق شريعة حقوق الإنسان على أفراد المجتمع كلهم دون استثناء للأشخاص المدمنين على المخدّرات.
· استخدام عدة استراتيجيات لتحقيق أهداف الحد من المخاطر والعمل على عدة مستويات لتحقيق هذا الهدف بدءاَ من المدارس والجامعات وصولاَ إلى رجال السياسة وصانعي القرار والإعلاميين.
ومن المهم جدّاَ إشراك المدمنين خصوصا المتعافون في التخطيط والتنفيذ لبرامج وقائية من الأمراض الوبائية المنقولة جنسياَ او عن طريق الدم لدى المدمنين على المخدّر.

وأخيراً، النصائح وحدها لا تكفي
وختم جويحان حديثه، إن تعاطي المخدرات بالحقن وريدياً يمكن أن يشكل خطورة من خلال استعمال سرنجات مشتركة بين المدمنين ، وبعض العادات الجنسية غير الآمنة ،والتي تكفي إصابة واحدة لتحويل الايدز بين هذه الفئة إلى وباء وخلال فترة قصيرة جدا ، ونقلها إلى فئات أخرى من إفراد المجتمع ، مع انخفاض نسبة النجاح في موضوع علاج وتأهيل المدمنين وارتباط هذا الشريحة مع عالم الجريمة والتشرد .
واجب علينا تبني سياسات وإدماج خدمات جديدة من نوع آخر تكفل حقوق الإنسان ومبادئ العمل الصحي والاجتماعي والنفسي تقوم على العلم والفن والمهارة ويمارسها أناس مهنيون يتمتعون بأخلاق مهنية وعلمية عالية تنبع من كينونة الإنسان المدمن في المجتمع وحقه كعضو والتعامل معه بدون تمييز، لذلك فإن الوقاية و العلاج ليست بعض العبارات والنصائح التي نقدمها للشباب فلا بد من توفير البدائل، والحد من البطالة ووضوح القيم والأهداف لديهم، ويجب إقامة مراكز متخصصة لتقديم البرامج الوقائية والعمل المباشر مع هذا الفئة .

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.71
USD
3.99
EUR
4.64
GBP
227243.44
BTC
0.51
CNY