الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 09:02

مصر ما بعد مبارك..ادهم زياد عراقي

كل العرب
نُشر: 17/02/11 14:47,  حُتلن: 14:48

ادهم زياد عراقي:

الثورة حققت اول مطالبها ولم تحقق شيء اخر بعد, فهي حتى الان لم تحقق حكومة وطنية شريفة تمنحها العدالة الاجتماعية والحرية

مصر تسعى بخطى ثابته الى الكرامة الحرية والديمقراطية وهي الان مشعل الثورات لشعوب المنطقة الاخرى وسيملأ صداها دولا مجاورة وغير مجاورة من الدول العربية

انتهت حقبة سوداء من تاريخ مصر العظيمة وتاريخ امتنا المجيدة, بعد ثلاثين عاما من الظلم والاضطهاد والارهاب, وسقط اخيرا اكبر واقوى دكتاتور عرفه الشرق الاوسط وكانت خاتمته كما يستحق طرد من قبل شعبه ومصير مجهول كما لو كان نكرة لا يعرف احد عنه شيء, فامتزجت مشاعر الفرح الشديد والسعادة التي لا توصف بمشاعر التساؤلات عما سيحدث لمصر في مرحلة ما بعد مبارك, بعض الاشخاص انتابهم شعور بالقلق وبعضهم انتابه شعور بالخوف عما ستؤول اليه الامور وما سيحدث لهذا الشعب العظيم في المرحلة المقبلة, ومنهم من اخذه خوفه الى حد القلق الكبير بالشعور بان هناك مؤامرات على الثورة, كل هذه المشاعر شرعيه اذا ادركنا ثقل مصر العربي والاقليمي وعشقنا لتراب هذا البلد العربي العظيم.

القلق من المجهول عند كل الشباب العربي
الثورة حققت اول مطالبها ولم تحقق شيء اخر بعد, فهي حتى الان لم تحقق حكومة وطنية شريفة تمنحها العدالة الاجتماعية والحرية, واهم من كل ذالك ان تكون الحكومة مختارة على يد الشعب العظيم الذي ضحى بارواحه فداءا للحرية, لهذا فمن المبكر جدا ان نتوقع ما سيحدث من تطورات على صعيد ثورة الحرية ومن المبكر اطلاق احكامنا على تلك الثورة المجيدة التي ابى شبابها الابرار الا ان يواصلوا ويتابعوا بانفسهم انجازات ثورتهم العظيمة والتي جعلتنا من جديد نتفائل بمستقبل العرب والتي قوت عزيمتنا وكسرت حواجز الخوف والقلق من المجهول عند كل الشباب العربي.
من يعرف هذا الشعب الابي الثائر عن حق فانه من المستحيل ان يقلق على مستقبل مصر وان كان القلق احيانا واجبا, وخصوصا في ظل تواجد المتامرين, الا ان شباب الميدان اثبتوا بانهم قادرين ان يفشلوا كل المؤامرات المدبرة, مما كانت تحاك مما سمي لجنة الحكماء وغيرها, واثبت وبحق ان مطالبه لا بد ان تتحقق ولا بد ان تنجز باسرع وقت ممكن, لان البركان ما زال ثائرا ولان الشباب ما زال جاهزا ومستعدا للنزول الى الميدان ان شعر ولو بنسبة قليلة ان ثورته تحت مؤامرة, وان الشعب الراقي والذي اثبت الرقي طيلة ثمانية عشر يوما لا يمكن بل ومستحيل ان يفشل في بناء المرحلة القادمة في مصر بكل ارادة وسمو, لان الشعب الجبار الذي عجزت كل القوى الكبرى ان تضغط عليه وعلى مطالبه وان تحمي نظام الفساد السابق اثبت بارادته الحرة انه يسعى لمستقبل افضل, لكرامة الانسان وحرية الراي.

الثورة المصرية ثابتة صامدة
مصر الان تسعى بخطى ثابته الى الكرامة الحرية والديمقراطية, وهي الان مشعل الثورات لشعوب المنطقة الاخرى وسيملأ صداها دولا مجاورة وغير مجاورة من الدول العربية, شاء هذا حكامنا ام لم يشاؤوا, فاليوم نحن في مرحلة جديدة فيها المشيئة لله وللشعب فقط اما الحكام بعد ما جرى في مصر وتونس فقد اصبحوا ادوات بايد الشعوب, وللشعوب القرار بتركهم ام خلعهم, والشعوب فقط هي صاحبة القرار, لهذا فقد بدأنا نرى تغييرات سياسية في المنطقة, ومن حكام تجاهلوا شعوبهم على مدار عقود, منهم من استفاق من سباته وبدأ يعود للشعب ومنهم من يظن انه محصن وما زال متجبرا, لكن ارادات شعوبنا اسقطت كل التوقعات, فصدم الغرب مما يجري بعد اعتراف مخابراته انهم فشلوا في معرفة ما يخطط من انقلابات.
اذا, الثورة المصرية ثابتة صامدة, بحر هادر يغرق كل ما امامه من عقبات وتستمر للامام, الاسوأ في مصر انتهى.

سواعد الحرية
مبارك غادر الى مكان مجهول الى غير رجعة وبهذا انتهى كل نظامه الفاسد وسقط, المستقبل الواعد للشعب المصري بدأت اطلالته, شباب مصر المتحمس والمتعطش للكرامة والحرية يسير بخطى ثابته الى تحقيق مطالبه المشروعة دون الالتفات الى الدول الكبرى, فبصموده ووقفته البطولية فقد استطاع تكسير كل الاساطير وبناء اسطورة جديدة, سترويها الايام والسنين وستكون عبرا ودروسا لكل احرار العالم, ثورة سلمية اثبتت معنى انتصار الدم على السيف, تحملوا المصاعب فاستسلمت لهم واعتذرت لارادتهم, كثيرون منا ظلموا شعب مصر بالقاء التهم له ولكن هذا الشعب العظيم ابى الا ان يقول للعالم ان صمتنا كان صبرا وليس جبنا, وهذا ما ادركه العالم اجمع ووصل مدويا ومزلزلا الى كل القوى الكبرى مما جعل البيت الابيض بنفسه يتخبط دون ان يصرح تصريحات ثابتة طيلة ثمانية عشر يوما, شعب مصر وعلى مدى التاريخ كان القائد للمنطقة وما كان ليس الا استراحة محارب, وها هو اليوم يعود للساحة الدولية بكل ثقله وعزه وكرامته, ليقول من جديد ان غبت عنكم فقلبي كان معكم ولم اعد احتمل المغيب, فاهلا وسهلا بك ايها الشعب البطل مرة اخرى الى ساحتك وبيتك العربي, اهلا بكم يا سواعد الحرية, اهلا بكم يا مستقبل الانسانية, ومبارك لكم انتصار ثورتكم المجيدة على الدكتاتور الطاغية.

مقالات متعلقة