الجبهة تحضّر لمظاهرة قطرية يهودية عربية ضد الغلاء المعيشي

عقد سكرتارية الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة دورتها الثالثة، أمس السبت، واتخذت فيها القرارات التالية:

• الموقف من ثورة مصر:
الجبهة شديدة الاعتزاز بشعب مصر وثورته الشعبية المظفرة التي طالما انتظرناها. لقد كان الحزب الشيوعي، بكافة أعضائه اليهود والعرب وفي مؤتمراته، يردّد دائما: مع الشعوب العربية ضد الإمبريالية وليس مع الإمبريالية ضد الشعوب العربية"، إن هذا الموقف الأصيل يؤكد على أهمية التضامن الأممي في الشرق ضد الإمبريالية.
وأكدت الجبهة اننا أيدنا الثورة المصرية منذ لحظتها الأمور بوضوح ثاقب، كنّا أول من خرج إلى الشوارع في تظاهرات رفع شعارات، كنا أوّل من عقد اجتماعات شعبية تأييدا لهذه الثورة العظيمة ضد نظام حسني مبارك الذي واصل نهج انور السادات الاستسلامي المرتبط مع أمريكا والمنفصل عن الشعوب العربية والقوى الديمقراطية العالمية، نظام رأسمالي جشع وفاسد.
وجاء في بيان الجبهة أن "شباب الفيسبوك" هم أول من بدأ الاحتجاج، ولكن انضمام العمال والفلاحين في مختلف أنحاء الجمهورية حوّل حركة الاحتجاج إلى ثورة شعبية وغذّوها بمضامين اجتماعية طبقية متينة.
وجاء في البيان: الجبهة تؤيد كل النضالات والثورات ضد الأنظمة الرجعية العربية، نعتز بالنضال الشعبي في الجزائر، اليمن، ونحيي بشكل أساسي شعب تونس الذي أشعل الشرارة الاولى، ونأمل أن تواصل الثورات ضد كل الأنظمة العربية الرجعية والمتساوقة مع أمريكا ومشروعها في المنطقة والعالم.
الجبهة تحذّر من التفاف أمريكي على الثورة، عن طريق سرقة الثورة مباشرة أو ترشيح مقرّبين منها، لهذا فالأمر الأساسي هو وجود قيادة مدنية موثوقة لمرحلة انتقالية سريعة تتبعها انتخابات ديمقراطية، نأمل أن يفوز فيها قوى وطنية، ديمقراطية، تقدمية واجتماعية لما فيه مصلحة شعب مصر، ويضع مصر في مكانها الطبيعي في صدارة الدول المناضلة من أجل التحرر والتقدم الاجتماعي للبشرية.
الجبهة تستنكر بشدة وقوف حكومة إسرائيل إلى جانب النظام البائد أثناء الثورة، حكومة إسرائيل، كسابقاتها، تدعي الديمقراطية بكل صلافة وتدعم الأنظمة الديكتاتورية وترتعد فرائصها من التوجه الديمقراطي لدى شعوب المنطقة.
إن ما يحدث في مصر يقول للجميع بأن الاعتماد هو على الشعب، وليس على امريكا التي تكون أول من يبيع عكاكيزها بانتهازية مفرطة.
نريد أن يؤدي نجاح الثورة إلى تدعيم الموقف الفلسطيني في المعركة من أجل إنهاء الاحتلال وسائر الحقوق المشروعة، وإعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام المعيب.
نعم للثورة المصرية والحرية والعدالة الاجتماعية لسائر الشعوب العربية والعالم.

• الوضع الاقتصادي
في أعقاب تهديدات الهستدروت بالإضراب العام، قرر نتنياهو زيادة 450 شاقل على دفعتين للحد الأدنى للأجور، وقرر إلغاء رفع الأسعار الجديد للوقود وتخفيض سعر المياه، وبالمقابل قرر اجراء تقليصات أفقية في الوزارة المختلفة، ما عدا "الأمن". إن ما يفعله نتنياهو بخطته هذه هو أنه يضع قرشا في جيب الفقير وينهب قرشين من جيبه الآخر. والمطلوب اتباع سياسة اقتصاديا مغايرة بشكل ثوريّ وفي صلبها اتباع سياسة سلام وعدم تبذير المليارات على المؤسسات "الأمنية" وتكريس الاحتلال، وبهذا تتحسّن أوضاع الطبقات الضعيفة والمؤسسات الاجتماعية والمدنية بشكل جذري.
إن الوضع الاقتصادي لدى الفئات الضعيفة صعب للغاية، وغير قابل للتحمل، ألوف مؤلفة من العائلات نرزح تحت وطأ الديون والقروض ولا تجد مخرجا لذلك.
وبالرغم من إدراكنا بأن الأسباب التي تؤدي برئيس الهستدروت عوفر عيني بأن يصعد النضال، ليس كلها مبدئية، وجزءا منها فئوية بعد خروج حزب العمل من الائتلاف، إلا أننا يجب أن نكون مثابرين بقوة في هذا المجال الذي يميزنا بوضوح وهو النضال الطبقي والاهتمام الجدي والمثابر بهذا البُعد الحاسم في أهميته.
يجب أن نقول بوضوح ان محاولاتنا لقيادة نضال منظم ضد غلاء المياه تعثرت هنا وهناك ولم نقُم إلا ببعض المظاهرات الاحتجاجية، ومنها التظاهرات الهامة نهاية هذا الأسبوع، ولكن هذا لا يكفي أبدا. إن هذا الوقت هو المناسب للخروج بمظاهرات قوية وفعاليات مؤثرة لتصعيد النضال ضد السياسية الاقتصادية للحكومة. نحن نقود فعليا النضال الديمقراطي في إسرائيل وقد حان الوقت أن نقود النضال الاجتماعي الاقتصادي بشكل حقيقي وعميق ومؤثر.
هذا وأقامت سكرتارية الجبهة طاقما للإعداد للفعاليات النضالية القادمة وفي صُلبها مظاهرة قطرية ضد الغلاء المعيشي.

• النقب والعراقيب والموقف المثابر
تحيي الجبهة أهالي العراقيب الصامدين ببطولة، رغم الهدم المتكرر للقرية برمتها، فقد هدمت المؤسسة الحاكمة القرية 16 مرة وبناها أهلها 16 مرة، وهذا صمود وبطولة بكل معنى الكلمة.
الجبهة، بعربها ويهودها، هي الإطار الأكثر مثابرة في التفاعل الدائم مع هذه القضية، وتجري الشرطة ملاحقة دائمة للجبهويين العرب واليهود وتعتقلهم باستمرار، وتحيي الجبهة دور المحاميين شحدة بن بري وسالم ابومديغم عضويْ سكرتارية الجبهة على متابعتهما لملفات المعتقلين.

تناشد فروع الجبهة في الجليل والمثلث والمركز والساحل بإقامة خيم تضامن مع القرى غير المعترف بها، خيم تجمع التبرعات وكذلك تجري فيها أمسيات توعوية حول الأمور الجارية، تماما كما كنا ندعم الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة.

• نحو يوم الأرض
تدعو الجبهة إلى اجتماع "أكتيف الجماهير العربية" بمشاركة كل أعضاء سكرتارية الجبهة، وذلك بهدف وضع رؤى وبرامج من أجل جعل يوم الأرض في 30 آذار رافعة لنضالاتنا ويوما مؤثرا.

• الأيام الدراسية.
عقدت الجبهة يوما دراسيا هاما قبل أسبوعين، وقطعت النقاشات في اليوم التالي من أجل المشاركة الفورية في مظاهرات رفع شعارات تأييدا للثورة المصرية، لقد كان قرار وقف اجتماعات اليوم الدراسي الثاني حكيما وصائبا سياسيا، وستواصل الجبهة عقد الورشات الدراسية حتى نهاية شهر شباط الحالي.