الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 23:02

ثقافة الميدان ودموع وائل غنيم - بقلم: شوقية عروق

كل العرب
نُشر: 11/02/11 11:27,  حُتلن: 17:40

شوقية عروق منصور:

الحكايات والأغاني والشعارات والنكات والرسومات لن تدخل موسوعة (غينس) كأكبر ميدان يتحدى

وائل استطاع عبر هذه الصفحة إثارة الرأي العام ويقال ان صفحته كان لها دورًا في غليان الشعب وثورته

المطربون والمطربات ايضاً سيتسقلون "ميدان التحرير" ويتحول الى سلم موسيقى يغنون له ، بعدما شتم اكثرهم المتظاهرين

لم اشعر يوماً بوزن وقيمة وأهمية ونبض كلمة "ميدان " رغم انني ولدت في "حي الميدان" في مدينة الناصرة ، لكن الكلمة كانت تمر بدون انتباه ولا تشير الى موسيقى قد تسيل من بين الحروف ، حتى جاءت ثورة "ميدان التحرير" وأصبح لهذه الكلمة قوة السلاح السري ، قوة الشعب الذي طرق أبواب الحرية وكسر جرار الخوف التي امتلأت بالفساد السياسي والاجتماعي ، وتغييب وتهميش الشعب المصري الذي حطم تلك الجرار فوق رؤوس النظام ورجاله .

هدوء الثورة
بعد هدوء الثورة ورجوع الثائرين الى منازلهم لن يخلو الميدان ، سيتحول الى مكان نابض بذكريات شعب علم مبادىء أبجدية الانفجار ، وسيضاف الى قوائم الأماكن السياحية ، وسيظهر في الأسواق الثقافية أدباً جديداً ولغة جديدة في الأدب الشعبي العربي ، في الأدب المقاوم ، عدا عن لغة انتصار الشعب ، ستكتب الحكايات والقصص والقصائد والأغاني والشعارات التي تفجرت على ارض الميدان ، تلك العفوية والحرارة والدفء الإنساني في الكتابة ، جمعت المشاعر في حزم من الضوء ونثرتها على الملأ الذي آمن ان قوة الإرادة والتصميم جزء من كرامة الشعوب .

أكبر ميدان يملك ارادة القرار
الحكايات والأغاني والشعارات والنكات والرسومات لن تدخل موسوعة (غينس) كأكبر ميدان يتحدى ، وأكبر ميدان لم ينم وتغمض عيونه ، وأكبر ميدان يملك ارادة القرار ، وأكبر ميدان يغلي بالكره و يفرض العقاب على الرئيس الذي الصقوا على مؤخرته طابع بريد مستعجل يدعى (ارحل) و(يسقط ) .

حكايات الفساد
حكايات الفساد التي حاولت تغطية عورتها عبر القناصة والتهديدات والجمال والخيول والسيوف ، لكن سرعان ما انهار هرم الفساد حجراً حجراً حتى تكومت الحجارة في الميدان وفي كل شوارع مصر .
لقد كشف "ميدان التحرير" عن ثقافة ووعي الشباب وقدرته على بلورة الرؤية السياسية أكثر من الكبار أصحاب التنظيرات والفلسفات السياسة ، وتحويل تلك الرؤية الى أغنية وقصة ورقصة وشعار، يرمي الواقع في مصيدة السخرية المحشوة بالألم والصبر الذي نفذ .
استطاع الميدان ان يمحو التزييف وفكرة التوريث ، ويعلم المصريين ان مسألة التوريث كانت على حافة جثة الوالد ، رغم ان الوالد مبارك انكرها في خطابه الأخير ، الا انها كانت سارية المفعول في الأروقة السياسية المصرية ، وقيل الكثير عن التوريث و(دم جمال الجديد على السلطة العجوزة ) واشهر النكات التي قيلت عن التوريث ( مبارك استشار المفتي كي يشرع توريث ابنه للحكم ، فأجابة المفتي :
بان ذلك لا يجوز طبقاً للشريعة ، فغضب مبارك وأراد ان يعرف نص الشريعة فقال المفتي النص واضح في القرآن ان لا ينكح الابن من نكحهم أبوه ) ..!
في ميدان التحرير سطرت ثقافة الصوت العالي دون خوف وثقافة المواجهة ، وازالة اباطرة العنجهية المباركية وشلل رجال الأعمال التي يكشف عن فسادها يوماً بعد يوم ، ويختصر الشباب الرافض والتحرك الحديدي للجماهير الشاب " وائل غنيم " في دموعه التي ذرفها على الشهداء امام الملايين وعلى شاشة قناة دريم 2 في لقاء حصري مع الاعلامية منى الشاذلي .

اختطاف وائل غنيم
وائل غنيم شاب مصري ، خبير تسويق مواقع الكترونية عربية ، أنشأ صفحة على الفيسبوك تحت عنوان ( كلنا خالد سعيد ) الشاب الذي قتل بأيدي الشرطة المصرية وأثناء التحقيق معه بدون ذنب قبل أشهر ، وائل استطاع عبر هذه الصفحة إثارة الرأي العام ويقال ان صفحته كان لها دورًا في غليان الشعب وثورته .
وائل غنيم تم اختطافه وحبسه ثاني أيام الثورة وبقي مفقوداً عشرة أيام ثم أفرج عنه من قبل وزير الداخلية الذي وجد ان اخفاء وائل غنيم سيزيد من نقمة المتظاهرين .
في لقاء وائل غنيم مع المذيعة منى الشاذلي في برنامجها ( العاشرة مساءاً ) بكى على الشهداء وأوضح للمذيعة انه لا يريد الا الحرية لشعبه ، ان ظروفه المادية جيدة ويملك البيت والسيارة لكن ظروف الشعب يجب ان تتغير وقال : "احنا حنحارب حتى تتحقق الكرامة للشعب " وبكى من شدة الظلم والقهر ، ثم قام وانسحب من المقابلة امام دهشة المشاهدين وتعاطفهم . سيتسلق المطربين والمطربات ايضاً "ميدان التحرير" ويتحول الى سلم موسيقى يغنون له ، بعدما شتم اكثرهم المتظاهرين . هذا الميدان سيظهر الخيط الابيض من الخيط الأسود .

مقالات متعلقة