الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 08:01

ادهم زياد عراقي: ارادة الشعب وقمع الانظمة

كل العرب
نُشر: 04/02/11 19:46,  حُتلن: 19:50

ادهم زياد عراقي:

هب الشعب التونسي الحر وقال لنظام بن علي انه باطل فتمسك بن علي بالكرسي الذي ليس من حقه

الشعب العربي المصري الحر يصرخ ضد نظام فاسد قمعي يفتقد لاقل واجب من حقوق الانسان

من حق شعوبنا العربية وشعوب العالم جميعا ان تعيش بسلام دون خوف من انظمة القمع كما من حقها ان تقرر مصيرها بنفسها

كل التوقعات سقطت امام هبة الشعوب وتخطيطات تفكيك امتنا التي استغرق تخطيطها عشرات السنين سقطت باقل من شهر واحد, هذه هي شعوبنا وهذا هو املنا جميعا

الحرية والكرامة كلمات كبيرة في فحواها تحمل في طياتها عبئا وثمنا تدفعه الشعوب لتنالها, امام عالم راسمالي يرى في الشعوب خدما يجب ان يعمل ليل نهار لتغنى الانظمة وتموت الشعوب بحثا عن لقمة العيش وحياة كريمة توفر للانسان قيمته الذاتية التي اكرمها الله تعالى وتمنحه الامل في مستقبل مشرق, فوصلت الشعوب وخصوصا شعوب منطقة الشرق الاوسط وعالمنا العربي الى درجة الياس والاحباط, فقدوا كل معاني الحياة واصبحوا يفضلون الموت ليس حبا في الموت بل خوفا من الحياة التي اصبحت بسبب الانظمة الراسمالية غابة تبقى للاغنياء اما الطبقة الوسطى والفقيرة فلا حق لها بالوجود.

سيناريو اخر
نظرية الراسمالية ونظام الحزب الواحد الذي اعتادت عليه شعوبنا سقط وفشل وقد اعلن عن وفاته انطلاقا من ثورة الشعب التونسي الحر الذي اشعل اول شعلة في عهد الحريات والكرامة واثبت للعالم وبحق ان انظمة الامة الغوغائية انظمة ضعيفة لا تستطيع حماية انفسها لانها بنيت على باطل دون شرعية من الشعب, ودون ان يمنحها الشعب أي دور تقوم به في حياة المواطن, استولوا على السلطة واستبدوا وقمعوا كل من اراد التحرك او الانتقاد او حتى بان يقول لا لاي قرار رئاسي حتى وان كان قرارا لا يرتقي لمستوى رفيع, هب الشعب التونسي الحر وقال لنظام بن علي انه باطل فتمسك بن علي بالكرسي الذي ليس من حقه ان يملكه قمع وقتل واستمر بسياساته الترهيبية ولم يعي الدرس بان الخوف الذي كان يحتل شعوب منطقتنا ولى عهده وانتهى فظل متمسكا بما لا يملك حتى انهار نظامه بشكل كامل وفر هاربا الى السعودية بعد ان فقد السيطرة ولم يعد يستطيع الثبات امام ارادة الشعب التونسي الحر الذي استفاق ليقرر مصيره بذاته, سيناريو اخر يتكرر في هذه الايام في مصر العروبة حيث ان الشعب العربي المصري الحر يصرخ ضد نظام فاسد قمعي يفتقد لاقل واجب من حقوق الانسان, نظام نشر الفتن والفساد واذل العباد فزأر شعب مصر الشجاع كاسد غاضب فلم يكن الرئيس القمعي ليسمع زئيره بل تشبث وما زال بكرسي لو دام لغيره لما وصل اليه, ولكنه لن يصمد كثيرا امام هذه الثورة والهبة الشعبية, فمصيره حتما سيكون كمصير بن علي لان الشعوب ان ثارت فلا يوجد قوة تستطيع ايقافها, بل ستعمل حتى تحقيق اهدافها النبيلة ونيل حقوقها المشروعة دون تراجع ولا استسلام.

ما الحاكم الا بشر مسؤول
من حق شعوبنا العربية وشعوب العالم جميعا ان تعيش بسلام دون خوف من انظمة القمع كما من حقها ان تقرر مصيرها بنفسها دون شروط او املاءات داخلية او خارجية, ففي شعوب منطقتنا نخبة كبيرة من الشباب الواعي الذي يحمل احلاما واهدافا وامال تسمو بامتنا العربية الى مستوى ترتقي به كسائر شعوب العالم, يستطيع شبابنا ان يجعل قوى الاستكبار أي كانت ان تفكر الف الف مرة قبل ان تهدر دم مواطن عربي وان تمنح العربي شرفا وفخرا بانتماءه لامة عريقة تعود جذورها الى المجد والصناعة والزراعه والرقي والعلوم والرياضيات والطب وغيرها من الاكتشافات التي تمت والتي قام بها من كانوا قبلنا, من حق شعوبنا ان تملك قدرة التعبير عن الراي وان تقول رايها بلا خوف او تهديد, ان تنصب على حكمها من تراه مناسبا كسائر شعوب العالم ومهما كان اختيارها فعلى العالم اجمع ان يحترم قرارها دون التدخل بشؤونها الداخلية , هذه ليست هبات من احد على شعوبنا بل هي حقوق مسلوبة بدأت شعوبنا بفضل من الله ووعي شبابنا باستردادها, من حق الشعوب العربية ان تقول لا لكل خلل في كل نظام, فليس من الرجولة ولا المروءة العربية ان يسجن فرد من الشعب وان يمنع من حقه بالتنقل بحرية وان يسلب حق الحياة لانه يعارض نظام حكم معين, فكلنا بشر ولكننا نستطيع ان ننظر للشيء نفسه ونرى اشياء مختلفة, ما الحاكم الا بشر مسؤول اخذ على عاتقه خدمة ومسؤولية وطن وشعب سيساله عنها ملك الملوك والشعوب يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا سلطة ولا جاه, سيحاكم على دم كل مظلوم سفك هدرا وكل جائع جوع غدرا وكل امن تم تخويفه وترهيبه, سينصف المظلوم ويعاقب الظالم.


حضارة وثقافة
يا حكام العالم, بدلا من ان تحاربوا شعوبكم مدوا لهم ايادي المحبة والسلام, ابحثوا معهم مشاكلهم, ناقشوهم واشعروهم بقيمتهم التي منحت لهم من رب رحيم, ابحثوا في شعوبكم عن حل لمشاكل الفقر والجوع, ملايين الاطفال تموت سنويا من الجوع ساعدوهم واثبتوا انسانيتكم, ابحثوا عن المرضى الذين لا يجدون ثمن الدواء وما اكثرهم, ادعموهم من مال الله لعباده وكونوا خادمين مخلصين لشعوبكم, لا تكونوا حكاما بل حكماء, انزلوا الى شعوبكم وقفوا مع انفسكم وقفة صدق, راجعوا حساباتكم ولا تتشبثوا بقرارات خاطئة, فلن يجديكم العناد ولن يرحمكم التاريخ وامامكم تجربتين فاعتبروا لتسلموا او اعترفوا بالفشل وتنحوا لتمنحوا فرصة للشباب لاثبات نفسه وقدراته التي اثبتت نفسها ولم يكن ليشك بها احد.

الارادة والثبات والتكبير والثقة
يا شعوب الحرية, لا تنتظروا المطر في صحراء ولا تنتظروا كرامة ممن يفقدونها, حقوقكم متعلقة بارادتكم وقدرتكم على اثبات ذاتكم, لا تمنحوا فرصة لاحد ان يمن عليكم بمعروف, بل هبوا هبات حضارية ومسالمة لانكم الان تحت المجهر, يراقبكم العالم كله ليرى كيف ستتعامل شعوب ما يسمى بالعالم الثالث في مواقف مختلفة, وانا على يقين بانكم اهل لكل حضارة وثقافة, فقد اثبتت التجارب في مصر وتونس ان الشعوب العربية المقموعة منذ عشرات السنين المتعطشة للحرية والكرامة, اهل لكل حضارة وكل بناء مستقبل, بقدر فقدان السلطات لاعصابهم وافلاتهم لكلابهم من بلطجية وزعران كنتم في المقابل تواجهونهم بقوة الارادة والثبات والتكبير والثقة بان الله ناصركم لا محالة, ما اروعكم يا شعوبنا العربية فانتم تستحقون وبحق ان تكونوا العالم الاول, لانكم تسطرون بصبركم وثقكتم اساطير لم يشهدها التاريخ المعاصر قط, تقومون بمعجزات وتعبرون المستحيل بهدوء بصبر وبثبات وفي المقابل فلتان غليان وتهديد, كم هي ثقتكم عالية وكم ايمانكم بالله قوي, فانتم اهل الحق والحق لا ولم ولن يضيع مهما طال الزمن ومهما كانت التضحيات.

العزة والحق والكرامة
المستقبل للشعوب, انظمة القمع في فترة غروب, شمس الحرية والكرامة تضيئ سماء امتنا العربية, ارادة اثبتت انها لن تستطيع ان تلين في سبيل تحقيق المطالب المشروعة والحقوق المسلوبة, انظمة تتهاوى بفسادها وطغيانها واستبدادها معلنة انتهاء حقبة سوداء في تاريخ عالمنا العربي المعاصر, الذل والضعف والهوان كلمات حذفت من قاموس شعوبنا لتستبدلها بالعزة والحق والكرامة, كل التوقعات سقطت امام هبة الشعوب وتخطيطات تفكيك امتنا التي استغرق تخطيطها عشرات السنين سقطت باقل من شهر واحد, هذه هي شعوبنا وهذا هو املنا جميعا بارادة لا تلين وشعوب لا تهدأ او تستكين.

مقالات متعلقة