أبرز ما جاء في مقال ماكنتار:

شبكة الاعلام التلفزيونية المصرية متواطئة مع الحكومة

الفصل الثاني من حكاية الشارع فهي الاهداف التي يسعى اليها

الولايات المتحدة لم تأمر الرئيس مبارك الى الان "بالانصراف" خشية ان يرى ذلك على انه نصر المحتجين

ما تزال الثورة المصرية تترأس الصفحات الاولى في الصحف البريطانية في هذا الصباح، ما بين تحليل وتقرير وتعليق على الحاصل على الارض في ميدان التحرير ومحيطه من اشتباكات ما بين مؤيدي النظام البلطجية وما بين المتظاهرين المسالمين المنددين في الرئيس الامريكي مبارك.
وفي جملة نشرتها الاندبندنت صباح الخميس ومقالة لمراسلها في الشرق الاوسط دونالد ماكنتاير يروي من خلالها القصة التي يتحدث عنها الشارع المصري نيابة عن "الشارع العربي" والتي لا تتماشى مع النمط البيناري الذي رسمه الغرب لمنطقة الشرق الاوسط نظما وشعبا.
يقول ماكنتاير في مطلع مقالته ان عبارة "الشارع العربي" لطالما استخدمت من قبل النقاد الغربيين للاعلان انه ثمة شعوب في منطقة الشرق الاوسط والعالم العربي الى جانب الانظمة الموالية.

مصر جديدة غير معهودة
ولكن الصورة التي ارتسمت لوجه هذا الشعب كانت رغم ضبابيتها تعكس وجها واحدا فقيرا غير متعلم او مثقف للشعب العربي والذي لضعفه يعتبر فريسة سهلة اما اغراءات المتطرفين لولا قبضة من حديد لحاكم شديد.
ثم يتدارك ماكنتير فيقول ان الايام التسعة الاخيرة على انتفاضة الشارع المصري تحكي لنا قصة جديدة غير مألوفة ولا تتماشى مع النموذج البيناري الذي وضعه الغرب لهذه المنطقة.
الغرب الذي يرتعش خوفا من استبدال "استقرار" نظام مبارك "المبارك" عندهم بنظام اسلامي "خطير" تنشأ في كنفه مصر جديدة غير معهودة، واحد من فصول هذه الرواية التي يقصها الشارع هو الثمن الباهظ الذي اضطر الشعب ان يدفعه لقاء الاستقرار - الذي تمتعت به القيادات الغربية, لتطمئن على صغيرتها الاسرائيلية.

الفاتورة التي دفعها المصريين كانت مؤلفة من الوجبات التالية: 
جهاز امن ورجال شرطة وحشيين يتصرفون كقطاع طرق لا رجال امن في خدمة الشعب. شبكة اعلام تلفزيونية متواطئة مع الحكومة.  تركيز جداول السلطة في مصب واحد يد الدكتاتور الذي يتلاعب بنتائج الانتخابات والذي هو رئيسا ليس فقط للحكومة بل وللنظام القضائي والجيش وقوات امنية غير عسكرية وحتى رابطة الصحافيين. ولهذا السبب الاخير تحديدا نرى الاصرار المصري لاجتتثاث هذه العلقة واستئصالها من طريق حرية الشعب, ان تمركز السلطة في يد الدكتاتور الغاصب الاوحد اضطرت الى خروج المصريين الى الشارع واصرارهم الى تنحيه قبل عودتهم الى منازلهم وديارهم. لان ما لاقواه من قمع بسببه قاد فاق كل تصور. وان ممارسة اللعبة او اذا شئتم النكتة بتعيين نائب للرئيس في هذه الاجواء وبعد مضي 32 عاما على حكم مبارك لم يعين فيها نائبا له لا تمتص من غضب المتظاهرين شيئا.

فقدان المستوى المطلوب في المدراس
اما الفصل الثاني من حكاية الشارع فهي الاهداف التي يسعى اليها الشارع. ويقول ماكنتاير انها قد تتجلى لكل من يقف برهة للحديث مع هؤلاء المتجمهرين من المنددين بالنظام الحاكم في ميدان التحرير وانها تبدو اهداف مسلمة بها متفق عليها عندنا في الدول الغربية.
ثم يسرد ماكنتاير كيف يضمحل حلم احد الاطباء والذي لا يزيد راتبه الشهري عن 100 استرليني أي ما يعادل 600 شيكل بارسال اطفاله الى المدرسة الخصوصية والتي تعتبر الامل الوحيد في تلقى تعليم على مستوى معقول, ذلك بسبب قلة راتبه وفقدان المستوى المطلوب في المدراس الحكومية. واما اخر فقد النظام باع مصر وتاجر بها واستغل ان الشعب المصري شعب هادئ وصبور.

مجزرة وسفك للدماء
اما عن دور الولايات المتحدة التي لم تأمر الرئيس مبارك الى الان "بالانصراف" خشية ان يرى ذلك على انه نصر المحتجين فيكون له تأثير الدومينو او التسونامي على بلدان العالم العربي المجاورة وعلى راسها الاردن. غير ان تأخرها في تلفظ هذه الكلمات يورطها بالتواطؤ مع حاكم (مستبد طاغية) على حد ما يتصوره الشعب المصري. وانه كما جاءت هذه العبارات متأخرة اكثر ازداد الاحتمال بمجزرة وسفك للدماء وقد تصاعدت الازمة المصرية الى ذروتها.