الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 02:02

شوقية عروق منصور: زواج مبارك من مصر باطل

كل العرب
نُشر: 02/02/11 18:22,  حُتلن: 08:49

شوقية عروق - منصور:

امام شاشة التلفزيون "مصر" او على رأي احمد قؤاد نجم "بهية " هي المتوجة على عرش الصورة المختلفة
 

كتب احمد فؤاد نجم قصيدة عن الرئيس (السادات ) عندما اطلق على انتفاضة الشعب المصري عام 77 (انتفاضة الحرامية)

اهل القرية خرجوا عن بكرة ابيهم رافضين تزيف ارادة "فؤادة" التي رفضت الزواج منه ، مرددين – زواج عتريس من فؤادة باطل

في الستينات أصدر الكاتب المصري ثروت أباظة رواية " شيء من الخوف " وقد تحولت هذه الرواية بعد ذلك الى فلم سينمائي بطولة الفنان " محمود مرسي " و الفنانة "شادية" ، من أشهر لقطات الفلم والتي اعتبرت اقوى الصور في السينما العربية ذلك التجمع الذي تحول الى مظاهرة رفض من قبل أهل القرية ضد شخصية الظالم "عتريس" الذي تزوج " فؤادة " رغماً عن أنفها ، رغم ان "عتريس" حاول دب الرعب في قلوب اهل القرية عن طريق حرق البيوت وترويع وتجويع الناس والقتل والتهديد من قبل اعوانه ، الا ان اهل القرية خرجوا عن بكرة ابيهم رافضين تزيف ارادة "فؤادة" التي رفضت الزواج منه ، مرددين – زواج عتريس من فؤادة باطل – ولم يبق امام "عتريس" الذي ادهشه زحف الناس ، الا الأختباء في قلعته المحصنة ، التي لم تصمد امام الغضب الشعبي الذي اشعل النيران في القلعة ،حتى وصلت النيران الى "عتريس" الذي مات احتراقاً واختناقاً . وما اقرب الرواية والفلم من عتريس مصر الآن " مبارك " ، الذي تزوج فؤادة – مصر- في غفلة من الزمن ، وتبين ان هذا الزواج باطل .

امام شاشة التلفزيون "مصر" او على رأي احمد قؤاد نجم "بهية " هي المتوجة على عرش الصورة المختلفة ،الصورة الخلفية لشعب مزج التاريخ بالفن والأدب والسياسة حتى وصلت هذه السياسة الى فوهة بركان وزلزال من الرفض .
تعبث الاصابع بذلك الجهاز الذي يحضر العالم امامك وتحملك الفضائيات من فضائية الى اخرى ،السباق في نقل الصورالمتوهجة منوط في ادارة المحطة والسياسة الاعلامية التي تسير على تفاصيلها ، ساحة ميدان التحرير في القاهرة حررت المواطن المصري من الخوف والتخاذل و-كله تمام يا افندم- تنطلق الأصوات الى الفضاء لتصنع تاريخاً جديداً.

ميدان التحرير مليئ بالوجوه والصور واللافتات ، زحف بشري هائل لا يملك الا الصراخ والمطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك، والرحيل بطاقة طرد تاريخية بصم على حروفها عشرات من وجوه القادة التي حولت الزعامة والقيادة الى حظائر ومزارع خاصة بدلاً من ان تكون جسوراً لرفع قيمة الدولة والشعب . قالوا للجرائم روائح عفنة ، وانتفاضات الشعوب لها ايضاً روائح خاصة زكية ، فكيف اذا صارعت الجرائم العفنة الانتفاضات الشعبية ، عندها ستزكم الروائح الأنوف، روائح التواطؤ والخداع والطعن في الظهور التي ترسم بدقة بدقة ضد الشعوب ، لكن لا بد ان تكون الغلبة لروائح الانتفاضات هكذا تقول اوراق التاريخ . ان مماطلة الرئيس حسني مبارك في التنحي عن عرشه المباركي واخراج بيانات وتنازلات يومية امتصاصاً للغضب الشعبي حتى تحولت بياناته اشبه بعرض لخلع الملابس حتى العري الكاذب .

من الصعب ان يصدق المواطن كلام قادته اذا كان سجلهم مشحوناً في الكذب المتواصل ، والضحك المتواصل على احلامهم وطموحاتهم ومستقبلهم ، انالمواطن يملك في داخله بوصلة الاحساس في الزعيم الذي يسعى لرفع شأنهم حتى لو فشل الزعيم ، الا ان الاحساس يبقى مؤشراً ودليلاً ، واكبر مثال الشعب المصري ذاته الذي رفض تنحي الزعيم جمال عبد الناصر بعد هزيمة 67 ، فقد خرجت الجماهير لتوقف التنحي وتصادر الاحساس بالهزيمة مؤكدة – حنحارب ، حنحارب .
رغم الملايين التي خرجت رافضة وغاضبة الا ان الرئيس"مبارك"يواصل رقصته الاخيرة ، رقصة التمسك بارجل الكرسي الزاحف الآن مع الجماهير .
اما الشعب فيرقص رقصة "العصا الصعيدية " المشهورة ( من سيكسر عصا من ؟ او من سيصمد حتى تنثني عصاه وتصل الى الارض ) ، يمارسها الآن المعارضون لحكم لمبارك والمؤيدون له ، والساحة المصرية تشهد هذا الرقص الدموي المخجل ، ان العبارات الأبوية التي حاول مبارك افراغها في عواطف شعبه - انتم ابنائي ، وأمن البلاد ، واستقرار الوطن ، والأمانة والحرص – جميع هذه العبارات خرجت من جحور الانانية المباركية الذي يسعى لضرب الشعب بعضه ببعض . كتب الشاعر احمد فؤاد نجم مئات القصائد عن مصر والمصريين وعن الظلم والفقر والجوع والنهب والسلب والفساد المستشري في القيادة المصرية حتى انه في لقاء تلفزيوني سأل المذيع احمد فؤاد نجم لماذا لا يرسل رسالة رسالة احتجاج الى الرئيس مبارك ! اجاب نجم – هم المصريين يعرفوا مبارك بينام فين عنوانه فين ؟؟ وكان يتكلم هنا باسم الملايين الذين لا يعرفون شيئاً عن رئيسهم .

كتب احمد فؤاد نجم قصيدة عن الرئيس (السادات ) عندما اطلق على انتفاضة الشعب المصري عام 77 (انتفاضة الحرامية) ، وخلال لقاء لي مع الشاعر احمد فؤاد نجم سالته عن هذه القصيدة فقال :

هذه القصيدة تصلح لكل زعيم عربي يكسر البوصلة الوطنية ويخدع شعبه ويخذله ، تذكرتها وانا ارى مبارك يتهاوى امام شعبه ، ليس ثمثالاً في ميدان التحرير، بل تهاوى بلحمه وشحمه ودمه ونفوذه وسلطته واعوانه ورجال اعماله .

قال احمد فؤاد نجم عن(السادات )وتصلح ايضاً الآن (لمبارك) :

يطلع الدجال بزيفو

يملا وادي النيل ضباب

ينزل الجلاد بسيفو

يزرع الموت والخراب

يطول الليل زي كيفو

الصبح له الف باب

 تحيا الشوارع المؤدية الى ميدان التحرير ، يحيا هذا الميدان الذي وصل الى درجة"المارشال" في الصمود والسعي الى التغير . 

مقالات متعلقة