سامي خطيب

فكرة مشروع "افاق جديدة للنجاح" كانت قد اختمرت في ذهني قبل أكثر من سنتين

المجلس المحلي من خلال قسم الخدمات الإجتماعية كان قد هيأ الأرضية لخروج النساء للعمل اذ افتتح حضانات جديدة

وفاء حسين

المشروع الذي باشرنا به تحت عنوان " آفاق جديدة للنجاح" مدته سنتين وباستطاعته ان يستوعب 100 امرأة بشرط ان يكن جديات

تحرير علي

أنا اعمل حاليا كمساعدة بديلة لمعلمات الروضات والبساتين في المجلس المحلي ولكن للأسف لا يوجد الكثير من ايام العمل لذا فان الراتب في نهاية الشهر ضئيل جدا ولا يكفي لشيء

تحظى مجموعة من نساء دير حنا هذه الأيام بفرصة الاشتراك في مشروع مميز هو الأول من نوعه في القرية , يدعى هذا المشروع " آفاق جديدة للنجاح" وهو بمبادرة ورعاية المجلس المحلي وبتمويل ودعم جزئي من صندوق المشاريع الخاصة في مؤسسة التأمين الوطني في خطوة يعتبرونها في البلدة مهمة جداً من أجل تأهيل النساء للخروج الى سوق العمل واندماجهن فيه في ظل ما تعانيه البلدة من ارتفاع نسبة البطالة وارتفاع في عدد العائلات التي هي تحت خط الفقر.



وفاء دراوشة حسين مركزة المشروع من قبل المجلس المحلي تتحدث عن ماهية هذا المشروع واهميته بالنسبة لنساء القرية فتقول: "منذ عقود وقرية دير حنا تتصدر قائمة البطالة في الوسط العربي, وللنساء في هذه النسبة العالية من البطالة حصة الأسد ويعود ذلك الى اسباب عديدة أهمها: نسبة منخفضة من الأكاديميات في القرية وكذلك موقع القرية الجغرافي وبعدها عن المدن التي من الممكن ان تحتوي على اماكن عمل تستوعب هؤلاء النساء".
وأضافت دراوشة: " كان لا بد من ايجاد حل ممكن لهذه القضية , والشخص الذي وقف وراء فكرة اقامة هذا المشروع والذي علينا جميعا شكره على الجهود التي بذلها من اجل اخراج هذا المشروع الى حيز التنفيذ الزميل سامي خطيب والذي عمل عدة سنين في قسم الشؤون ،فالحل كما ارتآه هو من معرفته الكبيرة بقضايا النساء ومشاكلهن المادية واشغال اوقاتهن بما يعود بالمنفعة عليهنولذلك فقد دعم النساء وعمل على تأهيلهن عن طريق دورات حاسوب، لغة عبرية ودورة تحضير لدخول سوق العمل، وهذه الدورات بامكانها تأهيل النساء وزيادة ثقتهن بأنفسهن من اجل التقدم لأي وظيفة والنجاح فيها".

آفاق جديدة للنجاح
وتؤكد وفاء حسين :"المشروع الذي باشرنا به تحت عنوان " آفاق جديدة للنجاح" مدته سنتين وباستطاعته ان يستوعب 100 امرأة بشرط ان يكن جديات وتكون النية لديهن الانخراط في سوق العمل , ومن طرفنا نحن نعطيهن الدعم والتأهيل اللازم وبعدها سنكمل ما بدأنا بإيجاد أماكن عمل ملائمة لكل اللواتي اشتركن في الدورات ومرافقتهن كل الوقت حتى استقلالهن ونجاحهن".
وتضيف وفاء حسين:" ان هنالك مسار منفرد في هذا المشروع , هو مسار المبادرة فلقد فكرنا في مجموعة النساء اللاتي لم تحظين بفرصة إنهاء الصف الثاني عشر أو النساء اللواتي ظروفهن العائلية لا تسمح لهن بالخروج الى العمل خارج القرية وبمساعدة ودعم المجلس المحلي وصندوق المشاريع الخاصة في التامين الوطني قمنا بتأمين الفرصه لـ 25 امرأة لتلقي دورة غنية من حيث عدد الساعات ومن حيث الفحوى الذي سيؤهل كل امرأة عندها فكرة لأقامة مشروع خاص بها , قمنا بتخصيص 150 ساعة تعليمية مع مرافقة واستشارة من قبل جمعية التمكين الاقتصادي والتي ستقوم ايضا باعطاء قروض صغيرة للنساء والتي تبلغ 20000 شاقلا لتشجيعهن على المبادرة وفتح مصلحه خاصة ،وامثلة على مصالح ستقام قريبا على يد مبادرات من دير حنا: مكتبة , مصنع صغير لصناعة المعجنات والحلوى والأكل البيتي , معهد لتجميل البشرة, محل خياطة وتصليحات.
تحرير علي إحدى الملتحقات بالدورة تقول:"أنا اعمل حاليا كمساعدة بديلة لمعلمات الروضات والبساتين في المجلس المحلي ولكن للأسف لا يوجد الكثير من ايام العمل لذا فان الراتب في نهاية الشهر ضئيل جدا ولا يكفي لشيء . قررت ان التحق بالمشروع لكي اقوي نفسي في مجال الحاسوب واللغة العبرية حتى استطيع ايجاد مكان عمل افضل،واستطيع القول انني حتى الآن استفدت كثيرا من دورة الحاسوب فقد بدأنا من الصفر واليوم نحن موجودات في مرحلة متقدمة جدا بمعرفة الحاسوب , هذا الأمر يعطيني الكثير من الثقة بنفسي ويجعلني اؤمن اكثر بها".


تحرير علي

التعرف على خبايا الحاسوب واللغة العبرية
وتضيف تحرير علي أنها أم لاربعة ابناء وتخجل أحيانا أنها لا تعرف كيفية تشغيل الحاسوب وأن ابنائها يعرفون في مجال الحاسوب أكثر منها الامر الذي حفزها لأن تتعرف على المجال واليوم بإمكانها ان تقوم هي بمساعدة الابناء وتستطيع بمراقبة الابناء في دخولهم لمواقع الانترنت وتحثهم الى بعض المواقع الجيدة والتي يمكن ان تدر عليهم المنفعة.
السيدة كوثر خطيب إحدى النساء المشاركات في المشروع تقول:"لم اعمل بتاتا من قبل ولكي استطيع البحث عن عمل وبكل ثقة يجب ان اكون مؤهلة لهذا الأمر ،لذلك التحقت بهذه الدورات لكي ازيد من مجالات المعرفة، وأنا أرغب بالتعرف على مجالات اخرى التي يمكن ان استفيد منها انا بشكل شخصي ، وأيضاً يمكن ان اتقدم في مجال الحاسوب ومساعدة الابناء مستقبلاً في كل الوظائف البيتية والانتباه لخطورة الحاسوب كون ان الحاسوب له سلبياته وايجابياته ، ويمكن تنمية الايجابيات أكثر".
السيدة مروة ناصر والتي تلتحق بالدورة تؤكد :"التحقت بالدورة بهدف أن أتعرف على خبايا الحاسوب واللغة العبرية لتتمكن من معرفة كل ما يمكنه يساعد ويساهم ان نجد مكان للعمل وهذه القدرات يمكن ان تجعل منا متمكنين ومؤهلين في إدارة أعمال عند عثورنا عليه فاللغة العبرية والحاسوب الذي تعلمناه في المدرسة لم يكن كافياً لأن نتحدث العبرية بطلاقة لأن اللغة يمكن لنا أن نستوعبها عند التحدث بها بشكل يومي وروتيني وهذا الذي تعلمناه في الدورة ، ولا يخفى على أحد أن البطالة تنتشر في البلدات العربية وبلدتنا دير حنا كمثيلاتها في الوسط العربي تعاني من ذلك ، ولا أرى مانع بأن تقف المرأة بجانب الرجل في إعالة الأسرة وان توسع مداركها وآفاقها ، ويمكن للمرأة أن تكون لها مساهمة طيبة في تقدم المجتمع ككل".

 

رفع سقف التنمية البشرية
رجا الخطيب رئيس المجلس المحلي في دير حنا والداعم لمجموعة النساء قال:"ان المشروع هو لبنة اخرى في مشروعنا الديراوي الأكبر الذي نسعى من ورائه الى رفع سقف التنمية البشرية الى مستويات جديدة وذلك بعد الأستثمارات الجبارة للمجلس المحلي في مجال التربية والتعليم والتي نهدف من ورائها للإنتقال بديرحنا الى آفاق رحبة وهذه الجهود بالإضافة للخاصية الإيجابية للمجتمع الديراوي أتت ثمارها فنستطيع اليوم تلمس بداية ثورة تعليمية وتأهيلية فنجد مئات الطالبات في الجامعات والمعاهد العليا في شتى المواضيع في البلاد والخارج وهذا ان دل انما يدل على الإنفتاح الإجتماعي والمساواة التي يبديها الأهل للجنسين".
ويضيف رجا الخطيب :"ان المجلس المحلي لم يكتف بذلك وهو يسعى اليوم بالتعاون مع مؤسسات رسمية وصناديق داعمة إلى ضم ذوي الإحتياجات الخاصة في بلدنا دير حنا الى سوق العمل بما يتناسب ووضع كل منهم عن طريق برنامج خاص ننكب على تخطيطه وتجنيد الموارد اللازمة له في هذه السنة".
أما سامي الخطيب منسق المشروع والمبادر إليه فقال:"أن فكرة مشروع "افاق جديدة للنجاح" كانت قد اختمرت في ذهني قبل أكثر من سنتين وذلك بعدما ايقنت بأن انضمام جمهور النساء في الوسط العربي إلى سوق العمل ومن خلال عملي الدائم في مجال تجنيد الموارد فالمجال مفتوح على مصراعيه لدى الصناديق الخيرية لدعم هكذا مشاريع ،وفي هذا السياق أتقدم بشكر لمؤسسة التأمين الوطني التي آمنت منذ البداية بقدرتنا على تنفيذ هذا المشروع لما فيه من فائدة لجمهور النساء وبالتالي على عائلاتهم وفي المدى البعيد على المجتمع كله ،كما وأن لادارة المجلس المحلي رئيساً وأعضاءً على موافقتهم على دعم المشروع مادياً ومعنويأ اذ يتحمل المجلس المحلي قسماً كبيراً من الميزانية المرصودة للمشروع وفي هذا الأطار فإن الشكر للنساء والفتيات المنخرطات في المشروع لأيمانهن بالمشروع والقائمين عليه ولكن قبل ذلك لأيمانهن بأنفسهن وأيمانهن بأن التغيير يبدأ من الداخل.
وعلى الرغم من التفاؤل الكبير الذي يبديه سامي فأنه يؤمن بان المشروع ما هو الا البداية وهي بداية متواضعة نظراً للحاجات الكبيرة لأماكن عمل ملائمة للحيز الإجتماعي الخاص في دير حنا وهو يسعى بدعم كامل من المجلس المحلي الى توسيع دائرة النساء والفتيات اللاتي ينضممن الى سوق العمل عن طريق مشاريع اضافية متنوعة تعطي الإجابة للحاجات المتزايدة لأماكن عمل تتلائم مع القيم الأجتماعية في المجتمع العربي وتكون في متناول جمهور النساء من جوانب متعددة مثل نوع العمل, مكان العمل, ساعات العمل وغيرها وهذه كلها عوامل متجانسة ويمكن اطلاق مصطلح "متناولية سوق العمل" للنساء العربيات.
ويشير سامي الى ان المجلس المحلي من خلال قسم الخدمات الإجتماعية كان قد هيأ الأرضية لخروج النساء للعمل اذ افتتح حضانات جديدة في معظم الأحياء في البلدة وتم فتح نويدية لفترة ما بعد الظهر لأطفال النساء العاملات والذي سيزيد الجرأة لدى النساء للعمل وعدم التخوف من عدم إيجاد الإطار المحمي لأطفالهن.




مروى ناصر


رجا خطيب

 


سامي خطيب


وفاء حسين