روذرميل الممثل الخاص لـ UNDP مخاطبا الفلسطينيين: "استمروا في الصمود .. لا تفقدوا الامل .. الوقت في صالحكم"

قرابة مليار دولار انفقها البرنامج الاممي على مشاريع في مختلف انحاء فلسطين خلال ما يربو على 30 عاما

أعلن تيموثي روذرميل الممثل الخاص لبرنامج الامم المتحدة- برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني UNDP انه تم صرف 980 مليون دولار خلال ما يربو على 30 عاما من انطلاق البرنامج الاممي في العام 1978 اغلبها انفق في بناء منشآت للشعب الفلسطيني .

ووصف خلال لقاء صحفي نظمه نادي الصحافة المقدسي- نقابة الصحفيين الفلسطينيين في مقهى الكتاب الثقافي- المكتبة العلمية في القدس ، المستقبل بأنه يبدو مشرقا ، لوجود خطط مسقبلية متكامكلة وشركاء حقيقيين وجديين.. في مقدمتهم السلطة الوطنية الفلسطينية ..
واضاف انه يكاد يكون في كل قرية ومدينة فلسطينية مشروع خاص ب ال " يوان دي بي " .. مشيرا الى ان 90% من الممولين والداعمين هم من من الخارج وكانوا كرماء كثيرا مع المشروع الاممي .. وان العنوان العريض للخطط المستقبلية هو الاستدامة والحرية والتمكين للشعب الفلسطيني من خلال التركيز على مواجهة المشاكل الناشئة عن استمرار الاحتلال..
ووصف بداية السنة الحالية 2011 بأنها جدية فقد تم رصد 27 مليون دولار من بنك التنمية الاسلامي و9 مليون دولار من اليابان مخصصة للطوارئ في قطاع غزة.. والتحدي الاكبر الان هو اعادة البناء والتعمير في غزة..! بسبب العوائق التي تضعها اسرائيل امام دخول المواد الجديدة للقطاع ..
ورغم وجود مستودعات لنا في غزة الا انها نفدت واسرائيل حاليا تدخل القليل فقط كمن يدخل شيئا كبيرا في خرم الابرة .. وآمل ان يكون هناك ضغطا من المانحين والاسرة الدولية على اسرائيل في هذا الشأن.. والميزانية الموجودة اليوم لدعم غزة عبارة عن 30 مليون دولار.. وبالنسبة للاونروا فالمبلغ المرصود الخاص بغزة مضاعف عما لدى برنامجنا ..

القدس ومنطقة ج..!
واشار روذرميل انهم سوف يضاعفون عملهم العام القادم في القدس وفي منطقة ج .. فلديهم الان مشروع للعائلات المستورة من خلال برنامج دعم المشاريع الصغيرة.. هو عبارة عن قروض على طريقة البنوك الاسلامية ، في حال تم نجاح المشروع يتم استعادة المبلغ لاستثمارها في مشاريع اخرى.. مشاريع كثيرة للشباب لها علاقة بالحرية وخدمات قانونية ومشروع الدستور الفلسطيني وهو مشروع ضخم ومتكامل.. حيث تم صرف ٦٥ مليون دولار السنة الماضية منها 10-12 مليون دولار في غزة .. فالسنة الماضية كان لها خصوصية معينة بينما في السنوات التي سبقتها كان الدعم اكبر بكثير واكثر من نصفه صرف في غزة.. وقال انه مع تجاوز عمر المشروع الاممي اكثر من 30 عاما الان بلغ عدد الموظفين العاملين فيه قرابة 300 موظف منهم 290 موظفا فلسطينيا ، اعرب عن خالص شكره وامتنانه لهم لقدراتهم ومؤهلاتهم الجيدة ..في حين توجد ثلاث مكاتب رئيسية لمؤسسة UNDP في القدس ورام الله وغزة .
وحول تنفيذ مشاريع في مدينة القدس قال روذرميل ان الدعم لم يكن مخصصا للقدس في السنوات الماضية . فقط كان لديهم مشاريع صغيرة منها اعادة اعمار مدارس ومشاريع مختلفة في البلدة القديمة .. بينما في هذه السنة هناك ميزانيات جيدة تم تخصيصها في القدس.. فالرباعية الدولية لديها ميزانيات لبناء مدارس في القدس.. وسوف يدعمون مؤسسات قائمة في المدينة .. وهناك اراضي فارغة في القدس يجب استغلالها وتطويرها حتى لا تتعرض لخطر المصادرة..
واوضح ان ممارسات الاحتلال من الاستيلاء على اراضي وهدم مباني سوف تدفع باتجاه ان تكون هناك مشاريع تنموية في القدس للبرامج الاممية . فالقدس الشرقية في عرف منظمة الامم المتحدة تعتبر جزء من الاراضي المحتلة وليس هناك فرقا بينها وبين رام الله او اية مدينة فلسطينية اخرى..
وبخصوص العلاقة مع حكومة غزة اشار الى وجود اتصالات على المستوى التقني والفني وليس السياسي .. فعندما تقوم بمشاريع .. يجب عليك التنسيق مع السلطة القائمة والوزارات الموجودة.. ولكن المشكلة تبقى بالنسبة للممولين خصوصا من الجهات الامريكية.. وما عدا ذلك .. ليس هناك مشكلة.. والتنسيق بطبيعة الحال يتم في اطار المستويات التقنية ذات الاختصاص فحسب .. ونحن لا نعطي اموالا بصورة مباشرة ، فاذا اردنا ان نبني مدرسة مثلا نعمل مع الوزارات المختصة.. اما في حالة الضفة الغربية فان الاموال تكون في حيازة السلطة الوطنية الفلسطينية.. !
واوضح روذرميل ان فلسفة برنامج الامم المتحدة في تنفيذ المشاريع تقوم على ان يكون المشروع كبيرا ومتكاملا وتجنب العمل في مشاريع تقود الى الخوض في تفاصيل وحزئيات صغيرة وبعثرة الجهود هنا وهناك ..!

الثقافة في قلب التنمية ..!
ورأى روذرميل ان الثقافة جزء من التنمية . والناس بحاجة الى ان يكونوا واعين بثقافتهم .. لذا ندعم مشاريع ثقافية .. قصر الثقافة في رام الله والمركز الثقافي في خانيونس باديان للعيان .. ولدينا الان مشروع مع وزارة السياحة لاعادة اعمار مشاريع في سبسطية .. بالتعاون مع الحكومة الالمانية وهناك مشاريع لبناء مؤسسات ثقافية ومراكز في عموم الضفة الغربية حيث تم بناء 30-40 مركزا بتكلفة 75مليون دولار.
اما عن التعليم قال " بصراحة لا نعمل كثيرا في قلب العملية التعليمية . لان معظم المشاريع التي ننفذها تتركز حول البناء الخارجي والبنية التحتية .. اقمنا حوالي 40 مدرسة في الضفة وغزة . ومدرستان في غزة لكن يوجد مشكلة ادخال مواد البناء ..وهناك تعامل كبير مع جامعات بيرزيت والقدس وغزة في مشروع حل النزاعات .. "
وفيما تعلق بمواجهة اجراءات الاحتلال ضد مشاريعهم المنفذة .. ذكر انهم يعانون من نفس المشكلة التي يعاني منها الاخرون .. فلا توجد آليات قانونية لملاحقة هذه الامور.. من هدم المباني وخلافها.. فلا يوجد طرق قضائية لمحاكمة الاحتلال.. وقد استشاروا في هذا الشأن خبراء قانونيين ولم يصلوا الى نتيجة ..! ولكنهم في المقابل محظوظين لانه ليس الكثير من مبانيهم قد تعرض للهدم من قبل سلطات الاحتلال.. !!
واشاد روذرميل بالداعمين الذين كانوا كرماء في تقديم المساعدات الى فلسطين وهي من اكثر الدول التي حصلت على مساعدات تنموية في العالم .. وهو" يحب فلسطين ويتعاطف مع الشعب الفلسطيني وشرف عظيم له ان يخدم في فلسطين .. والشعب الفلسطيني من اكثر الشعوب كفاءة وتعلما من بين الذين احتك بهم واختلط معهم." .. اما المنجزات فهي كثيرة وكان من الممكن ان يعملوا اكثر لو كان هناك اموال اكثر.. صحيح انه كانت هناك اخطاء..! الا ان برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني UNDP هو جزء مهم من الاعمال الكبيرة لمنظمة الامم المتحدة.. ومن اكبر مشاريعها في العالم .. وتبلغ ميزانيتهم في فلسطين 65 مليون بينما في كل العالم حوالي 10 مليون.. وحتى في الصين العملاقة لا يتجاوز المشروع العشرة مليون دولار .. !

رؤيا صائبة..!
وعن تفضيل الكفاءات الفلسطينية للعمل في البرنامج اجاب روذرميل " هذه سياستي الشخصية ولا تعكس الوضع في المؤسسات الاخرى للاسف وهو فخور بها.. لان رؤيته هو تمكين الموظفين المحليين .. فالاولوية للموظف والكفاءة الفلسطينية في كل الاحوال .. " واضاف بخصوص طبيعة المشاريع المنفذة " نحن موجهين داخليا من المجتمع الفلسطيني في حين ان المؤسسات الاخرى تأتي بوجهة نظر جاهزة لمشاريعها ، ولكننا في البرنامج الاممي نبني رؤيتنا من خلال التعاون والتشاور مع الجهات الفلسطينية المختصة .. والاستماع الى ردات الفعل الفلسطينية والتجاوب معها .. مثلا.. بناء مشروع الدستور الفلسطيني عقدنا اجتماعات وورش عمل مطولة مع وزارة العدل .. والمخرجات النهائية ليست تصورنا ، ولكن التصور الفلسطيني.. ودورنا هو التسهيل والمساعدة ..! وان هوية UNDP تكاد تكون شاملة لانها تعمل في حقول كثيرة من سياحة وزراعة وحقوق مدنية و..... وعملنا ردات فعل لاحتياجات المجتمع والمؤسسات الفلسطينية.. ونحن مؤسسة تنموية متعددة الاتجاهات والاهداف..".
وتوقع روذرميل ان يكون الممول الاكبر هذه السنة هو البنك الاسلامي للتنمية الممول بدوره من صندوق الاقصى.. وبالتالي من قطر والكويت والامارات وعدد من مؤسسات التنمية في الخليج اضافة الى تمويل خاص من قطر وليبيا والكويت .. لان تصور العالم الغربي ان الدعم تقليديا ، يأتي فقط من دول اوروبية واليابان وغيرها .. وهذا التمويل العربي والاسلامي هناك معوقات تقف امامه ، فالداعمون لا يستطيعون التواجد بشخوصهم وكأنهم غير موجودين ودورنا هو اظهار هذا الدعم العربي الاسلامي.. وبنك التنمية الاسلامي ممول رئيسي للاونروا ومؤسسة التعاون ومؤسسات محلية مدنية اخرى .. وهناك توجه لاستضافة رئيس بنك التنمية الاسلامي والاجتماع مع رؤساء الامم المتحدة وال" يو ان دي بي " في نيوبورك.. بهدف ابراز هذا الممول المهم .. فتمويلهم مهم وكبير ولكن في اغب الاحيان الناس لا تلمسه او تحس به..!

الخطة القطاعية الاستراتيجية للقدس..!
واشار في هذا السياق الى وجود علاقات متداخلة بينن مؤسسات التنمية .. فهناك من يبني وهناك من يشّغل.. وان برنامج الامم المتحدة على اطلاع بالخطط والتوصيات للخطة الاستراتيجية القطاعية لتطوير القدس 2011-2013 وسوف يلتزموا بالتوصيات المدرجة فيها . واشاد ببعض مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية التي تعمل بصورة جيدة وبرؤاها الذاتية البعيدة عن المؤسسات الدولية واكد ان برنامجه الاممي هو داعم حقيقي للسلطة الوطنية الفلسطينية .
وحول توقعاته للمستقبل .. تمنى ان تتوقف معاناة الشعب الفلسطيني وزوال الحاجة الى مؤسسته وغيرها وسوف يكونوا سعداء لذلك.. وهو متفائل على المدى البعيد .. فهو يرى فلسطين دولة حرة ونهاية الاحتلال لتشمل العدالة الفلسطينيين ..! ولكن هذا قد يستغرق وقتا في ظل التعنت في المواقف الاسرائيلية الحالية .. وهو متفائل بمشروع الدولة الذي يجسده رئيس الوزراء سلام فياض.. مع نهاية ايلول هذا العام ..
وختم روذرميل صديق الشعب الفلسطيني الذي خدم كممثل خاص في برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني مدة عشر سنوات منذ التسعينات.. وعاد اليه اليوم مرة ثانية بعد فترة تقاعد " استمروا في الصمود .. لا تفقدوا الامل .. الوقت هو في صالحكم .. ولديكم مجتمع رائع .. ".