الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 16:02

فاطمة كيوان من مجد الكروم تكتب: يا ابن السنتين يا ضوء العينين

كل العرب
نُشر: 31/01/11 14:53,  حُتلن: 14:56

كل ما في الطبيعة جميل ومن نعم الله تعالى وأجمل ما فيها الربيع والقمر والأطفال ..روح الله الساكنة على الأرض ... فمنذ اللحظات الأولى التي تصبح بها المرأة أماً تنقلب حياتها وتتحقق شخصيتها،لتصبح أكثر دفئاً وإشعاعاً وسعادة..إنها سمة الله في خلقه،أن تهبي نفسك لذاك المولود وتمنحيه الحياه..ليمنحك هو بدوره وسام الأمومة.
أما الشعور الآخر بأن تصبحي(جدة) فذلك يعني شيئاً آخر..يعني أنك احتويت الكون كله ...
وها أنذا أعود لأكتبك يا صغيري وحفيدي وقد امتلأ لك عامان يا ضوء العينين ..وقد ازددت إشراقا وابتساما وتألقاً وألفة.. وازددت مع هذا كله حركة وحياة ..فأنت لا تهدأ أبدا .. وقد قطعت شوطا في تطوير قدرتك على التواصل معنا ..جميعا من حولك .


حفيد فاطمة كيوان

فجعلت لنفسك نظاماً خاصاً من الشارات وكان لزاماً علينا أن نفكّ رموزها لنتناغم وإياك ونفهمك لننعم في هذه المرحلة من حياتك الزاخرة بالأحداث والسحر، وأشاركك اكتشاف الحياة والحركة في الألعاب والألوان واندهاشك بالموسيقى وحبك لها وأغانيك المفضلة.
تغفو في كرسي السيارة من طول الطريق فيظهر وجهك قرصاً أحمر فيه عيناك الواسعتان وأنت تغطي وجهك بالقبعة الصوفية وعند وصولك تفتح عينيك وترتسم ابتسامتك العريضة وتبرز أسنانك الصغيرة وتتألق عيناك بشراً ويرتفع حاجباك دهشة كأنك تتساءل ..أحقاً وصلنا؟؟
ويحضنك خالك الصغير وأنت تردد اسمه بطريقتك المضحكة ويرتفع ذقنك ويفغر فوك وتبدأ بالضحك حين تسمعنا نرحب بك وتنطلق مسرعا ليوم جديد .
تحمل سلة الالعاب وتلقي بكل ما بها ارضا وتبدا عملية الفرز ( الدباديب لوحدها ) والحيوانات البلاستيكية مجموعة والليجو كومة اخرى اما جل اهتمامك فينصرف الى تلك السيارات التي تحدث ضجيجا واصواتا فلسيارة البوليس قصة معك لوحدها .
وفي رحلة الطعام ..فيا عيني .. لا تريد مساعدة احد وحين تقلب الصحون راسا على عقب ، وتغضب امك تركض الي محتالا لأخبئك بحضني وادافع عنك .
ثم نلعب الغميضة وتصرخ باعلى صوتك حين تكتشف مخابئنا معلنا الانتصار ، وحين تفتح الموسيقى تبدا بالرقص والتصفيق وعلينا المشاركة دون تردد .
اراك تزهو امامي بنفسك احيانا خاصة حين تاتي بالملابس الجديدة وحين نأخذك للتصوير بالاستوديو تختال بنفسك مزهوا بملابسك تجلس على الكرسي كالابطال مسترخيا مبتسما تلقي براسك بغنج الى الخلف كانك تقول انا جاهز الان .
واحيانا تصاب بالضيق الاحباط حين تشعر اننا غافلون عنك فتأخذ بالازعاج والبكاء وتحاول المكر والاحتيال ..فابدا بسرد القصص لك لكنك تنهرني وتسحب القصة من يدي وتقلبها بنفسككانك تقول لي انا من يريد القص وليس انت ..
انك انت الحياة يا صغيري بكل ما فيها من روعة وجمال وسحر ..ان التعب معك له نكهة خاصة وذاق اخر ..انها نكهة العسل ..
حين تنام في حضني أطيل أحيانا النظر إلى تقاسيم وجهك البريء وأصغي لحفيف أنفاسك
الخافتة العطرة ..أمسح على نافوخك الصغير كأني أتلمس الكون وروح الخالق الكريمة ..
أغطيك وأمسّدك وأمسح حبيبات العرق الصغيرة عن رأسك وأخرج على أطراف أصايعي بغية عدم إيقاظك..فيهدأ البيت كأن لا روح فيه.
نودعك دائما على أمل لقائك ففي كل لقاء حكاية وقصة ودنيا جديدة وشوق وحنين لا ينضب،إنك حياتنا ومستقبلنا وأملنا يا صغيري يا عرس الربيع.

مقالات متعلقة