الدعم الاميركي العلني لاي مجموعة يمكن ان يلحق الضرر بموقف تلك المجموعة

تحدثت دورية "ذي كيبل" مع ثلاثة من الخبراء الذين حضروا اجتماع الاثنين صباحا الذي ضم نائب مستشار الامن القومي للاتصالات الاستراتيجية بن رودس

نشرت مجلة "فورين بوليسي" تحليلا صحافيا لموقف البيت الابيض بعد ان يتخلى الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة، وقالت ان موظفي وزارة الامن القومي في الولايات المتحدة تدارسوا مع جمع من خبراء السياسة الخارجية في البيت الابيض كيف يمكن لادارة اوباما ان تسلك في تعاملها مع حكومة مصرية مستقبلية اذا ما تنحى مبارك، وان كانت ادارة اوباما تعتقد انه يجب الا تظهر بصمات واشنطن في اي مكان على مقربة مما يتوقعون انه سيكون نهاية حكم مبارك.

وتحدثت دورية "ذي كيبل" مع ثلاثة من الخبراء الذين حضروا اجتماع الاثنين صباحا الذي ضم نائب مستشار الامن القومي للاتصالات الاستراتيجية بن رودس، والمديرة المسؤولة عن شؤون الارتباط المتعدد الاطراف سامنثا باور، والمدير المسؤول دان شابيرو. وكان الخبراء يمثلون مقطعا عرضيا لوجهات النظر في واشنطن، وضم عددا من اعضاء الحزبين الرئيسيين الذين ينتمون لمجموعة مصر العاملة، التي كانت تدفع منذ عدة شهور في اتجاه توفير الادارة لمزيد من الوضوح في ما يتعلق بالسياسة تجاه مصر.
وقالت ان المشاركين الثلاثة الذين تحدثت اليهم الدورية المذكورة اشاروا الى ان الاجتماع كان مركزا وايجابيا، وتبع ذلك نقاش حول الاسلوب الذي يجب على السياسة الاميركية ان تتبعه، وان موظفي البيت الابيض الذين تولوا ادارة اللقاء اشاروا – وان لم يقولوا ذلك صراحة – انهم يعتقدون ان مبارك في طريقه للتخلي عن منصبه، وان الادارة كانت تستعد لمواجهة ما يمكن ان يحصل فيما بعد.
ونقل احد الخبراء المشاركين عن رودس قوله "انه ليس بامكاننا ان نظهر كما لو كنا نختار فائزا. كما انه ليس بامكاننا ان نظهر كما لو اننا نقول لاحد القادة ان يتنحى". وأوضح المسؤولون في اليت الابيض للخبراء ان فريق اوباما لم يقل لمبارك سواء جهارا او خفية ان عليه ان يتنحى، لكنهم ابلغوا الزعيم المصري المحاصر باستمرار ودوما رسائل مباشرة وصادقة بما تتوقعه الولايات المتحدة.
وقال كثير من الحضور ان موظفي البيت الابيض أعربوا عن الشك في ان يبرز نائب الرئيس المعين عمر سليمان كزعيم جديد في مصر، وان كانوا قد اقروا بانه سيكتسب مزيدا من النفوذ خلال الفترة الانتقالية. ويبدو ان "الانتقال" هو كلمة الرسالة الجديدة التي ستستخدمها الادارة، بما يسمح لها بالوقوف الى جانب المحتجين من دون التخلص من مبارك تماما.

على مبارك أن يتنحى
وقالت ميشيل دون من هيئة كارنيغي، الني حضرت اللقاء، ان المسؤولين في الادارة بدأوا اولا بمراجعة السياسة التي كانت قائمة، وتابعوا انشطة الادارة مع تنامي الازمة، ثم كرروا الرسالة الرسمية من ان على الجانبين ان يمتنعوا عن استخدام العنف. واضافت ان "موقف البيت الابيض تحسن بشأن القضية، لكنهم تملصوا من السؤال الصعب بشأن ما اذا كان عليهم ان يقولوا أي شيء سواء جهارا او سرا حول ما اذا كان على مبارك ان يتنحى".
ودافعت مع اخرين في اللقاء عن ضرورة صدور بيانات سريعة واكثر قوة من الادارة تدعو مبارك الى التخي عن منصبه، والا فان الولايات المتحدة ستظهر في اعين الجماهير المصرية كما لو انها حاولت دعم النظام.
وقالت "ما حاولنا ان نقوله لهم هو ان التغيير آت، وان الحالة الراهنية في طريقها الى زوال، وان السؤال هو هل نريد ان نصوع ذلك التغيير بطريقة بناءة ام لا. فقد شعر كثير من الناس ولفترة طويلة ان المسألة معقدة".
ورغم ان موظفي وزارة الامن القومي في الاجتماع اخفوا نواياهم، فان مسؤولا اخر من الحضور قال ان الانطباع كان واضحا من ان الادارة تركز حاليا على مصر ما بعد مبارك.
وقال "انه ليس هناك اي حديث عن التغيير او الاصلاح يمكن ان يشمل مبارك. وهم يرون في (عمر) سليمان انه رجلهم في الوقت الحالي. الا ان هناك شكوكا بلا ريب حول استمرار شرعية سليمان لتولي مهمة تصريف الامور من اجل انتقال منظم. كما ان هناك شكوكا حول اي نوع من التنظيم ستقوم عليه العملية".

الدعم الأمريكي يلحق الضرر
وقال المسؤول الذي حضر اللقاء ان موظفي البيت الابيض لم يفصحوا عن اي هوية معينة او شخص سيساندونه فيما يتسابق اللاعبون. كما ان هناك اعترافا بان الدعم الاميركي العلني لاي مجموعة يمكن ان يلحق الضرر بموقف تلك المجموعة، وادراكا بان من المحتمل ان يكون للاخوان المسلمين دور متزايد، وان من الافضل للادارة ان تبدأ التفكير في كيفية التعامل مع التطورات.
ومن بين الزعماء المحتملين محمد البرادعي الذي دعا ادارة اوباما للتنديد علنا بمبارك. لكن الناطق بلسان البيت الابيض روبرت غيبس قال ان السفيرة الاميركية في مصر مارغريت سكوبي تواصل الاتصال مع مجموعة من المسؤولين والجماعات الاخرى سواء من كان بينهم داخل الحكومة المصرية او خارجها. ورفض البيت الابيض القول عما اذا كان يحاول التقرب الى زعيم معين من المعارضة مثل البرادعي.
وقال الناطق بلسان البيت الابيض تومي فيتو "بطبيعة الحال، فاننا سنتعامل مع الحكومة المصرية ومع الشعب المصري ايضا – بمن فيه من زعماء ونشطاء سياسيين عديدين بما لديهم من خلفيات مختلفة. وسنواصل العمل في هذا الطريق".