النائب بركة شارك في ندوة مؤسسة "الرسالة للحوار والفكر" في رام الله بمشاركة فصائل منظمة التحرير

بركة يؤكد: لو كان هدف كشف "الوثائق" تصويب الأمور في الساحة الفلسطينية لما تم تحريفها وفي هذا التوقيت بالذات

ويقول: هناك من يسعى لمعاقبة قيادة م.ت.ف لأنها رفضت الضغوط الأميركية والتفاوض في ظل الاستيطان

ويتساءل: لمصلحة من افتعال هذه الضجة في الوقت الذي تتوالى فيه اعترافات الدول بالدولة الفلسطينية على حدود 1967

شارك النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في مطلع الأسبوع في الندوة التي بادرت لها مؤسسة "الرسالة للفكر والحوار" التي يرأسها الأديب الفلسطيني يحيى يخلف، وبمشاركة ممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وإعلاميين ومختصين.
وقد استعرض المفاوض الفلسطيني احمد قريع حيثيات عديدة في المفاوضات التي جرت في السنوات الأخيرة، وفند الكثير من مزاعم قناة الجزيرة، التي شنت حملة محمومة تحت "كشف المستور"، وهي الحملة التي أثارت حفيظة الغالبية الساحقة من الفصائل الفلسطينية، ومنها تلك التي ترفض مبدأ المفاوضات أصلا، أو تختلف مع أسلوب وأسس التفاوض.
وقد شارك ممثلو الفصائل الفلسطينية المختلفة، ومن بينهم عبد الرحيم ملوح، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وصالح رأفت، الأمين العام لحركة فدا، وعبد الكريم قيس أبو ليلى، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وأحمد مجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الفلسطينية، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير نبيل عمرو، ومن بين الإعلاميين سميح شبيب ونظير مجلي وهاني المصري وغيرهم.
وقد تفاوتت المداخلات بين انتقادات حادة للجزيرة، وبين تحفظ كبير من الأسلوب والشكل، والمبادرة ككل، وتخلل هذا انتقادات أيضا لشكل التفاوض، وغياب المرجعية، كما ظهرت انتقادات لشكل رد الفعل الفلسطيني على الجزيرة، إذ أكد بعض المنتقدين في هذا الإطار، على ضرورة الحفاظ على هيبة القيادة الفلسطينية، وإبداء حزم أكثر في الرد وليس الانجرار وراء مخطط قناة الجزيرة.

لدينا انتقادات على المسار التفاوضي
وقال النائب محمد بركة في مداخلته، لو أن مبادرة قناة "الجزيرة" كانت بهدف التصويب، وتصحيح مسار المفاوضات، لما رأينا هذا الكم من التحريف والانتقائية ونسب الأوراق الإسرائيلية للجانب الفلسطيني، وما رأينا هذه المشاهد على اربع أمسيات تم الإعداد لها كثيرا، لظهر بهذا الشكل الذي رأيناه، وهذا مؤشر خطير للأهداف التي تقف من وراء هذه الحملة، إن كانت من حيث المضمون أو التوقيت.
وتابع بركة قائلا، ليس بيننا أحد ليس لديه ملاحظات وانتقادات على المسار التفاوضي والبيئة المحيطة بالمفاوضات، فنحن قلنا ذلك مرارا، وحذرنا من مسألة الاعتماد المتواصل على الإدارة الأميركية واعتبارها وسيطا في المفاوضات، كما انتقدنا غياب مرجعية واضحة في دائرة القرار في منظمة التحرير الفلسطينية، كما انتقدنا مرارا عدم تفعيل المقاومة الشعبية كي تكون داعما للمفاوضات، وعدم الارتكاز فقط على بلعين البطلة وأخواتها.
ولكن من هنا، وحتى ما شاهدناه في قناة الجزيرة فهناك بون شاسع، لأن هدف الجزيرة لم يكن التصويب بل ضرب منظمة التحرير الفلسطينية، المحكومة بتوجهات أميركية من جهة، وجهات إخوانية من جهة أخرى التقت في نقطة مصالح تستهدف م.ت.ف، وللتوضيح والتأكيد، فأنا لا أتهم هذه الجهات الإخوانية بالتنسيق مع الجهات الأميركية.
وقال بركة، فهناك فضاء سياسي تملأه منظمة التحرير وهناك من يريد اخراج م.ت.ف من هذا الفضاء ليملأه، وهنا تتوضح استفادة حماس من هذا.
وتابع بركة يقول، إن هذه الحملة جاءت في الوقت الذي قالت فيه منظمة التحرير الفلسطينية للإدارة الأميركية "لا" مزدوجة، لا للمفاوضات في ظل المفاوضات، ولا للطلب الأميركي بعدم التوجه لمجلس الأمن في قضية المستوطنات، وكما يبدو أن الولايات المتحدة، كغطاء لإسرائيل سعت لمعاقبة القيادة الفلسطينية، من خلال هذه الحملة المنفلتة.
وقال بركة، إن هذا الهجوم جاء في الوقت الذي تتعزز فيه مكانة القضية الفلسطينية في الساحة الدولية، واعترافات الدول بدولة فلسطين تتوالى، وكما يبدو فإن هذا يقض مضاجع أكثر من جهة في الساحتين الدولية والإقليمية.
وأضاف بركة، أمام مشهد كهذا، لم نستغرب حالة الابتهاج في المؤسسة الإسرائيلية من الهجوم على القيادة الفلسطينية، لأنها سعت طيلة الوقت لإضعافها على الساحة الدولية فلم تنجح، وجاءت المبادرة لمحاولة أضعافها من الداخل وباعتقادي أن المؤامرة فشلت.

لا مهنية بل سياسية
وقال بركة، إننا أحيي هذا الانفتاح وهذه الصراحة التي تتجلى هنا حول هذه الطاولة، ولكن ادعو إلى عدم التساذج في التعامل مع حملة "الجزيرة" لأنها حملة ليس لها اي علاقة بالمهنية والعمل الصحفي، بل هي مخطط سياسي مدروس متعدد الأطراف، وهذا ابعد من طبيعة نقاشنا الأخوي مع القيادة الفلسطينية.