الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 11:02

من منكم بلا تعاون مع اسرائيل ، فليرجمها بحجر ؟!!!

بقلم : عكرمة
نُشر: 27/01/11 12:10,  حُتلن: 12:13

عكرمة ثابت :

زمن المزاودة الوطنية والاستزلام السياسي والإستقواء على الآخرين أو الإستخفاف بعقولهم قد ولى

محاولة استغفال عقول المواطنين والمشاهدين هي بالتاكيد محاولة بائسة لا يمكن أن تحقق أية نتائج إيجابية لمؤسسة إعلامية تتستر بالحيادية

قناة الجزيرة لديها من البرامج والعلاقات العلنية والسرية ما يتيح لها الوصول الى ما هو محرم كي تحلله لنفسها فقط

هل تستطيع الجزيرة ان تنكر وجود تعاون أمني وعسكري – فرضته وقائع ومتغيرات إقليمية ودولية - باشكال ومسميات مختلفة وآليات متعددة بين امريكا وبريطانيا واسرائيل

في سيناريوهات فيلمها الخبيث لكشف ما هو مستور ، أزاحت الجزيرة – وكما تتفاخر – الغطاء عن عورة ما تسميه " التنسيق الأمني " ظنا منها أنها تمكنت من غرس خنجرها المسموم في صدر القيادة الفلسطينية ، وزاد من وهمها الغرور بأن سيف مصداقيتها القاطع قادر على تحقيق أمنيتها في القضاء على السلطة الفلسطينية واجهزتها الأمنية ، وأنها بذلك كله تكون قد حسمت الفصل الأخير من مؤامرة الانقلاب على السلطة التي أنجزت حركة حماس الفصل الدموي منها إلا أن الجزيرة قد نسيت – وربما تناست- أن زمن المزاودة الوطنية والاستزلام السياسي والإستقواء على الآخرين أو الإستخفاف بعقولهم قد ولى ، وأن شمس الحقيقة لا يمكن حجبها بغربال " كشف المستور" المنخور والمهتوك .

هاربة من كوابيس

إن محاولة استغفال عقول المواطنين والمشاهدين هي بالتاكيد محاولة بائسة لا يمكن أن تحقق أية نتائج إيجابية لمؤسسة إعلامية تتستر بالحيادية والمصداقية كي تعبر القارات " بلا حدود " بإسم " الشريعة والحياة " ، ولكي تسير " بالاتجاه المعاكس " هاربة من كوابيس " المشهد العراقي " التي لا زالت خيوطه ماثلة في عمليات التنسيق وتبادل المعلومات الامنية بين قناة الجزيرة وقوات المارينز الامريكية المقيمة على مقربة من مقرها في معسكر السيليه وقاعدة العيديد العسكرية وذلك من خلال ضابط الإتصال الامريكي العامل في مكاتبها " غوش راشنغ " !!! وها هو الدور نفسه يتكرر اليوم في طريقة حصول الجزيرة على محاضر لجلسات تفاوض ولقاءات حوار كي تقوم باستغلالها بطريقة تثير حولها العديد من التساؤلات وإشارات الاستفهام !!! فعن أي مستور تريد جزيرة " الدقة والمصداقية " أن تكشف بعد أن غاصت ببرامجها ومنابر فتنتها المختلفة بعمق الى "ما وراء الخبر" ؟!! ما من شك أن قناة الجزيرة لديها من البرامج والعلاقات العلنية والسرية ما يتيح لها الوصول الى ما هو محرم كي تحلله لنفسها فقط ، ولديها كذلك الصلاحية الى تحريم ما هو محلل كي تبريء نفسها منه وتدين به الآخرين .

زيارة قادة اسرائيليين متطرفين لمقرها الرئيسي
وحين تقوم الجزيرة بإجترار الماضي من تاريخ التفاوض العربي الاسرائيلي ، فانها تتصرف كمن ( يرمي بيوت الناس بالحجارة وبيته من زجاج ) ، فهي إن كانت ترفض أي نوع من الحوار والنقاش مع الاسرائيليين ، فما هو تفسيرها للعلاقات التي تربطها هي بشكل خاص مع الحكومات الاسرائيلية ، وماذا تقول عن زيارة قادة اسرائيليين متطرفين لمقرها الرئيسي في قطر وإجتماعهم أكثر من مرة مع إدارتها ؟! وبشكل عام ما هو تفسيرها لطبيعة العلاقات القطرية الاسرائيلية ووجود مكاتب ثقافية وتجارية ودبلوماسية إسرائيلية في قطر ، وما طبيعة المهام التي تقوم بها هذه المكاتب ؟!!!
أما عند الخوض في تفاصيل الحلقات التي بثتها كشفا للمستور ، فقد كان الأحرى بقناة الجزيرة أن تخصص برنامجا من حلقات ومحطات حقيقية تتناول فيه معارك البطولة وغزوات الجهاد العربية والاسلامية لتحرير فلسطين وتخليص شعبها من ويلات الاحتلال ، لا أن تتستر على كل ما هو مكشوف في واقع الخنوع والإستسلام !!! لقد كان من الافضل لها عندما فتحت ملفات حساسه كالقدس واللاجئين والحصار والتنسيق الامني ، أن تقوم بفتح خزائن أسرار الحكام الذين يديرون برامجها ويرسمون لها خطط التآمر والتضليل ، كي تتعرف عن قرب على ماهية وطبيعة إتفاقيات التعاون الأمني مع قوى الاستعمار والاحتلال بالمنطقة !!

تنسيق امني واقتصادي
واذا كانت الجزيرة تعيب على شعب فلسطين وسلطتة الوطنية مسالة " التنسيق الأمني " وتعتبره وصمة عار وخيانه في جبين الاجهزة الامنية الفلسطينية ، عليها أن لا تنسى أن الشعب الفلسطيني وقيادته يقاومون ويفاوضون وحدهم قوة الاحتلال وحلفائها ، وأن كل الخيارات متاحه لديهم للتخلص من ظلم الإحتلال وبطشه ، وأنه في ظل المعادلات العالمية القائمة والتوجهات الدولية والاقليمية لاحياء السلام في الشرق الأوسط من الطبيعي ان يكون هناك تنسيق امني واقتصادي وتجاري بين الدول والحكومات التي بينها صراع ونزاع ، وطالما أن الخيار المطروح لحل القضية الفلسطينية هو خيار السلام ، فلماذا يحرم على الفلسطينيين اقامة تعاون وتنسيق مع الاسرائيليين على قضايا وإشكاليات يومية تواجههم ، في حين يسمح بذلك لدول عربية متعددة كمصر والاردن ولبنان وقطر وغيرها ؟!!!

تعاون أمني وعسكري
وعلى قناة الجزيرة أيضا أن توضح موقفها من ملف التعاون الامني والعسكري بين دول الخليج العربي - وفي مقدمتها قطر - وبين كل من اسرائيل والولايات المتحده الامريكية ، علما أن حقيقة وجود مثل هذا التعاون ماثلة للعيان وقطر لا تخفي ذلك ولا تنكر إستضافتها لاكثر من قاعدة عسكرية امريكية فوق اراضيها ، فهي منذ عام 2003 تستضيف مقر القيادة المركزية للقوات الامريكية centcom ؟!!! وهل تستطيع الجزيرة ان تنكر وجود تعاون أمني وعسكري – فرضته وقائع ومتغيرات إقليمية ودولية - باشكال ومسميات مختلفة وآليات متعددة بين امريكا وبريطانيا واسرائيل وبين غالبية الدول العربية ؟!! وعندما يتلاعب " إعلاميو البلاط الأميري في قناة الجزيرة " بتصريحات ومواقف القادة الفلسطينيين عليهم – على سبيل المثال لا الحصر - أن يوضحوا للمشاهدين موقفهم من التصريحات التي ادلى بها أمير قطر في 23 شباط الماضي وجاء فيها " اننا نتفهم موقف القادة الاسرائيليين ولا يمكننا ان نلومهم على عدم ثقتهم بالعرب لان الاسرائيليين قد رزخوا تحت التهديد لفترة طويلة ، وهم يستحقون الثناء لانهم لا زالوا يسعون وراء السلام " ؟!!!

الشعب الفلسطيني الذي قاوم وناضل ولا زال صامدا
على الجزيرة وطواقمها وكل من يقف وراء خططها وبرامجها ، أن يكونوا على ثقة تامة بأن الشعب الفلسطيني الذي قاوم وناضل ولا زال صامدا ، لن تنال من عزيمته وبطولاته وتضحياته هرطقات وتحريفات المزاودين والمتآمرين ، وأن هذا الشعب الذي لم تنعدم خيارات المقاومة لديه قد إختار طريق السلام – بعد أن مل الوعود من أدعياء المقاومة والجهاد – مصمم على المضي خلف قيادته الشرعية حتى يتحقق حلمه الوطني بالحرية والاستقلال شاء من شاء وأبى من أبى .

مقالات متعلقة