الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 14:01

سعيد بدران:اعضاء الكنيست العرب .. اين انتم ؟!

كل العرب
نُشر: 29/01/11 13:42,  حُتلن: 15:05

سعيد بدران في مقاله:

لن نسمع موقفهم فهم حتما يفضلون الحفاظ على علاقاتهم مع نظام القمع الحاكم في مصر وعلاقاتهم بالسفارة المصرية في تل ابيب

هذه الوجوه المسماة اعضاء الكنيست العرب اختفت عن ساحة الحدث في الايام الاخيرة تقريبا ، ولم تتبوء حيزا بمناقشة اخر المستجدات الساخنة

وماذا يعني امر استضافة محمد دحلان رغم علامة السؤال المثيرة التي تظلل اسمه على موائد العشاء، وكيف لنا ان نفسر استضافة عزام الاحمد واعتلاء المنبر معه

لقد اعتدنا وتعودنا ورغما عنا ان نرى وبشكل شبه دائم وجوه معظم اعضاء الكنيست العرب تدخل بيوتنا وبدون استئذان عبر وسائل الاعلام المختلفة العربية والعبرية المحلية والاجنبية ايضا تحكي تهاجم وتتباكى وتتهم اسرائيل بالعنصرية وعدم المساواة وقمع الشعب الفلسطيني الاعزل ، وهذه الوجوه التي باتت سوية مع زعامات الانظمة العربية جزء من روتين حياتنا لكثرة سنوات تربعها على الكرسي – هذه الوجوه تكاد لا تضيع فرصة في مسيرة لهاثها المتواصل والمتفاني وراء الشهرة الذاتية عبر وسائل الاعلام لتسمع صوتها وتكرر مقولاتها وشعاراتها الرنانة المحفوظة عن ظهر قلب.

وجوه اختفت
هذه الوجوه المسماة اعضاء الكنيست العرب اختفت عن ساحة الحدث في الايام الاخيرة تقريبا ، ولم تتبوء حيزا بمناقشة اخر المستجدات الساخنة على المشهد الفلسطيني الذي لعب دور بطولته العباس والعريقات وياسر عبد ربو، وكذلك الاحداث الاكثر سخونة حاليا على المشهد المصري.
لم نسمع رأي قياداتنا بوضوح وبجلاء وعلينا استثناء الحركة الاسلامية التي اعلنت موقفها على الملأ دون خوف او تردد والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الظروف بالذات: لماذا انتهجت هذه "القيادات" درب صمت الخراف ولم تطل كعادتها لتعرب عن موقفها المؤيد او المعارض لما يحدث ولما كشفته الجزيرة من وثائق ،وانا كلي ثقة على انها صحيحة، والتي تعري قيادة الادارة المدنية في رام الله وضواحيها وتفضح نواياهم ومدى تواطئهم وتنازلهم وانحدار مستواهم التفاوضي واستعدادهم للتفريط بحقوق شعبهم وبدون مقابل يذكر عدا مردودات شخصية فقط يحصلون عليها كحرية التنقل والسهر في تل ابيب.
وبما اننا ننام ونصحو على الخطاب السياسي المكرر والشعارات التي اكل عليها الزمن وشرب للاحزاب العربية وممثليها والتي تصر وتنادي على التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية يتوجب علينا التساؤل اذا كان خطابهم هذا صادقا فلماذا صمتوا ؟! لماذا لم يخرجوا ليدينوا هذه التنازلات؟ ولماذا لم يطالبوا بطرد هذه القيادة الفاسدة ؟ لماذا هذا الصمت ؟

ارتباطات عميقة
وصمتهم أي صمت الخراف هذا مريب ولا يمكن ان نستخلص منه الا نتيجة واحدة وهو خوف هذه القيادات وخشيتها انها لو فعلت ذلك لاقدمت رموز الفساد بسلطة رام الله ايضا على فضح المستور . ومن يدري ؟ لربما هناك امورا وارتباطات عميقة لا نعرفها حاليا بين الجانبين أي بعض اعضاء الكنيست العرب وبين تجار الوطن القادمين من رحم سلطة اوسلو. وهذا ليس سرا ان الكثير من قيادات عرب اسرائيل وخاصة اعضاء الكنيست، هي جزء فعال ومحوري في اللعبة السياسية في ساحة المشهد الفلسطيني ولاعبين لهم ثقلهم في منظومة الشرق الاوسط الحديث وفق رؤيا شمعون بيرس، والفوضى الخلاقة التي ثبت جذورها في هذه المنطقة الكاوبوي الامريكي ، ولذا رأينا تجنب الكثير من هذه القيادات الخوض بقضايا اسلامية كقضية الانقلاب الذي قاده عباس على شرعية حماس بعد انتخابها بانتخابات ديموقراطية ونزيهة وفق ما شهد به المراقبون الدوليون ولكن بعضهم اقام الدنيا ولم يقعدها حين سيطرت حماس على قطاع غزة واتهموها بتنفيذ انقلاب على السلطة ولم يتطرق احدهم لدور دايتون ودحلان. وظهر جليا للملأ تجانس مواقفهم مع المواقف الاسرائيلية الرسمية ومواقف السلطة. وماذا يعني امر استضافة محمد دحلان رغم علامة السؤال المثيرة التي تظلل اسمه على موائد العشاء ، وكيف لنا ان نفسر استضافة عزام الاحمد واعتلاء المنبر معه سوية لمهاجمة حماس واتهامها بتنفيذ انقلاب وعدم ذكر اسم دايتون بتاتا ؟
ومن هنا علينا الانتظار وليس طويلا حتى تتجلى الكثير من الحقائق وخاصة حقيقة العلاقة التجارية بين قيادات عرب اسرائيل ورجالات السلطة وعلى وجه الخصوص دورهم بالسمسرة ما بين الشركات التجارية الاسرائيلية وبين المنتفعين من بارونات رام الله.
واخيرا ، لا بد ان نذكر باننا لم نسمع موقف الكثير من اعضاء الكنيست العرب الصريح والقاطع بشأن ما يجري في مصر ، واكاد أن اجزم انهم لن يفعلوا ذلك .
فمن سافر الى طرابلس بطائرة العقيد وامعن في مديحه لن يرتدي زيا مخالفا ويتجرأ على انتقاد ديكتاتور مصر ، والذي تم انتخابه بالطريقة التي انتخبوا بها تقريبا ومنهم من كاد ان يساوي سنوات تمسكه بالكرسي لسنوات مبارك على العرش المصري.
لن نسمع موقفهم فهم حتما يفضلون الحفاظ على علاقاتهم مع نظام القمع الحاكم في مصر وعلاقاتهم بالسفارة المصرية في تل ابيب ومواصلة دعوة موظفيها للولائم والمناسبات المختلفة . يسفضلون ذلك على اتخاذ موقف صارم والنزول الى المواطن الباحث عن الحرية في شوارع الشعوب العربية المكبوتة والقابعة تحت سيطرة انظمة الحكم القمعي الفاسدة .

مقالات متعلقة