لجنة المتابعة: التراجع في قضية العراقيب هو تراجع عن أراضي النقب

وصلت قضية العراقيب أمس، الأحد، إلى مرحلة خطيرة جديدة، عندما أقرت المحكمة المركزية الإسرائيلية في بئر السبع أن أهالي العراقيب مخالفون للقانون مما يعني أن الهدم سيستأنف في أية لحظة. إلا أن المحكمة أوصت بأن لا تقوم السلطات المختصة بتحريش الأرض لأن ذلك يعني فرض وقائع على الأرض قبل الوصول إلى تسوية الأمر الذي رأى فيه محامي الدفاع ثغرة تمكن أهالي العراقيب من تصعيد الحملة الجماهيرية والتوجه الى المسؤولين الإسرائيليين للضغط عيهم للتراجع عن تنفيذ سياسات الهدم المستمرة.

مواجهة المخططات الاسرائيلية
وفي الوقت الذي كانت المداولات جارية في المحكمة حول قضية العراقيب، كان المئات من عرب النقب والشمال يتجمعون في ساحة المحكمة في مظاهرة صاخبة ويهتفون ضد سياسات الهدم والعنصرية الصهيونية، ويدعون الى التمسك بالبقاء والوجود مما اضطر قضاة المحكمة إلى الطلب من منظمي المظاهرة التوقف عن الهتافات بحجة أنها مزعجة. غير أن المتظاهرين واصلوا الهتاف وألقيت كلمات من قيادات الجماهير العربية من أحزاب وأعضاء كنيست؛ السيد محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة والشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية، وعوض عبد الفتاح أمين عام التجمع، ومحمد نفاع سكرتير عام الحزب الشيوعي، ورجا اغبارية سكرتير عام حركة أبناء البلد، وأيمن عودة، سكرتير الجبهة وآخرون. وأكد جميعهم على ضرورة مواصلة النضال والتماسك والوحدة في مواجهة المخططات الاسرائيلية الاقتلاعية.
هذا وحضر وفد كبير من التجمع الوطني الديمقراطي من الشمال شمل رئيس الحزب، واصل طه، الذي تواجد مع عدد من القيادات في قاعة المحكمة. وعوض عبد الفتاح، أمين عام الحزب ونائب الأمين العام مصطفى طه وأعضاء المكتب السياسي جمعة زبارقة، محمد نعامنة، وائل عمري، وعز الدين بدران وعبد الكريم عتايقة عضو اللجنة المركزية ومنى الحبانين مركزة اتحاد المرأة في النقب ، وإحسان مراد الناشط التجمعي ومركز حركة الحرية للحضارة العربية وعدد من قيادات الفروع والنشطاء، اضافة الى حضور ملفت من فرع التجمع في الناصرة حيث حضر العشرات من اعضاء الفرع.

التصدي للمخطط الاسرائيلي
وفي اجتماع عقدته لجنة المتابعة في خيمة الاعتصام في المساء على أرض العراقيب المهددة لإجراء قراءة في قرار المحكمة وأبعاده والخطوات المطلوب اتخاذها أجمع المتحدثون على أن التراجع في قضية العراقيب معناه تراجع في قضية أراضي النقب برمتها. وقدموا اقتراحات عديدة تهدف من بين أمور أخرى الى تفعيل المزيد من الأوساط والأطر والمؤسسات في النقب في التصدي للمخطط الاسرائيلي، ومنها إشراك المجالس المحلية وطلاب المدارس، واللجان الشعبية في القرى غير المعترف بها. هذا وقد أسمع العديد من النشطاء نقدًا على تقصير وغياب هذه المؤسسات عن هذه القضية. ويذكر أن أمين عام التجمع كان قد دعا في تصريح للصحافة ينتقد هذا التقاعس والغياب، ويدعو الى تفعيل جميع هذه المؤسسات والأطر في الذود عن عرب النقب وأراضيهم وقراهم.
وتعليقًا على قرار المحكمة الجائر، تساءل عبد الفتاح أثناء اجتماع المتابعة حول جدوى مواصلة اللجوء إلى المحاكم الإسرائيلية بخصوص قضايا الأرض، واقترح أن تجري في وقت لاحق قيادات الجماهير العربية بالتعاون مع رجال القانون إعادة نظر بصورة جدية في العمل القانوني. ودعا الى جانب قيادات أخرى إلى تطوير آليات النضال الشعبي ومواصلة تصعيده كونه الأسلوب الرئيسي القادر على إحداث تغييرات في السياسات.
وأيضًا أكـّد الشيخ رائد، رئيس الحركة الإسلامية، في الاجتماع على ضرورة أن يتفاعل أهالي النقب مع الحدث بصورة أكبر. واقترح أن يقوم أئمة المساجد أيضًا بهذا الدور، أي حث الناس على زيارة العراقيب والمشاركة في المظاهرات وفي غيرها من الخطوات والنضالات، وطالب بأن تـُنظم زيارات لطلاب المدارس الى قرية العراقيب.
أما جمعة زبارقة، فقد شدّد على العلاقة بين قضية العراقيب وقضية عشرات القرى غير المعترف بها باعتبارها جميعًا عنوانًا واحدًا مستهدفًا من جانب الدولة العبرية لتصفية الوجود القومي لفلسطينيي النقب.
وأضاف: "أنا أعتقد، وغيري أيضًا، أن توصية المحكمة بعدم تحريش الأرض، رغم تواضعها، لم تكن لتصدر لولا صمود الأهل وإصرارهم على البقاء في الأرض، ولكننا نستطيع أن نعمل الكثير لصدّ المخطط".