الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 07:02

والدة الأسير أبو سير: لن أشعر باليأس لأن سامر وعدني بتعويضي عن سنوات العذاب

كل العرب
نُشر: 23/01/11 10:57,  حُتلن: 19:16

الاسير دخل عامه الاعتقالي الرابع والعشرين

ام عامر:

عندما انظر له لا استطيع حبس دموعي وابدأ بالبكاء، منذ 23 عاما لم اغير هذا الامر

اجرى سامر قبل فترة عملية جراحية، لكن حالته الصحية لم تتحسن وحتى اليوم يحاجة لرعاية صحية لمتابعة جرح عمليته لكن الادارة تهمل علاجه

يحمل كل شهر من شهور السنة، قصصا تروي حكايات اعتقال شبان مقدسيين. ولحكاية كل منهم تفاصيل مختلفة، الا انهم جميعا يتميزون بحبهم لوطنهم، وعشقهم لمدينتهم. مدينتهم التي اشتاقوا للصلاة في أقصاها، والتجول في أزقة بلدتها القديمة، والتمتع برؤية حجارة سورها شامخة صامدة، تقف امام كل اشكال الاحتلال.
تمضي الايام والاشهر والسنوات ببطء شديد في حياة الحاجة المقدسية "ام حاتم" وكأن دورة الزمن تشارك الاحتلال في فرض حياة المعاناة عليها وعلى أسيرها سامر أبو سير (46 عاما)، فتتحدى السجان وترفض الاستسلام، حتى لا تتأخر وهي في اشد اوضاعها الصحية صعوبة عن رؤية ولدها الحبيب الذي لا تتوقف عن الدعاء له، فتنهض كل صباح لتبدأ يومها بمخاطبة صورته، ولا يغمض لها جفن قبل ان تنظر اليها، ليكون سامر رفيق احلامها وكلها امل ان تسمع خبر الافراج عنه مع شروق شمس النهار الجديد، وهذا هو حالها منذ 23 عاما.
وقالت الحاجة "ام حاتم": "في كل لحظة يتجدد الامل لدي ويكبر رغم كل المعاناة والاحزان، لن استسلم او اشعر باليأس لان سامر وعدني بالعودة وتعويضي عن سنوات العذاب، وفي كل زيارة عندما ابكي يرفع معنوياتي، ويبشرني بقرب تحقق الحلم، وانا واثقة انه سيفي بوعده بإذن الله تعالى.
سامر الذي ولد في 27-3-1965، وبدأ اليوم عامه الرابع والعشرين في الاسر يشكل نبض الحياة لوالدته الصابرة التي حرصت على ان تتزين جدران منزلها المتواضع في مخيم شعفاط بصوره التي تبشرها بعودته.
في كل مناسبة، تجمع "ام حاتم" احفادها الذين لم يعرفوا عمهم وخالهم الا من خلال الصور لتتحدث عن سيرته ونضالاته وتضحياته، وقالت: "كان شابا متميزا برزت لديه معالم الانتماء لشعبه وقضيته في مرحلة مبكرة، وعلى مقاعد الدراسة كان يحرص على التعليم وتأدية واجبه الوطني بسرية، فقد كان كتوما ويعمل بصمت، لذلك كانت قوات الاحتلال له بالمرصاد فلم تكتمل فرحتنا بعد نجاحه بالثانوية العامة والتحاقه في جامعة البولتيكنيك بالخليل بسبب اعتقاله.

أيام لا تنسى
ورغم تقدمها بالسن وذكريات العذاب المريرة، فانها لم تنسى تاريخ 22-1-1988 الذي تغيرت فيه كل حياتها، وقالت: "في ذلك اليوم داهمت قوات الاحتلال منزلنا واعتقلت سامر، بتهمة العضوية في خلية فدائية تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نفذت عدة عمليات فدائية، وزعمت قوات الاحتلال انها عثرت على السلاح الذي نفذت فيه احدى العمليات في منزلنا، فعزل ونفي ونقل من سجن لاخر حتى حكم بالسجن مدى الحياة.
الحاجة "ام حاتم" التي تجاوزت العقد الثامن تحفظ اسماء السجون التي تنقل بينها سامر، وأضافت: في كل سجن نقل اليه سامر، كان هناك حكاية صمود بدأت بالمسكوبية وانتهت في عسقلان الذي يقبع به حاليا.
واوضحت: "شاءت ارادة الله ان يفقد سامر العديد من الاحبة من أفراد العائلة خلال فترة اعتقاله فرحل شقيقه إبراهيم، وأخواته نجاح وبدرية، وحرم من رؤيتهم ووداعهم والمشاركة في تشييعهم، واصابه الحزن والالم لكنه سرعان ما تجاوز تلك المحن بفضل صلابته وما يتمتع به من معنويات عالية.
ويحظى سامر بمكانة مميزة في اوساط افراد اسرته، والجميع يحبه ويعتز ببطولاته، وجمعته علاقة اخوة وثيقة مع زوجة شقيقه "ام عامر" التي قالت: "انه بطل حقيقي ومعطاء بلا حدود، ترك بسلوكه واخلاقه ووطنيته بصمة في حياة كل فرد من اسرتنا، ووالدته لا تتوقف عن البكاء لغيابه، وهي ترفض ان تشاركنا لحظات الفرح لان الفرح بالنسبة لها عنوانه سامر، وقد تزوج خلال اعتقاله شقيقته وابناء اشقائه وشقيقاته وهم اليوم اباء والجميع يتحدث عنه ويتمنى تحرره.
لحظة صعبة جدا
واضافت: "سامر كان يرعى ابنتي نهلة التي ولدت لتكون اول حفيدة للعائلة، وكان بمثابة الاب الثاني لها، وعلاقته قوية بها ورغم سجنه لم يتوقف عن التواصل معها برسائله التي تعبر عن محبته لها، ونهلة من صغرها وهي تردد جملة واحدة (عمي سامر بطل)، هي اليوم مهندسة معمارية ومتزوجة، ومازالت تتمنى اللحظة التي يعود فيها عمها البطل اليها.
ووسط معاناتها اثر اعتقال سامر، كانت الوالدة على موعد مع جرح آخر عندما اعتقل نجلها حازم بعد فترة وجيزة من اعتقال سامر، وقالت: "حكم حازم بالسجن لمدة 3 سنوات، واصبحت معاناتي مضاعفة فقد كان سامر محتجزا في نفحة وحازم في شطة، واحيانا كانت زيارتهما تحدد في موعد واحد، عندها كنت ابكي لان زيارة احدهما ستحرمني من الاخر.
واضافت: "روى لنا حازم لحظة لقائه بسامر بعد موافقة الادارة على جمعهما في اخر سنة من اعتقاله، قائلا: "عندما التقيت مع سامر في ساحة السجن بعد فراق لسنوات طويلة ركضت نحوه ودموعي تنهمر من شدة الفرحة. كانت لحظة صعبة جدا، حينها عانقنا بعضنا بشدة، ثم أخذنا ندور حول أنفسنا في الساحة، وبقية الأسرى يصفقون لنا.
استبشرت الوالدة خيرا بتحرر حازم بعد انهائه محكوميته، وصارت تنتظر الاخبار عن صفقات التبادل، وقالت: "كنا ومازلنا ننتظر تحرير سامر ورفاقه الاسرى، وكانت الصدمة الاكبر عقب اتفاقات اوسلو، فقد استثنت سلطات الاحتلال اسرانا منها ورغم ذلك تأملت كثيرا عندما سمعت نبأ الافراج عن الأسرى في صفقة تبادل الأسرى التي جرت بين حزب الله وإسرائيل في عام 2004، لم أنم ليلتها من شدة شوقي لسماع نبأ الإفراج عن سامر، ولكن عملية التبادل لم تتطرق لملف أسرى القدس واستثنتهم هي الأخرى كسابقاتها، وسرعان ما انتهت فرحتي، ولم يعد بعدها عندي أي أمل بالافراج عنه وأنا على قيد الحياة.
ويعتبر سامر احد عمداء الاسرى وقادة الحركة الاسيرة، تحدى ظروف الاعتقال والمرض في سجنه وتابع تعليمه وحصل على الثانوية العامة والتحق بالجامعة ولكن ادارة السجون مارست كل الاساليب للتضيق عليه وحرمانه من مواصلة تعليمه.
شهادة صديق
وقال الاسير المحرر راسم عبيدات، صديق سامر: "التقيت سامر مرتين في عام 2001 في سجن عسقلان وعام 2006 في نفس السجن، كان كما عهدته ذلك الإنسان المنظم، حيث يواظب على الرياضاة لصباحية، ويحرص على المطالعة والتواصل مع الهموم العامة للأسرى من خلال التفاعل في ساحة "الفورة"، أو الزيارات بين الغرف والأقسام
وأضاف: "رغم قساوة وشدة الظروف إلا أن سامر لم يستنكف يوما عن أدائه لواجبه، بل كان دائما قائدا تنظيميا من طراز خاص، فتراه دائما يقود الجلسات التنظيمية ويثقف هذا الشبل أو ذاك الأسير المستجد، وهو أحد الأرقام الإعتقالية المعروفة لإدارات سجون الاحتلال، والتي كانت تحرص على نقله من سجن لآخر، للحد من دوره وتأثيراته في المعتقل وبين مجموع الأسرى.
ويعاني سامر حاليا من أمراض عدة أبرزها قصر النظر، ومشاكل في العمود الفقري، واضافت "ام عامر": اجرى سامر قبل فترة عملية جراحية، لكن حالته الصحية لم تتحسن وحتى اليوم يحاجة لرعاية صحية لمتابعة جرح عمليته لكن الادارة تهمل علاجه.
وفي ذكرى اعتقاله، قالت والدته وهي تبكي: "زرته الاسبوع الماضي، وعندما انظر له لا استطيع حبس دموعي وابدأ بالبكاء، منذ 23 عاما لم اغير هذا الامر، ابكي لحظة رؤيته، محبوسا خلف القضبان، لا املك سوى الدعاء لله ليفك اسره واسر جميع الاسرى، لذلك اقول لسامر في ذكرى اعتقاله "نحن مازلنا ننتظرك وكلنا ثقة ان النصر قريب ومهما طال الزمن ستعود الينا وسأحتضنك وافرح بك وبزفافك، وادعو الله ان يطيل بعمري لاعيش تلك اللحظة.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
235850.95
BTC
0.51
CNY