فتح الله غنيم استعرض الاسباب التي وقفت وراء تشكيل رابطة متقاعدي شركة كهرباء القدس 

المتقاعدون في الدول الغربية يحصلون على الكثير من الامتيازات ويحيون حياة حقيقية مطمئنة وتتابع مؤسساتهم فعالياتهم وتعمل على تطويرها

تناول صالون الاحد الثقافي في مقهى الكتاب – المكتبة العلمية بالقدس الذي ينظم شهريا بالتعاون مع نادي الصحافة المقدسي- نقابة الصحفيين الفلسطينيين ظاهرة المتقاعدين وخاصة في مدينة القدس من خلال استضافة عدد من المتقاعدين الذين خدموا لعشرات السنين في شركة كهرباء محافظة القدس والذين طالبوا بأهمية احتضان ورعاية المتقاعدين في مختلف مجالات الحياة والاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم التي اكتسبوها طوال سنين حياتهم التي افنوها في الخدمة العامة. !

 

واستشهد رفعت ناصر الدين احد مؤسسي رابطة الوفاء لشركة الكهرباء بآيات قرآنية تحض على رعاية كبار السن وتكريمهم وتأمين حقوقهم معربا عن فخره في خدمة المجتمع من خلال سنوات عمله الطويلة في شركة الكهرباء. واوضح ان المتقاعدين قضوا حياتهم في بناء الوطن ورغم كل الاغراءات استمروا في خدمة المواطن الفلسطيني من خلال شركة الكهرباء العريقة .. ووصف التقاعد بأنه بدء حياة جديدة ، نافيا العبارة التهكمية " مت قاعدا" .. فا! لتقاعد هو استمرار للحياة باشكال اخرى من العطاء النافع والمفيد .. والمتقاعدون ارسوا قواعد العمل وتحملوا المسؤوليات الكبيرة وحققوا المنجزات العظيمة بخبراتهم وعلموا الاجيال اللاحقة كيف يكون العطاء والوفاء .! وميّز ناصر الدين بين عدة انواع من المتقاعدين خاصة اولئك الذين يحتاجون الى الرعاية والعناية وبين من عملوا في مؤسسات رسمية واخرى اهلية وغيرهم ..! وقارن بين طبيعة الاهتمام بالمتقاعدين في المجمتعات الغربية والمجتمعات العربية اذ ان هناك فرقا شاسعا من حيث الاهتمام وتوفير الرعاية للمتقاعدين في العالمين الغربي والعربي.

ممارسة النشاطات
وقال ان المتقاعدين في الدول الغربية يحصلون على الكثير من الامتيازات ويحيون حياة حقيقية مطمئنة وتتابع مؤسساتهم فعالياتهم وتعمل على تطويرها في حين يعيش المتقاعد العربي حياة بؤس وضنك وعذاب ويعاني من مرارة الحياة . وطالب بضرورة احتضان المتقاعدين في وطننا من خلال توفير مقر خاص بهم يمارسون فيه نشاطاتهم وبرامجهم الاجتماعية والثقافية والترفيهية وغير ذلك. واشار الى! ان بعض المتقاعدين لم يتم حتى تكريمهم قبل الوفاة واعرب عن امله في ان يتم تأسيس نادي او مركز ترفيهي يشملهم برعايته ويقضون فيه اوقات نافعة مفيدة لهم ولمجتمعهم . وشكر نادي القدس الذي استضافهم اكثر من مرة في مقره . كما اقر بأن شركة كهرباء محافظة القدس قد حققت بعض المكاسب للمتقاعدين مثل امتيازات في التعرفة وان تكون اول وظيفة من حصة ابناء المتقاعدين .

الايفاء الوعود
واستعرض فتح الله غنيم الاسباب التي وقفت وراء تشكيل رابطة متقاعدي شركة كهرباء القدس منذ اواسط عام 2005 حيث تبلورت الفكرة بعد عدد من اللقاءات ليصار الى انتخاب لجنة او هيئة ادارية من سبعة اشخاص واختيار اسم رابطة اوفياء شركة محافظة القدس والتي حددت عددا من الاهداف من بينها تقديم العون والمساعدة للاعضاء واسرهم وأن تكون سندا للشركة الام في مواجهة اية اشكالات وهي ذات طابع اجتماعي وتقدم خدمات ثقافية وصحية لاعضائها وتضع الدراسات من خلال التعاون مع ذوي الاختصاص وعقد الاتفاقيات الفردية والجماعية وتنسيق العلاقات والمشاركة في الفعاليات العامة والخاصة . وقال ان الفكرة لقيت الدعم والتشجيع من العديد من الشخصيات والقطاعات كما لاقت التأييد من ادارة الشركة في البداية وتم تقديم عدد من الوعود من حيث تأمين المقر اللازم ، ولكن للاسف تراجعت ادارة الشركة لاحقا عن الايفاء بهذه الوعود دون بيان الاسباب سوى الوضع المالي الصعب الذي تمر به الشركة. وتطرق غنيم الى حصولها على ترخيص من الداخلية الفلسطينية وتسجيلها وفق احكام نظام الجمعيات الخيرية. ونوه كذلك الى الاجتماعات واللقاءات التي عقدتها مع المحافظ وعدد من الشخصيات الفلسطينية المسؤولة وبعض النشاطات الاجتماعية والفعاليات التي شاركت بها اضافة الى المتابعات مع وزارة الطاقة الفلسطينية.

الاستعداد لتقديم الخدمات لاجيال المستقبل
وركّز عبد الحافظ وادي على اهم الاهداف التي تسعى اليها الرابطة وهي ايجاد اندية او بيوت رعاية خاصة يقضي فيها المتقاعدون اوقاتهم واعلان الانتماء الى شركة كهرباء القدس من خلال التمسك برابطة اوفياء شركة كهرباء القدس التي تؤكد انتماءنا للشركة الام التي قضينا فيها عشرات السنوات من العمل وقمنا باعالة اولادنا وتربيتهم من خلال العمل فيها وسوف نظل نشعر بالانتماء لها طوال حياتنا .." ويجب ان نذكر انه منذ عام 2000 حتى اليوم تقاعد من الشركة قرابة 80 موظفا حصلوا على كافة حقوقهم وهم رهن الاشارة في حال الحاجة لهم، لمساعدة شركتهم .." .. لذك سوف نستمر في التواصل فيما بيننا كمتقاعدين والقيام بالزيارات في الافراح والاتراح كما اننا على اتم الاستعداد لتقديم الخدمات لاجيال المستقبل من الموظفين ومساعدتهم وارشادهم وفق مقولة " غرسوا فأكلنا .. ونغرس فيأكلون" .

 المساهمة في خدمة وطننا
واستبعد خليل فتيحة تحقيق اية برامج حقيقية للمتقاعدين في ظل غياب دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة حقيقية . ودعا الى التوجه للسلطة الوطنية الفلسطينية ومطالبتها بمسؤولية اكبر من حيث المحافظة على المؤسسات المقدسية . وقال نحن نعتز ونفتخر باننا عملنا في شركة الكهرباء وسنبقى ندعمها ماديا ومعنويا .. " نحن سلمنا الراية للشباب .. ولكننا نطمح بأن نظل اوفياء وحاملين لراية الاستمرارية الحياتية..صحيح اننا ادينا وحملنا الكثير من المسؤوليات ولكننا ما زلنا قادرين على المساهمة في خدمة وطننا ومجتمعنا في مجال ! عملنا السابق وخبراتنا المتراكمة . ونحن نقول اذا صلح الفرد صلحت الاسرة واذا صلحت الاسرة صلح المجتمع ..! لذلك يجب المحافظة عل الفئة المتقاعدة في جميع مؤسساتنا . وندعو الى ان لا يكون هناك عاجزين في مجتمعنا .. وان تقام دولتنا في اقرب وقت ممكن " ..!

البقاء والإستمرار
ودعا المتقاعد موسى عرفات الى اطار داعم للمتقاعدين في القدس وغيرها من خلال اعتبار المتقاعدين اعضاء وموظفين في وزارة الطاقة الفلسطينية . واشار الى ان هناك من أستشهد وهو يعمل في شركة الكهرباء مما سمح لها بالبقاء والاستمرار .. لذا يجب تقدير هذه التضحيات والعمل على دعم ورعاية هذه المؤسسات المقدسية الوليدة . واعتبر ان تهميش كبار السن والمتقاعدين ليس من قيم المجمتعات المتطورة والمتحضرة على الاطلاق بل ان الم! جتمعات المتحضرة تحافظ عليهم وتكفل لهم ما يلزمهم .. وبدلا من ان ينتظر المتقاعد اليوم الذي سوف يموت فيه.. يجب ان نزرع في نفسه الامل بامكانية العطاء وخدمة المجتمع حتى في هذه المرحلة العمرية المتقدمة..! ولفت الى ما تصنعه مؤسسات الطرف الاخر من اهتمام ورعاية بالمتقاعدين من رعاية وبرامج رحلات واستجمام بل وتعيين بعضهم مستشارين في مجالات اختصاصهم . وقال لقد ساهمنا في بقاء الشركة حتى مجيء السلطة الفلسطينية ، وهذا يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار. كما اقترح ارسال وفود التضامن الى المناطق الساخنة في حي البستان والشيخ جراح للوقوف مع قضايا قدسنا وشعبنا .

المؤسسة هي تقاعدية
وأكد محي عبد السلام انه في اللحظة التي حصلت فيها الرابطة على ترخيص من السلطة الوطنية فقد اصبحت مؤسسة رسمية من مؤسسات القدس يجب ان تعامل وفق ذلك من تقديم الميزانيات اللازمة التي تضمن استمراريتها وتفعيلها..! وبما ان المؤسسة هي تقاعدية يجب ان يتم البحث عن مشاريع خاصة لتطوير قدراتها ونشاطاتها. وطالب بضرورة عمل دراسات لمشاريع معينة والبحث عن مصادر تمويل ذاتي لتفعيل نشاطات الرابطة وفرض نفسها على ارض الواقع! . وقال ان المتقاعدين هم من الذين يصنعون الهيئات الخاصة بهم ولا ينتظرون منة من احد .

امكانية تجنيب الاجيال الحالية
وتساءل الكاتب محمد موسى سويلم عن امكانية تجنيب الاجيال الحالية من الموظفين المرور في هذه التجرية المريرة للمتقاعدين من خلال التفكير والتحضير في ما نصنع لابنائنا قبل ان يصلوا الى هذا الوضع الصعب؟ وقال لقد بدأنا من الصفر وعلينا الاستمرار والعمل مع الموظفين الجدد منذ الان لانجاز الاندية الثقافية والاجتماعية والترفيهية وغيرها كما دعا الى اجراء اتصالات مع متقاعدين من مؤسسات اخرى لتوسيع دائرة الحراك الاجتماعي للمتقاعدين. الامر الذي اثنى عليه عماد منى صاحب المقهى الثقافي الذي رأى ان 137 عض! وا متقاعدا في الرابطة يشكلون كتلة كبيرة ضاغطة .. فكيف الحال اذا توسع هذا الامر الى اكبر من ذلك؟ ودعا المتقاعد رضا عبد اللطيف الى توحيد جمهور المتقاعدين في كافة المؤسات المقدسية ليشكلوا قوة ضاغطة ومؤثرة. وكان اللقاء قد استهل بالوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على ارواح الشهدا بمناسبة مصادفة ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني 9 كانون ثاني . وادار الحوار محمد زحايكة رئيس ناي الصحافة المقدسي.