المطران عطاالله حنا في خطابه:

الآلام والأحزان التي نعاني منها في هذا الشرق نتيجة هذا العنف والقتل العشوائي لا يجوز أن تجعلنا نيأس ونخاف ونهاجر

 يبدوا أنهم يريدون أن تبقى منطقة الشرق الأوسط خالية من المسيحيين ويريدون من خلال أفعالهم الشيطانية أثارة الفتن والصراعات الدينية وتفكيك الأمة العربية

من قلب كنيسة القيامة نخاطب المسيحيين في مشرقنا العربي ونقول لهم لا تخافوا فأنتم في وطنكم وكنيستكم هي كنيسة وطنية لأنها أنطلقت من هذه البلاد ومن هذه البقعة المقدسة

أقيم صباح يوم أمس الأحد قداس إحتفالي في كنيسة القيامة في القدس بمناسبة الأحد الذي بعد عيد الميلاد حيث ترأس الخدمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس يعاونه رهط من الكهنة والشمامسة.

وتحدث سيادة المطران في عظته عن النص الأنجيلي الذي يتحدث عن لجوء العائلة المقدسة الى مصر هربا من بطش هيرودس ، وقال سيادته بأن قلوبنا يعتصرها الألم والحزن على ما ألم بأخوة لنا في الأيمان في مصر حيث قتلوا بطريقة همجية في هذه الفترة الميلادية المباركة.

العنف والقتل
وقال سيادته بأن هذه الآلام والأحزان التي نعاني منها في هذا الشرق نتيجة هذا العنف والقتل العشوائي لا يجوز أن تجعلنا نيأس ونخاف ونهاجر ، فمن يقومون بهذه الأفعال الشريرة يريدون ترهيبنا وتخويفنا وأثارة الذعر في صفوفنا وبين ظهرانينا.

تفكيك الأمة العربية
وتابع: يبدو أنهم يريدون أن تبقى منطقة الشرق الأوسط خالية من المسيحيين ويريدون من خلال أفعالهم الشيطانية أثارة الفتن والصراعات الدينية وتفكيك الأمة العربية ، أنها مؤامرة خطيرة نسأل الله أن تفشل بحكمة المسؤولين الدينيين والمدنيين الذين يجب أن يفعلوا ويتصرفوا بمسؤولية لأن الخطر محدق بنا جميعا ولا يستثني أحد على الأطلاق.

لغة التحريض والتكفير
وأكد: الشر الذي حدث نأمل أن يؤدي الى حالة من الصحوة والوعي والحكمة ونأمل ونتمنى أن يحدث شيئا صالحا بعد هذا الشر الذي شاهدناه بأم العين ، فيدرك الجميع وخاصة رجال الدين وكل المسؤولين بأن خطابنا الديني والسياسي يجب أن يكون خطابا بعيدا عن لغة التحريض والتكفير والأساءة للأخر. فهذا الأخر هو أخ بالنسبة اليك في الأنتماء الى الوطن والأنتماء الى الأسرة الأنسانية. نحن بحاجة الى أنتفاضة فكرية في كثير من المفاهيم والمصطلحات والخطابات ، نحن بحاجة الى وعي ومسؤولية وحنكة لكي يكون خطابنا موحدا لا مفرقا وجامعا لا مثيرا للفتنة والأنشقاقات.

التعددية الدينية
وقال حنا: نحن أمة عربية واحدة وأن كانت عندنا تعددية دينية ومذهبية ، فالتعددية الدينية لا تعني بأننا لسنا واحدا. ومن قال أن الذين يصلون في كنائسهم وأولائك الذين يسجدون في مساجدهم ليسوا أخوة. ألسنا أبناء وطن واحد ولغة واحدة وثقافة واحدة؟ حادث الأسكندرية الأليم يجب أن يلقن الكثيرين درسا بأن التطرف مرفوض والعنصرية مرفوضة ومن يعتدي على الكنيسة أنما يعتدي على الأمة بأسرها كما أن من يعتدي على المسجد يعتدي على الأمة باسرها ايضا.

طوبى لكم أذا أضطهدوكم من أجل أسمي
وقال سيادته: "من قلب كنيسة القيامة نخاطب المسيحيين في مشرقنا العربي ونقول لهم لا تخافوا فأنتم في وطنكم وكنيستكم هي كنيسة وطنية لأنها أنطلقت من هذه البلاد ومن هذه البقعة المقدسة. لا تتقوقعوا وليكن ردكم على الشر بالمحبة والمسامحة لأن ديننا يمنعنا أن نقابل الشر بالشر والظلم بالظلم. وتذكروا القول الأنجيلي : "طوبى لكم أذا أضطهدوكم من أجل أسمي".

عناصر فعالة في أوطاننا
وأضاف: أنهم يريدوننا أن نعيش في عزلة وردنا هو أن نكون عناصر فعالة في أوطاننا وفي مجتماعاتنا وأن نكون فعلة خير وتفاني وتضحية. نحن في فلسطين جزء أساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني وعلينا أن نبقى معا وسويا مسيحيين ومسلمين عاملين من أجل خير الأنسان والأرض والوطن والمقدسات.

صامدون في كنائسنا
وختم سيادة المطران عطا الله حنا بالقول: أحداث الأسكندرية وقبلها أحداث بغداد لا يجوز أن تفقدنا الأمل ، فما دام هنالك أيمان هنالك أمل. بأن المستقبل سيكون أفضل من اليوم. رحم الله الشهداء ورحم الله الأحياء أيضا لأننا جميعا بحاجة الى رحمة الله ومعونته وتعزيته وقوانا الرب الله لأن نكون صامدين في كنائسنا وفي وطننا وأن ندافع عن فلسطين وعن القدس لأننا نؤمن بعدالة هذه القضية.