عقد في قاعة المركز الجماهيري في مدينة باقة الغربية، يوم دراسي للتباحث في سبل دمج جمهور المعاقين في المجتمع، وذلك على شرف الاسبوع العالمي من اجل المعاق، بحضور العشرات من جمهور المعاقين من المثلث والجليل والنقب، وكذلك العديد من العاملين الاجتماعيين، المركزين، المختصين والعاملين في اقسام الرفاه الاجتماعي في السلطات المحلية، وتم التباحث في سبل دمج المعاقين في الحياة الاجتماعية، من خلال توسيع تطبيق برنامج مجتمع متاح والذي ينفقذ في الوسط العربي، بالتعاون ما بين شركة المراكز الجماهيرية،  ووزارتي العمل والصحة ومؤسسة التامين الوطني. وشمل ذلك محاضرات، واستعراض لاحتياجات المعاقين والخدمات التي تقدم لهم والمشاريع التي تخصص لهم، وجرد شامل عن هذه الفعاليات قدمها كل من ايمان عثامنة مدير قسم الرفاه في بلدية باقة جت، وكذلك محاضرة لكل من العاملة الاجتماعية فتحية ابو رقية، والمركز فادي مواسي، وكذلك محاضرة للشيخ محمد امارة حول نظرة وتعامل الدين الاسلامي مع جمهور ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما قدمت مختصة التغذية ملاك بيادسة محاضرة ، حول سبل التغذية السليمة، والقيم الغذائية التي يحتاجها المعاق للحفاظ على صحته. 

وشمل ذلك كلما ترحيبية، لكل من خيام قعدان مدير عام بلدية باقة –جت، والذي تطرق الى مدى تعاون البلدية، ومساعيها لرصد الميزانيات واستثمارها لجمهور ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما اشار الى ضرورة ان يقوم رجال الاعمال بالتبرع من اجل دعم هذه الفعاليات والمسيرة لجمهور المعاقين، واوضح ضرورة القيام بمثل هذه النشاطات، واشراك المعاقين بها من اجل الاستماع لمطالبهم واحتياجاتهم. العاملة الاجتماعية فتحية ابو رقية، تحدثت عن الخدمات التي تقدم لجمهور المعاقين، والاقبال الشديد على قسم الرفاه في البلدية، بينما فادي مواسي مركز المشروع مجتمع متاح، اشار الى اهمية وضع قضايا جمهور المعاقين في سلم الاولويات الاجتماعية، وتعميق الوعي بين الناس من اجل القضاء على المعتقدات والترسبات السائدة في المجتمع عن جمهور المعاقين.

وقال الشيخ محمد امارة الحاصل على اللقب الاول في الرشيعية الاسلامية:" قبل كل شيء على صاحب الاعاقة ان لا يخجل باعاقته، وان يعترف بينه وبين ذاته بانه صاحب اعاقة وان يتفهم ظروفه، بعض الاخوة المعاقين يطردون هذه الاعاقة من مخيلتهم وهذا خطأ، من يساعد المعاق قبل كل شيء هو ذاته،عليه ان يعتمد على ذاته قبل كل شيء، واذا لم يتفهم ولم يعترف باعاقته فلن يكون انسان ناجح ولن يتغلب على اعاقته، يجب عليه ان يرضى بقضاء الله، وبذلك يشعر براحة نفسية وتقبل ورضى وتقدم الى الامام وبالتالي الى تحقيق النجاح". واضاف الشيخ امارة:" صاحب الاعاقة هو انسان مميز هكذا ينظر اليه ويعتبره الدين الاسلامي، فهو ليس بالانسان الفاشل او المقيد، وانما هو بحاجة الى ان يبذل جهود مضاعفة ليصل الى هدفه. قصور التفكير وهبوط الهمة هذه بمثابة اعاقة للانسان الصحيح والمعافى والسوي.



 فالكثير من اصحاب الرسول سيدنا محمد، كانوا اصحاب اعاقات، فالصحابي عبد الله ابن مكتوم، كان ضريرا، لكنه في الوقت ذاته كان مؤذنا واميرا على المدينة المنورة، الصحابي عمرو بن جاموح كان اعرج لكنه شارك في الفتوحات الاسلامية، الشيخ احمد ياسين كحالة انسانية كان معاق جسديا ومشلولا رغم ذلك طلب العلم واصبح مدرسا وفيما بعد قائدا عظيما بنظر شعبه، واصبح خطرا بنظر الاحتلال، سجن وابعد عن وطنه، وتم تصفيته واغتياله بطائرة اباتشي، هذا نموذج مشرف من الناحية الانسانية. كذلك الامر الاعلامي جمال ريان مصاب بشلل الاطفال، لكنه محاور ند واعلامي قدير، الاديب مصطفى صادق الرفاعي اصم، لكن له الكثير من المؤلفات والكتب اللغوية والفكرية، كذلك الامر الشاعر بشار ابن برد من الفترة العباسية، اعمى منذ الولادة، لكنه تفوق على اقرانه من الشعراء المبصرين، حيث قال، عيرني الاعداء والعيب فيهم فليس بعار ان يقال ضرير".

 يوضح الشيخ امارة:" من هذا المنطلق نحن مطالبون بفتح كافة المجالات امام اصحاب الاحتياجات الخاصة، ليتسنى لهم تحقيق ذاتهم، نحن كمجتمع قد لا نعي احتياجاتهم، علينا منحهم ليكون لهم دور متكامل اسوة بجميع افراد المجتمع، بالمقابل على اصحاب القدرات الخاصة التوجه للمجتمع، فنحن لا نتفضل عليهم، ولا نشفق عليهم. الدين الاسلامي منح مكانة خاصة ومميزة للمعاقين، من خلال تعزيز مكانتهم الاجتماعية، الاسلام خصص لهم المخصصات وراتب شهري، ولم يكونوا عالة على المجتمع، وبالمقابل ساهم الدين الاسلامي على مر التاريخ، بتقديم كافة الدعم والفرص امام المعاقين للانخراط في كافة المرافق الحياتية وفتح لهم كافة الابواب، فنظام التامين الوطني المعمول به حاليا، هو النظام الذي اسسه واتعبه الدين الاسلامي، لكن للاسف الشديد اليوم مجتمعنا العربي معاق في تعامله مع جمهور المعاقين".
 الى جانب ذلك كانت هناك محاضرة علمية وصحية قدمتها ملاك بيادسة المختصة في التغذية، وتطرقت الى التغذية الصحية والسليمة لجمهور المعاقين، ان كان ذلك من خلال اختيار المنتوجات الغذائية، والقيم الغذائية الملائمة، وتركيبة النتوج الغذائي واساليب المحافظة على الطعام وتخزينه، دون ان يفقد من قيمته الغذائية، وتطرقت كذلك ال الهرم الغذائي والسعرات الحرارية التي يحتاجها جسم الانسان.