الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 06:02

مرعي حيادري يكتب: النواب العرب.. بين الإستراتيجية والشعبية؟!!

كل العرب
نُشر: 07/01/11 14:04,  حُتلن: 14:35

مرعي حيادري:


الاستفتاءات همها الأوحد والوحيد إعلام خاطئ وتضليل واضح للمواطن المسحوق البسيط

لست ممن يعارضون الإحصاءات والاستفتاءات حين يكون لها صدى وفوائد تعود على عامة السكان والقطاعات الجماهيرية عامة

 ملفت للنظر مع نهاية كل عام الاستفتاءات الحاصلة من على صفحات المواقع الالكترونية للنواب العرب تحديدا, ولرؤساء بلديات عامة وشخصيات قيادية محلية وقطرية , وكأن هذا الإحصاء نافع لا بد منه, لحيويته وما يدر خيرا على قطاعات شعبية وشرائح جماهيرية , عانت من أسباب القهر الاجتماعي والفكري والتربوي وفي الأرض والمسكن والعديد من المسببات المجحفة بحقنا كأقلية عربية , كما أن هذه الاستفتاءات ليست جامعة شاملة من غالبية الجماهير قاطبة, أو من مختلف شرائحها وطبقاتها المتنوعة في ترتيب أوراقها.. ولو قمنا بتصنيفها وفق سلم ودرجات المجتمع وقطاعاته العمالية , لوجدنا أن تلك الاستفتاءات همها الأوحد والوحيد إعلام خاطئ وتضليل واضح للمواطن المسحوق البسيط .. فقط لأنه لم ولن يشارك هذا الاستفتاء وما يرافقه من تباينات عميقة تصرخ ألما للرأي الصحيح و المفقود أطلاقا.؟!

الإحصاءات والاستفتاءات
لست ممن يعارضون الإحصاءات والاستفتاءات حين يكون لها صدى وفوائد تعود على عامة السكان والقطاعات الجماهيرية عامة , لا بل ادعمها بكل جوارحي وأفكاري, أما أن أقول أن النائب الفلاني حصل على المكان ألأول من نسبة بعض ألاف الأصوات فهذا ليس دقيقا ؟؟ والمكان الثاني من نصيب النائب الفلاني بنفس النمط والمعنى واحد , فهذا باعتقادي استهتار وتلاعب في عواطف وأحاسيس وأفكار الجماهير بكافة طبقاتها , من منطلق إن هذا ألإحصاء غير وارد في الحسبان وغير دقيق ولا تأثير له على المواطن , لأن حقوق ذلك المواطن مسلوبة في المستوى المعيشي والسكني والعديد العديد من المشاغل الحياتية التي يمر بها المواطن العربي بدون أجوبة شافية أطلاقا.. ما عدا الوعود تلو الوعود والله يشهد أن في بعض الأحيان تكون المعالجة عينية شخصية ,لا تخدم جميع الشرائح والطبقات وعندي البراهين والنماذج التي تشهد بصماتها على ذلك؟!.

الخيار والاختيار
حين نرغب أعلاما في الخيار والاختيار بين الشعبية والأماكن والإستراتيجية, فلا بد لنا كعقلاء أن نختار الإستراتيجية أولا.. حيث من خلالها نضع أوراقنا نخطها ونرتبها وفق برنامج وخطط سنوية ومستقبلية لعلاج مشاكلنا الجماعية واستهداف نقاط الخطر التي ترهقنا وتلاحقنا قديما , حاضرا وبالطبع مستقبلا , ومن هنا تكون الخيارات أفضل والبيت أكثر دفئا وحرارة والناتج الفعلي على ارض الواقع يصبح ملموسا ومحسوسا , هذا إن خلصت النوايا إلى المسار ألأصوب والأجدى , من خلال نظرة هؤلاء النواب الذين يتنافسون على الأماكن والشعبية من حيث لا ليفضي بهم الجواب إلى شيء ؟!! 

الهجمات الشرسة والتحريضية
أعذروني حين اكتب وانتقد بموضوعية ناقدة ومؤلمة , لأن التجارب وعلى مدار أكثر من ستون عاما كانت ولا زالت بنفس النمط والمنوال من سيء إلى أسوأ دون حصول نوابنا المتنافسون على الترتيب والأماكن وحتى لو انجاز يذكر من تمرير قانون أو تحالف حكومي أفاد المواطن العربي .. عذرا سادتي فهذه هي الحقيقة المؤلمة.. لا أرغب في الإطالة أكثر ولا يهمني أن يتكلم ويفسر البعض ما يحلو له من تفسير.. فالواقع المر المفروض علينا وعلى ممثلينا في البرلمان يجب أن يدرس من جديد وفق إستراتيجية عمل جديدة , في ظل الهجمات الشرسة والتحريضية من كافة الحكومات المتعاقبة وبدون استثناء.. فقبل أن تخرج صحافتنا وأعلامنا بهذه الاستفتاءات لتعبئة أعمدة صفحاتها الألكترونية والورقية , لا بد وان تعلن وتنشر الواقع المرير وكيفية علاجه نحو خطى مستقبلية توقف عجلات التحريض والعنصرية المستمدة من الحكومات المتعاقبة.

آذان ألأعلام أولا والنواب ثانية
معلومة صغيرة أذكر بها .. تذكرون الانتخابات البرلمانية ألأخيرة وكم هي نسبة الذين وصلوا صناديق ألاقتراع ( 30%-40%) والبقية تعرفون كيف تم التصويت؟!! فإذ كان التصويت للبرلمان بأفضل صورته قبل سنتين وكان الوضع كذلك ؟؟ فكيف سيكون وضع الناخب والاقتراع في ظل الأجواء الحاصلة اليوم من انتشار بقعة التحريض والعنصرية , والتشرذم الحاصل للأحزاب العربية والهرولة وراء الشعبية والأماكن .. بدل ألإستراتيجية النافعة للجميع؟!!
ومن هنا أنبهكم جميعا ليس هناك أولا أو ثانيا أو ثالثا ؟!! فكلكم ملزمون في ألالتفاف حول قضايا الجماهير العربية وما يحدق بها من مخاطر جمة ومتنوعة باختلاف الحجم والكبر إلى ابعد الحدود.. ولا ينتزع وشاح السواد والظلم والعنصرية, ألا وحدتكم جميعا أن كنتم راغبين البقاء والمقارعة من خلال البرلمان الذي لم ولن يفيدنا لا ماضيا ولا حاضرا, وإنما واقعنا كعرب فلسطينيين ومواطنين إسرائيليين يرغمنا على الصراع والتحدي لوجودنا..
أمل أن يصل كلامي هذا إلى آذان ألأعلام أولا والنواب ثانية .. وهذا مطلب القطاعات والجماهير العريضة منذ زمن ... فجربوه ولن تخسروا بقدر ما خسرنا على مدار ستون عاما وأكثر؟!!
وأن كنت على خطأ فصححوني.

مقالات متعلقة