الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 16:01

العنف المتفشي بمجتمعنا..مصدره ومسئوليته!؟-بقلم: مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 03/01/11 15:05,  حُتلن: 08:23

مرعي حيادري في مقاله:

المدرسة والنظام والقانون والأهل من المفروض أن يجتمعوا ويجمعوا على المصلحة العامة للطالب والمعلم والأهل معا

أصبح المعلم ومن خلال نظريات الوزارة غير المهتمة، هدفه قبض المعاش في آخر الشهر وغير آبها بمصلحة الطلاب؟!

مع البعض من الزملاء والأصدقاء , ومن خلال جلسة حوارية ثقافية , أتحنا لأنفسنا التطرق لموضوع الساعة والإعلام اليومي من خلا ل الصحف والفضائيات وعبر الانترنيت , وما يتناقله المجتمع من آفة العنف , كما لو كانت فيروس متنقل ومعدي لا بل في تصوري أكثر من هذا , واسمح لنفسي بوصفه إلى حد انه ( مرض عضال ) ومن الصعب علاجه أو اكتشافه لوقف نتائجه المؤلمة وبأساليب متنوعة , وإشكال متعددة من طراز لم يسبق له مثيل في مجتمعنا العربي والعبري على حد سواء.

هدوء واسترسال
وبهدوء واسترسال قام احد الأصدقاء وبمنتهى الاحترام المتعارف عليه بين الأمم الراقية والشعوب المتحضرة , وشرح عما يلاحظه من خلال عمله المدرسي , وإحداثيات المسيرة التعليمية المتردية , والآخذة في الانزلاق عبر هاوية لا نهاية لأفق العلاج أو التقليل منه , أو ما يوجد من تصليح الموقف , والرجوع إلى النصاب التربوي الثقافي الذي كان أيام زمان؟! وهذا كان على حد قوله , يسرد الحديث وبحسرة ولوعة لا مثيل لها , بعد أن فكر في اعتزال المهنة مصدر رزقه وعائلته والتفتيش عن مكسب آخر , ليكمل مشوار حياته بهدوء , والابتعاد عن مشاكل قد تؤدي إلى فقدان وظيفته في ظل القوانين المجحفة تجاه المعلم , والمتعاطفة مع الطالب
وحتى لو فعل ما فعل من أهانته والتقليل من كرامته؟!! وحينها يفقد المعلم شخصيته ويصبح غير نافع للتعليم في ظل هذه المشاهد المؤلمة.

المدرسة والنظام والقانون والأهل
وإذا بصديق آخر يعرف على نفسه ويقول: أنا مدير مدرسة عملت أكثر من ربع قرن , وقد اضطررت بتقديم طلب للتقاعد المبكر ... فسأله احد الحاضرين ولماذا؟... فأجاب : المدرسة والنظام والقانون والأهل من المفروض أن يجتمعوا ويجمعوا على المصلحة العامة للطالب والمعلم والأهل معا , حين توفر الإمكانيات اللازمة والآليات لعملية والوسائل المتاحة ماديا من اجل الحفاظ على مركبات النجاح ومن ضمنها (مؤهلات المعلم) والأخلاق الحسنة للطلاب من خلال تربية الأهل المرجع الأول والأخير , وأيضا المسئولية تبقع أولا وأخيرا على السلطات التربوية الوزارية , التي فقدت السيطرة على التعليم ومساره السليم لمصلحة الطالب, لا بل أصبح المعلم ومن خلال نظريات الوزارة غير المهتمة , هدفه قبض المعاش في آخر الشهر وغير آبها بمصلحة الطلاب؟!

صورة فنية غير متحركة
أما زميل هذا المدير فقام وقال : نسيت شيئا يا زميلي , إن المعلم الذي يعطي أضحى , صورة فنية غير متحركة وغير محترمة في نظر الوزارة , والمعلم غير المكترث بمسيرة التعليم وانقطاعه عنها أثناهما في نظر الوزارة والقانون سيان .... وهذه أسباب جعلت مسيرة التعليم تتهاوى من السوء إلى الأسوأ , ومن ينسى قضية التعيينات الحاصلة من قبل المسئولين الذين تجاهلوا ممن لديهم الإمكانيات العالية والجديرة , ووجهوا لمدارسنا من هم ليسوا بكفء لها , ومع مرور الزمن وتثبيتهم في الوظيفة ظهر الأسوأ منهم في قلة العطاء والنتائج التي كانت مقروءة مسبقا ومن المذنب ... (الوزارة والحكومة ) التي تضع بصمة إبهامها في كل صغيرة وكبيرة وعليه فها انتم تحصدون نتاج الثمر المرتقب , تساقط وخمول وتقصير وفوضى والانتقال إلى مدارس أهلية , لان المدارس الحكومية أضحت فاشلة بنظر الأعالي والعديد من المربين والمعلمين والمدراء واكبر دليل على ذلك إن نفس المعلمين والمدراء والمثقفين يقومون بنقل الطلاب من المدارس الحكومية إلى الأهلية وانأ عبدكم الشاهد على هذا؟!!
إما الزميل المقابل لي : فلم يعد أو يطيق التحمل وهم واقفا:هيه هيه يا خوان... الوضع خطير جدا ولا بد ون وقفه وإلا سيحدث أكثر مما نحسه ونفعله على ارض الواقع.. فأصبح الطالب يضرب المعلم ويهينه ؟! والانكى من هذا وذاك ليس هناك أداة عملية غير الفصل لأربعة أيام عن المدرسة , وثم يعود هذا الطالب المستهتر ويعاود تصرفاته مرة تلو المرة.... و الأهل بالطبع يساندون الابن ولا يحاولوا تفهم موقف المعلم والمدرسة ن هذا التصرف , ولو كان العكس من المعلم في الدفاع عن نفسه , لسجل في حقه ملف في الشرطة , ودعوته لجلسة سماع في الوزارة , وهكذا يتم طي صفحة المعالجة , والخاسر في نهاية الأمر المعلم , فكيف له بالاهتمام بالطلاب ومسيرة التعليم حين يلاقي معاملة كهذه؟!..

طوشة عمومية
نلخص حديثنا في ظل أجواء النقاش الذي بدا للعيان والحضور برقيه , وإذا بأحد الجالسين معنا وهو ولي أمر يستنفر قواه , ولم يعجبه ما دار من سرد , فهم قائما يلوح بكلتا يديه , انتم المعلمون سبب المشاكل وجميعكم تكيلون التهم لللاهل وقلة الدراية والتربية, وتبين انه قليل المعرفة والحنكة , وجعل من جلستنا الحوارية ,  (طوشه عموميه) كان فيها بعض الجرحى من العراك بالأيدي الذي حصل ... (على فكره هكذا حدث في داخل المدرسة ويحدث بأن يدخلوا وبدون إذن أو استئذان وينهالون على المعلم بدون (شوور ودستور)كما بالعامية؟!!.
فكانت تلك ملخص الجلسة إن العنف يحصل في كل لحظة وبدون توقف ولكن بأشكال متعددة, وفق الزمان والمكان, في الجامعة, والمؤسسة, والمصنع والشارع, والبيت وأينما تواجد البشر, ولو فكرنا بأن الجواب موجود لقلنا بداخل أنفسنا نعم أنها.. سياسة حكومة ودولة , تعاني النواقص المادية , والثقافية والتربوية والسياسية والدينية , والخلقية المتدنية لتجعل منا عامة الشعب والمجتمع , نتقاتل في ظل النواقص تلك, وأهمها وجود مصادر الرزق والعمل , و تفشي البطالة , وعدم التوزيع السليم وفق أفضليات المجتمع , فحين يكون ذلك , وهو منقوص وغير موجود , في ظل الأجواء السياسية والعسكرية التي لازمتنا منذ قيام الدولة, ربما يحاول المجتمع بقيادته العودة إلى المسار السليم !!
وبعد أن تحاورنا وهو الوضع القائم, لخص احد الزملاء المادة الحوارية التي كانت وانتهت (بطوشه وعنف)وقال : سوف نركب سياراتنا ونذهب إلى بيوتنا .. إياكم وحرب الشوارع يا أخوان والقتل المستشري فيها... وهل الحكومة هي المسئولة عن ذلك كما هو الحال في بقية قطاعات المجتمع والدولة؟!!!

فأنت كنت على خطأ.... فصححوني أو اعينوني؟!!!!

وعلى قول الشاعر احمد شوقي:حين استطرد من ذلك إلى بحث تحتاج إليه البلاد من إصلاح:

الأم الخلف بينكم ألاما؟ وهذي الضجة الكبرى علاما؟
وفيم يكيد بعضكم لبعض وتبدون العداوة والخصاما؟
شببتم بينكم في القطر نارا على محتله كانت سلاما
وكانت مصر أول من أصبتم فلم تحص الجراح ولا الكلام

والى اللقاء في موضوع ساخن اعنف يعالج مشاكلنا مستقبلا

مقالات متعلقة