غالبيّة هؤلاء النّساء اشتركن في مشروع " مسيرة" عن طريق مركز الطّفولة في النّاصرة

النّساء مع إعاقة يعانين من تمييز صارخ في جميع المجالات: التّعليم، العمل، التّعامل المجتمعيّ، القمع المجتمعيّ والتّعامل القامع من المؤسّسات العلاجيّة

صدر مؤّخًرا عن مركز الطّفولة مؤسّسة حضانات النّاصرة البحث الأوّل من نوعه بعنوان "قصص مخرسة"- النّساء والإعاقة من إعداد د. هالة اسبانيولي. ويتناول هذا البحث أوضاع النّساء مع إعاقة في مجتمعنا الفلسطينيّ في البلاد اللاتي يعانين من إعاقة بصريّة و/أو حسّيّة من منطقة الشّمال كالنّاصرة، فسّوطة، طمرة، سخنين، بئر المكسور وغيرها. غالبيّة هؤلاء النّساء اشتركن في مشروع " مسيرة" عن طريق مركز الطّفولة في النّاصرة.


"قصص مخرسة"- النّساء والإعاقة

نظرة المجتمع
وينتهج البحث التّحليل النّوعيّ لقصص النّساء واستنباط القضايا المركزيّة من هذه القصص لهدف جذب اهتمام المهنيّين/ات ومتّخذي القرارات ومحدّدي السّياسات والجمهور الواسع للعمل على تغيير الوضع القائم الّذي هو عبارة عن سلسلة مكوّنة من الاضطهاد الاجتماعي ّوالمؤسّساتيّ؛ اضطهاد في مجال العمل، في المؤسّسات التّربويّة، في الأحياء، في مؤسّسات الرّفاه وفي المؤسّسات المعنيّة بتنفيذ القوانين. إنّ تلك المؤسّسات والأجهزة شريكة في بناء الرّؤية النّمطيّة الّتي تتعامل مع الإعاقة كدونيّة وليس كمشكلة اجتماعيّة.لهذا فإنّ غالبيّة أصوات النّساء تعبّر عن غضب تجاه المجتمع، تجاه المهنيّين/ات، تكيل لهم/نّ الاتّهامات، وفي كثير من الأحيان تصل النّساء إلى الشّعور باليأس والعجز ويتخلّين عن حقوقهنّ. وذلك لأنّ المجتمع وأيضًا المهنيّين هما فئتان تنظران إليهنّ كعبء، كعاجزات ولا يستطعن إسماع أصواتهنّ.

التمييز الصارخ ضد النساء مع إعاقة
من خلال سرد قصص النّساء تبيّن أنّ النّساء مع إعاقة يعانين من تمييز صارخ في جميع المجالات: التّعليم، العمل، التّعامل المجتمعيّ، القمع المجتمعيّ والتّعامل القامع من المؤسّسات العلاجيّة. ويظهر أنّ النّموذج السّائد، هو النّموذج الطّبيّ الّذي يتعامل مع الإعاقة كأمر مرضيّ. وكذلك النّموذج الاجتماعيّ الّذي تتحدّد فيه الإعاقة وكأنّها مشكلة فرديّة. وعادة ما يتمّ إقصاء هذه الفئات من الفعّاليّات الاجتماعيّة بناءً على توقّعات المجتمع. تشير نتائج البحث الحالي إلى أن تعامل المجتمع مع هذه الفئة من النّساء مبنيّ على الشّفقة وعلى الأفكار النّمطيّة، وغالبًا ما يواجهن الإقصاء والتّهميش. كما ويواجهن صعوبة جدّيّة في قضيّة الزّواج.