دونالد ماكنتير:

الحكومات الائتلافية في اسرائيل هي العادة والظاهرة الطبيعية حيث التنازلات دائما مطلوبة والصراعات جهرية وعلنية

المفاجئ على الساحة السياسية الاسرائيلية هي " ظاهرة" ليبرمان الذي اقدم بتماديه على ما لم يقدم عليه وزير اسرائيلي من قبل

دعاية ليبرمان الإنتخابية تركزت على اقتراح الزام عرب الداخل قسم الولاء لاسرائيل شرطا لمواطنتهم ونادى باعدام البرلمانيين العرب ممن التقوا افراد من حركة حماس

نطالع صباح اليوم الجمعة في الخاتمة لعام 2010 مقالة لمراسل الاندبندنت في القدس دونالد ماكنتير تحت عنوان: ليس عبارات ومواقف ليبرمان هي المفاجئة بل صمت بنيامين نتنياهو لدى تعبيره عنها. ويقول ماكنتير في مستهل مقالته موجها كلامه الى البريطانيين الذي يتعجبون من الصدوع التي تظهر على وجه الائتلاف الحكومي في بريطانيا بصفتهم غير معتادين على الحكومات الائتلافية، ويقول بان الحكومات الائتلافية في اسرائيل هي العادة والظاهرة الطبيعية حيث التنازلات دائما مطلوبة والصراعات جهرية وعلنية غير ان المفاجئ على الساحة السياسية الاسرائيلية هي " ظاهرة" ليبرمان الذي اقدم بتماديه على ما لم يقدم عليه وزير اسرائيلي من قبل.

من اليمين: ليبرمان ونتنياهو- تصوير: Getty Images

آراء مناقضة
ثم يقول ماكنتير انه يفترض ان يكون ليبرمان الناطق الرسمي للحكومة في الخارج لا فانه يفترض ايضا انه يترتب عليه هو ان يعرض مواقف حكومة بلاده وسياسات على احسن وجه غير ان الحال ليست كهذه مع ليبرمان الذي راح يعرض آراء مناقضة لرأي رئيس حكومته نتنياهو، فيما يتعلق بالتوصل الى حل سلمي مع الفلسطيني، حيث استبعد حصول ذلك في غضون العام الواحد، بل وقال ان الأمر يتطلب عقود عديدة. وزاد على ذلك ابداء لاراء الشخصية فيما يتعلق بترحيل عرب الداخل وضمهم الى الدولة الفلسطينية في حال قيامها.

العلاقات الدبلوماسية
ومرة اخرى اقدم ليبرمان على يمتاز ويتفوق فيه, ففي حين حانت الفرصة اخيرا لرأب ما شق وصدع في العلاقات الدبلوماسية التي تربط بلاده مع تركيا (التي كانت من اهم الحلفاء لاسرائيل في المنطقة) والتي تدهورت العلاقات معها بعد الهجمة المميتة المقيتة التي قامت بها القوات الاسرائيلية على سفينة الاغاثة التركية مرمرة التي كان في طريقها الى غزة، ففي حين حانت الفرصة اخيرا، يختار "السيد ليبرمان" ان يندد بالقيادة التركية وما وصفه ب"أكاذيبها". وعاد ليؤكد معارضته للتوصل الى اتفاقية مع القيادة الفلسطينية "غير الشرعية" في رام الله على حد تعبيره. ثم يتابع ماكنتير بالقول ان عبارات ومواقف ليبرمان ليست بمفاجئة انما سماح نتناياهو له بالتعبير عنها وسكوته عن ذلك هو الامر غير المتوقع.

الخصم الاكبر لنتنياهو
ثم يشرع ماكنتير في تفسير بقاء ليبرمان في الائتلاف الحكومي الذي يرأسه نتنياهو الى الى الان وسكوت الاخير على تجاوزاته. فيقول الاتي: الامر الجدير بالمناقشة هو اذا ما كان يحتمل ان يرأس ليبرمان, اليميني والوطني المتطرف للغاية كما وصفه الكاتب الحكومة الاسرائيلية في يوم من الايام. هذا الرجل الذي تركزت دعايته الانتخابات الاخيرة على اقتراح الزام عرب الداخل قسم الولاء لاسرائيل شرطا لمواطنتهم. والذي نادى باعدام البرلمانيين العرب ممن التقوا افراد من حركة حماس.
يقول الكاتب ان ليبرمان يعتبر الخصم الاكبر لنتنياهو في اليمين الاسرائيلي. لذا فقد اعتبر نتنياهو ان ليبرمان اقل تهديدا في ائتلافه منه خارجه. ويقول انه يصعب على نتنياهو ان يتخلص بسهولة من وزير ذي قوة كالتي يتمتع بها ليبرمان. ان عدم قدرة نتنياهو اقالة ليبرمان يعتبر ضعفا وقلة حيلة.