الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 11:01

بعد حصوله على شهادة الماجستير والدة الأسير وليد دقة: أتمنى رؤيته قبل رحيلي

منى عرموش -
نُشر: 29/12/10 16:18,  حُتلن: 20:41

الأسير المحرر أسعد دقة

ما زلت اذكر القروش المعدودة التي كانت تجمعها من حبات الزيتون التي كانت تبيعها من اجل تسديد القسط الجامعي لابنها

ما زالت الهدايا والرسائل تصل الحاجة فريدة من كافة الأسرى المحررين من مختلف الدول العربية الذين ما زالوا يذكرون حنانها ورعايتها لهم في سجونهم وذلك في يوم الأسير العالمي وعيد الام

على الرغم من كبر سنها وآثار الشيخوخة التي بدت واضحة على ملامح وجهها، ما زالت الحاجة فريدة دقة والدة الأسير الأمني وليد دقة ابن مدينة باقة الغربية تحمل قضية الأسرى الأمنيين من مناطق البلاد المختلفة ومن أبناء الدول العربية على كاهلها الذي أبى أن ينحني للجلاد وسياسة المؤسسة الإسرائيلية القمعية تجاه الأسرى. فمنذ ما يقارب 25 عاماً ما زالت الحاجة دقة ترقب أخبار ابنها وليد عبر وسائل الإعلام المختلفة، ويزداد حلمها حينما يتم الحديث عن صفقة جديدة للأسرى بين حزب الله أو حماس، مع إسرائيل، إلا أن هذا الحلم سرعان ما يتبدد بسبب ظلم المؤسسة الإسرائيلية ومحاولاتها لسد كل بصيص أمل من شأنه إعادة السرور لأمهات لطالما حلمن برؤية أبنائهن.


الحاجة فريدة دقة

الحاجة فريدة دقة : أتمنى رؤية ابني في بيتي قبل رحيلي
وتقول الحاجة فريدة حينما دخلنا عليها وهي تجلس أمام التلفاز تتصيد خبراً هنا وهناك عن ابنها وليد: " أنا على هذا الحال منذ 25 عاماً، وكلي أمل أن أرى ابني أمامي يوماً من الأيام عسى أن يكون هذا اليوم قبل أن اغادر الحياة ".

ما زال ابني يناضل من أجل حقوق الأسرى الأمنيين
وتابعت الحاجة فريدة بصوتها الذي أعيته الشيخوخة بعدما كان يزأر دائماًَ في وجه الظلم والطغيان قائلة:" ابني يتمتع بمعنويات عالية على الرغم من عتمة السجن وظلم السجان، وما زال يناضل حتى في سجنه من أجل نيل كافة حقوقه وحقوق من معه من الأسرى الأمنيين".

شعور لا يوصف بعد حصول ابني على شهادة اللقب الجامعي الثاني
وعن شعورها بعد نيل ابنها الأسير على شهادة اللقب الجامعي الثاني قبل أيام قالت :" شعور لا يوصف إلا أني أتمنى أن تكتمل فرحتي برؤية ابني وليد أمامي وباقي الأسرى يعانقون أمهاتهم، هذه اللحظات ستكون أجمل لحظات في حياتي وأسال الله أن تكون قريبة".

ابني صاحب عزيمة قوية ولم يفكر يوماً من الأيام انه معزول
ومضت الحاجة دقة في حديثها:" بخطوات ثابتة وعزيمة أقوى من قضبان السجن لم تنقطع زياراتي لابني وكافة الأسرى، حيث قمت بزيارته مؤخرا في سجن "الجلبوع" لأطمئن على حالته ومعنوياته، فهو صاحب إرادة قوية وعزيمة صلبة، فلم يفكر يوماً أنه معزول عن العالم ومحصور داخل أربعة جدران رغم الحاجز الزجاجي بيننا، لا سيما أن غيتبه شغلت أيضا شقيقه الأصغر اسعد، الذي ما زال هو الآخر يجعل من سيرة أخيه وبسالته قضية عالمية وحكاية تتناولها الأجيال جيلا بعد جيل ويسطرها التاريخ كواحدة من الشخصيات التي تركت بصمة طيبة ورائها ".

والدتي لم تعتبر وليد ابنا لها فحسب بل كانت تعتبر كل الأسرى أبناءً لها
ويقول أسعد وهو أسير امني سابق:" أخي وليد ليس أسيراً عادياً إنما يعتبر مناضلاً ومكافحاً، وأصبح كاتباً يخط بقلمه معاناة عشرات الآلاف من الأسرى ويرسم صورة حقيقية لما يدور خلف قضبان سجنه، وما زال يطالب بجميع حقوقه والتي حصل على معظمها من خلال الاستئنافات التي كان يقدمها لمحكمة العدل العليا، كما ان والدتي لم تعتبر وليد ابنا لها فحسب، بل كانت تعتبر كل الأسرى الذين يقبعون في زنازين الاحتلال أبناءاً لها، حيث لم تنقطع عن زيارتهم وتقديم كل ما يحتاجونه لكي يشعروا بحنان الام التي حالت قضبان السجن بينهم".

والدتي كانت تكفل ثلاثة أسرى لبنانيين
وامضى اسعد دقة :" كانت أم الأسرى الحاجة فريدة دقة تتنقل من سجن إلى آخر ومن سجين أمني إلى ثاني دون أن تُفرق بين أسير محلي أو عالمي، وكانت تكفل ثلاثة أسرى لبنانيين من بينهم عميد الأسرى سمير القنطار وكايد بندر إضافة إلى أنور ياسين الذي يشغل منصب نائب في البرلمان اللبناني وكانت تمدهم بالمال والمواد الغذائية الأساسية أحياناً قبل أن تقدمها لابنها وليد، وما زالت الهدايا والرسائل تصل الحاجة فريدة من كافة الأسرى المحررين من مختلف الدول العربية الذين ما زالوا يذكرون حنانها ورعايتها لهم في سجونهم وذلك في يوم الأسير العالمي وعيد الام ".

دور الحاجة البارز على الساحة النضالية
وأردف دقة:" كان للحاجة دقة دور بارز على الساحة النضالية، حيث كانت تمثل امهات الأسرى في المناسبات والتظاهرات، وحصلت على العديد من الأوسمة والدروع التقديرية من الجمعيات التي تعنى بشؤون الأسرى المحلية والعالمية إضافة إلى منظمات حقوق الإنسان، كما ان والدتي كانت تضحي في سبيل راحة ابنائها، حيث ما زلت اذكر القروش المعدودة التي كانت تجمعها من حبات الزيتون التي كانت تبيعها من اجل تسديد القسط الجامعي لابنها وشقيقي الأسير وليد، ولم تذهب تضحيات الام وجهودها الجبارة من اجل ابنها في مهبّ الريح، بل كان لها الأثر الأكبر على حياة ابنها الأكاديمي ، حتى حصل مؤخرا على شهادة الماجستير في العلوم السياسية وقبلها على اللقب الأول من الجامعة المفتوحة ".
ويشار إلى أن الأسير وليد دقة ابن الخمسين عاما يقبع في سجنه منذ قرابة خمس وعشرين عاما بعد أن حُكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة خطف وقتل جندي إسرائيلي في الثمانينيات والانتساب إلى تنظيم مسلح، فضلا عن عضويته في تنظيم الجبهة الشعبية إلا انه انسلخ عن الحزب وانتقل لحزب التجمع الوطني وفي شهر آذار مارس المقبل يصبح الأسير دقة قد أتمّ نصف عُمره داخل السجن على أمل أن يقضي ما تبقى منه بين أحضان امه وذويه.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.10
EUR
4.84
GBP
242811.80
BTC
0.53
CNY