د. إغبارية:

القدس والضفة الغربية هي أراضي محتلة ولا ينطبق عليها هذا التوجّه غير المسؤول من حكومة تريد السلام

بعد فشل إخماد حرائق الكرمل، هل لدى حكومة الإفقار الحالية برنامج لإخماد لهيب العنصرية المتسيِّبة في إسرائيل وإخراج المجتمع الإسرائيلي من دائرة الفاقة والفقر

في خطابه أمام هيئة الكنيست العامة، حول ميزانية الدولة لسنتين، قال النائب د. عفو إغبارية (ألجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة)، إن حكومة نتانياهو لا تذخر جهدًا، إلا وتبذله لضرب شرائح المجتمع الفقيرة، من خلال ميزانية تقطع باللحم الحيّ، بتقليصها ميزانيات الصحة والرفاه والتربية والتعليم. وتركّز جل اهتمامها بصرف الميزانيات على الاحتلال والاستيطان والتسلّح.


د. عفو اغبارية

وتطرّق د. إغبارية إلى النفسية العنصرية، التي تبني حكومة رأس المال عليها سياستها الاقتصادية، بحيث تمارس سياسة تمييز واضحة ضد الشرائح الشرقية في المجتمع الإسرائيلي وضد الأقلية العربية في البلاد، وتتبع سياسة اللامبالاة في مواجهة العنصرية المتفشية في الشارع الإسرائيلي، كان آخرها تصريحات حاخامات طبريا الذين أعلنوا عن رفضهم إقامة مُصلّى للمسلمين في مستشفى بوريا. حين تصمّ آذانها في قضية منع تسجيل أطفال أثيوبيين في روضات مختلطة، إضافة إلى وثيقة الحاخامات العنصرية المطالِبة بعدم تأجير وبيع المساكن للعرب، وانضمام رؤساء بلديات لهذا الزعيق العنصري كرئيس بلدية نتسيرت عليت الذي رفض السبوع الماضي نصب شجرة عيد الميلاد في المدينة، بالقول أن المدينة هي يهودية. وأكد د. إغبارية أن هذا الموقف العنصري لرئيس بلدية نتسيرت عليت، نما على تربة نفس التصريحات العنصرية لوزراء الحكومة الحالية، وتسائل كيف يمكن وجود رموز دينية تتعلق بالأعياد اليهودية مثل (ألحنوكياه) في قلب برلين الألمانية هو أمر طبيعي وشرعي، بينما ترفض دولة إسرائيل الديمقراطية جدًا نصب شجرة عيد الميلاد في إحدى مدنها!!.

إطفاء لهيب التطرّف والعنصرية في الشارع الإسرائيلي
وقوبل د. إغبارية بمقاطعات من رئيس الجلسة أوفير أكونس (الليكود) ووزير المالية يوفال شطاينس، حيث صرّحا بأن الحكومة ضد تصريحات الحاخامات وترفضها، ووجها السؤال لإغبارية، إذا كان يوافق على بيع وتأجير المساكن العربية في البلاد وفي القدس لليهود، فردّ إغبارية بالقول إن القدس والضفة الغربية هي أراضي محتلة ولا ينطبق عليها هذا التوجّه غير المسؤول من حكومة تريد السلام، فالمستوطنات غير قانونية ووجود المستوطنين على أراض ليست لهم هو غير شرعي وغير قانوني. أما بالنسبة لحقّ اليهود بشراء المساكن في بلداتنا العربية، فيسأل السؤال، هل يرضى اليهودي أن يعيش في أوضاع البنى التحتية المزرية للبلدة العربية؟!. وسأل د.إغبارية وزير المالية شطاينس، إذا كان يرضى العيش في أم الفحم، فأنه على استعداد أن يعيش في نتانيا، فخيّم الصمت على شطاينس ورئيس الجلسة.
وقال د. إغبارية: "بعد حقبة ولاية رئيس الحكومة السابق يتسحاك رابين صاحب سياسة تكسير عظام الفلسطينيين، إستطاع من خلال تغيير سياسته قليلاً، إطفاء لهيب التطرّف والعنصرية في الشارع الإسرائيلي، فهل لدى حكومة الإفقار الحالية بعد فشلها بإخماد حرائق الكرمل، برنامج لإخماد لهيب العنصرية المتسيِّبة في إسرائيل، وهل تستطيع إقرار ميزانية، تخرج المجتمع الإسرائيلي من حرائق الفاقة والفقر؟".

تقليص جائرة في ميزانيات الصحة !
وأضاف د. إغبارية: "كان الأجدر بحكومة اليمين، بدلاً من تقليصاتها الجائرة بميزانيات الصحة مثلاً وتهديد صحة وحياة مواطنيها، أن تضاعف ميزانية الصحة وحلّ ضائقة الاكتظاظ بالمستشفيات. على سبيل المثال، نحن نشهد في مستشفى نهريا اليوم نقصًا حادًا بالأسرّة. كان الأجدر بالحكومة، أن تدخل أدوية جديدة للسلة الطبية، أن تدخل تجهيزات في الجهاز الصحي يتلائم مع تطور الأجهزة الطبية الحديثة، فبدلاً من شراء (طائرة شبح) أو اثنتين لقتل الناس، يمكن شراء أجهزة طبية لإنقاذ حياة الناس، أن تجد هذه الحكومة مخرجًا للنقص بملاكات الممرضات والأطباء. هذه هي المعادلة الصحيحة التي يتوقّعها المواطن البسيط من حكومته، لأن المواطنين يريدون الحياة ويرفضون الموت".
وتطرق د. إغبارية إلى سياسة الإجحاف التي تنتهجها حكومة نتانياهو بحق الوسط العربي في مجال تحرير الميزانيات للسلطات المحلية العربية ودعم تصنيع البلدات العربية، من أجل تحسين دخل الضرائب، وعليه يتطلب الأمر من الحكومة الحالية، أن تضع في ميزانيتها خطّة إشفاء لإنعاش السلطات المحلية العربية، من أجل تحسين البنى التحتية ومستوى حياة المواطنين.