دعا رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذكس في القدس، المطران عطا الله حنا إلى تشكيل لجنة قانونية لدراسة إبطال صفقات بيع أوقاف وأملاك الكنيسة الارثوذكسية التي أبرمت منذ عام 1948 وحتى اليوم، معتقدا ببطلان وعدم قانونية هذه الصفقات التي تمت في ظل الإحتلال.
وحذر المطران حنا خلال محاضرة ألقاها  في منتدى المدارس العصرية في الاردن، من محاولات إسرائيل المتواصلة لإختراق الكنيسة الأرثوذكسية وإضعاف دورها الوطني. كما اكد ان القيادة الحالية حصلت على مباركة الكنائس العالمية وجلالة الملك عبدالله الثاني والسلطة الوطنية الفلسطينية، مشيرا إلى أن صفحة إيرينوس الأول قد طويت إلى الأبد، وأن ثقة الكنيسة بالبطريرك الجديد مقرونة بمحافظته على أوقاف وعقارات الكنيسة.
وشدد المطران حنا على دور المسيحيين الفلسطينيين في العمل الوطني، وعلى أهمية الوحدة الإسلامية المسيحية في مجابهة الإسرائيلي، معتبرا أن الكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين مستهدفة في كنائسها وأوقافها ورسالتها.
وقال انه في الوقت الذي تتعرض فيه الكنيسة الأرثوذكسية إلى حملة غربية صهيونية تطال رسالتها وأهدافها، فإن إسرائيل تروج باستمرار لوجود اضطهاد إسلامي لمسيحيي الشرق وهذا غير صحيح.
وأشار إلى مساع غربية ترمي إلى تسخير المسيحية وتشويه صورتها وتعاليمها، ومحاولات صهيونية لإختراق الكنيسة بغرض الانتقاص من عروبتها ووطنيتها وجعلها تدور في الفلك الإسرائيلي.
واعتبر ان المحاولات الغربية تصب في خدمة المشروع الصهيوني الإحتلالي في الأرض المحتلة، مؤكدا على أن المسيحية ليست ديانة مستوردة من الغرب وإنما هي ديانة شرقية، موضحا بأن التعاليم المسيحية وما ورد في التاريخ المسيحي يؤكد على أن المدينة المقدسة تشكل أهم المواقع بالنسبة إلى المسيحية التي تعتبرها عاصمتها الروحية والوطنية.
ورفض المطران حنا وجود القيادات الدينية المتواطئة في سياسات تهويد القدس والمستعدة لبيع أملاك وأوقاف الكنيسة إلى الإحتلال على حساب الوطنية مقابل الحفاظ على المناصب والإمتيازات.
وقال لا نقبل قيادة دينية لا تعترف بالحقوق الفلسطينية المشروعة في مقاومة الإحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. وقال نرفض الإبتزازات والضغوط الإسرائيلية المستمرة، مشيرا إلى ضرورة مجابهة حملة التشكيك التي طالت رموزا وطنية في الطائفة بهدف التأثير على صورة الكنيسة والنيل من حضورها.
وأكد على أن أوقاف وأملاك الكنيسة ليست معروضة للبيع، وهي عربية تسخر في خدمة المسيحيين العرب وكل الطوائف العربية والدينية، مؤكدا على أن العقارات لا تزال في ملكية الكنيسة دون إنكار وجود صفقات بيع إلى يهود. واقترح وضع برنامج لمشاريع سكنية لإيواء الفقراء الذين يضطرون إلى الهجرة بسبب الإحتلال والظروف المعيشية الصعبة، محذرا من خطورة هذه الظاهرة وتداعياتها على النسيج الاجتماعي.
و توجه المطران حنا إلى العالم المسيحي والإسلامي وإلى دعاة السلام والعدل لتقديم الدعم والمساعدة إلى الشعب اللبناني من أجل بناء ما تهدم.
وقال إن ما حدث في لبنان يشكل إنجازا كبيرا للمقاومة، إلا أن الدمار هائل والخسائر فادحة.
كما وجه المطران حنا تحية إلى الشعب الفلسطيني، معتبرا أن قوة إسرئيل ليست مطلقة وأن إرادات الشعوب قادرة على كسر شوكة المحتل.