الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 17:02

حوارية ألمانية نصراوية في مدرسة مسار حول حق التعلم

كل العرب-الناصرة
نُشر: 19/12/10 17:29,  حُتلن: 10:12

المرحلة الأولى قام خلالها 12 طال وطالبة الصف العاشر من مدينة Wernigerode في المانيا بزيارة تبادل مع طلاب من نفس الجيل في مدرسة سار في الناصرة

باشرت مدرسة مسار منذ ثلاث سنوات بتطوير مشروع تربوي ثقافي يتعلم فيه الطلاب عن حضارات أخرى من خلال الانخراط بتجربة اللقاء مع طلاب من تلك الحضارات.



يتمحور المشروع لهذه السنة حول البحث بشكل نقدي بموضوع "حقوق الطفل بالتعلم" في سياق معاهدة حقوق الإنسان التي صدرت عام 1948. كجزء من سياسة المدرسة بإشراك طلابها بقيادة مشاريع من هذا النوع شاركت بشهر ايار 2010 طالبة الصف العاشر ديما قفيني بورشة عمل تحضيرية تمت في برلين المانيا ومن ثم اقيمت لجنة توجيه للمشروع مكونة من طالبتين, معلمتين, مركزة المشروع ومدير عام جمعية مسار – مركز للتربية. المشروع سيتم من خلال ثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى والتي كانت في الفترة ما بين 2010/10/30 حتى 2010/11/7 قام خلالها 12 طال وطالبة الصف العاشر من مدينة Wernigerode في المانيا بزيارة تبادل مع طلاب من نفس الجيل في مدرسة مسار في الناصرة وذلك بمرافقة ثلاثة معلمات ومدير المدرسة.
المرحلة الثانية ستكون في شهر نيسان حيث سيقوم 12 طالب من الصف العاشر من مدرسة مسار بمرافقة ثلاثة معلمين بزيارة الطلاب الألمان في مدينتهم وبحث تحديات نظام التعليمي الالماني بالفترة الممتدة بين 1948 ( إعلان وثيقة حقوق الإنسان) وحتى يومنا هذا.
في المرحلة الثالثة سيتم العمل على إصدار مجلة تتضمن مقالات حول موضوع حق التعلم يصدرها الطلاب المشاركون في المشروع، بحيث تشمل مقالات بثلاث لغات: العربية، الانجليزية والالمانية.



كانت المرحلة الأولى حافلة ببرنامج غني بالفعاليات التربوية والترفيهية التي هدفت إلى اطلاع ضيوف وطلاب مدرسة مسار على تاريخ مجتمعنا منذ سنة 1948 حتى اننا هذا، حيث كان محور البحث نظام التربية والتعليم واسقطاته على تطور المجتمع العربي. تخطيط برنامج المرحلة الأولى, إدارته ومتابعته تمت ضمن عمل مشارك ودءوب للجنة التوجيه المكونة من الطالبتين ديما قفيني وأسيل اغا من الصف العاشر، مربية الصف المعلمة خلود عبد الهادي ومركزة المشاريع والفعاليات التربوية بالمدرسة المعلمة امل ابو تايه ومركزة المشروع من قبل جمعية مسار الآنسة نهى بولس وبإشراف مدير الجمعية العام السيد ابراهيم ابو الهيجاء. وقد عرض البرنامج على أهالي الصف العاشر حيث شاركوا بسخاء في أنجاح المشروع.
شمل البرنامج زيارات وورشات عمل عديدة بدأت بزيارة لقرية عين ماهل حل فيها الطلاب والمعلمون ضيوفا على بيت اهل الطالبتين اسيل حسنين وسوار حبيب الله, حيث تعرفوا على عادات وتقاليد ونمط العيش في قرية عين ماهل، من خلال يوم كامل قضوه في المشاركة بقطف الزيتون وزيارة المعصرة والاستماع إلى شرح عن المنطقة وعن مصادرة الأراضي واستمتعوا بالضيافة العربية من خلال فطور وغداء شعبي قدموه عائلة حبيب الله وحسنين. وانتهى اليوم بعرض للدبكة الشعبية من قبل طلاب مدرسة مسار.
في اليوم الثاني حل الطلاب ضيوفا على مدينة الناصرة حيث التقوا برئيس البلدية رامز جرايسي الذي رحب بهم وقدم لهم شرح عن مدينة الناصرة ومدارسها.ومن ثم قاموا بجولة في المدينة مع المرشدة السياحية غادة بولس، فزاروا المغر القديمة التي تشتهر بها المدينة والبيوت العربية القديمة في منطقة السوق بأسقفها المميزة برسوم خلابة، وتابعوا زيارتهم إلى الجامع الأبيض فكنيسة البشارة.

أكمل الطلاب يومهم في مدرسة مسار حيث كان في انتظارهم ورشة عمل حول موضوع حقوق الإنسان، تمركزت حول حق التعلم. أدار الورشة السيد ناصر ريجو الذي يدرس للقب الثالث في الحقوق في جامعة يورك بكندا والعامل بمؤسسة إعلام، حيث شرح للطلاب المشاركين عن أهمية التعليم والمركبات الأساسية لحق التعليم كما ظهرت بمعاهدة حقوق التعليم في الأمم المتحدة وتمحوروا في النقاش والعرض بوضع المجتمع العربي تحت وطأة سياسة التمييز في البلاد, حيث تم فحص أمثلة عديدة من حياة الطالب بالمناطق المختلفة ومدى تجاوب جهاز التربية والتعليم الإسرائيلي على مركبات حقوق التعليم الأساسية (صورة).
اليوم الثالث تضمن زيارة لجمعية "ذاكرات" في تل-أبيب، استمع خلالها الطلاب لشرح عن الجمعية التي تعمل على رفع الوعي لدى الوسط اليهودي حول موضوع النكبة كمثال لوسائل تعليمية غير تقليدية، حيث سأل الطلاب واستفسروا حول إصدارات الجمعية وطرق عملها لتثقيف مجتمعها لسد فجوة معلوماتية هامة غير موجودة بجهاز التربية والتعليم الرسمي. وبالتالي تمحور النقاش حول ماهية اهتمام جمعية يهودية تحديدا بموضوع النكبة وعملية رفع الوعي داخل المجتمع اليهودي.
بعد ذلك قاموا بجولة في مدينة يافا القديمة، رافقهم فيها السيد يوسف عصفور من منظمة العفو الدولية- امنستي والذي قدم للطلاب معلومات عن المدينة ووضع السكان العرب في يافا.



اليوم الرابع تضمن عملا ميدانيا قام من خلاله الطلاب بالتجول في شوارع مدينة الناصرة ومؤسساتها لإجراء مقابلات مع أهالي المدينة حول موضوع حق التعلم ومدى معرفتهم واطلاعهم على أسس المعاهدة التي صدرت عن مؤسسات هيئة الأمم. انتهت فعاليات هذا اليوم بورشة عمل بعنوان "الشهود التاريخيين" التقى فيها الطلاب بكل من الشاعر سعود الاسدي ونصر حبيب الله مربي ومدير متقاعد، اللذان أشركا الطلاب بتجربتهم الذاتية كطلاب في مراحل التعليم المختلفة في حياتهم من المرحلة الابتدائية حتى الجامعة والصعوبات التي مروا بها وقد شرحوا للطلاب عن نظام التعليم بعد النكبة حتى يومنا هذا، وبشكل خاص من سنة 1948 امتدادا بفترة الحكم العسكري حيث تمحور النقاش حول نظام التربية والتعليم وتأثيره على تطور المجتمع العربي وانعكاسه على الفرد العربي وطريق النجاح ضمن المعطيات القسرية .
على عكا حل الطلاب ضيوفا في اليوم الخامس في زيارة لمؤسسة الياطر التي استقبلهم فيها الصحفي سامي هواري الذي قدم شرح عن جهاز التربية والتعليم في مدينة عكا, كمثال حي لوضع التعليم في مدينة مختلطة وبسياق حق التعلم. كما وزاروا مدينة عكا التاريخية بمرافقة المرشد السياحي السيد ماهر زهرة .

في اليوم السادس أقيمت ورشة عمل في مدرسة مسار حول بلورة فكرة إصدار المجلة الطلابية قدمتها الصحفية ايناس مريح والتي تحدثت عن أنواع الكتابة وزودت الطلاب بأدوات وطرق كتابة مقالات صحفية كتحضير للمرحلة الثالثة.
كذلك تضمن برنامج هذا اليوم ورشة عمل فنية بإشراف الممثل محمود مرة، عبر من خلالها الطلاب عن رؤيتهم لحق التعلم واشكالياته من خلال الدراما بواسطة تمثيلية قصيرة من إنتاجهم. واختتم اليوم بأمسية طلابية احتفالية.
اليوم السابع والأخير تركز حول تلخيص المرحلة الأولى من المشروع وتقييم الورشات والفعاليات المختلفة تحضيرا للمرحلة القادمة.
يذكر أن تمويل المشروع تم بدعم من مؤسسة EVZ و European For Peace وبدعم سخي من أهالي طلاب مدرسة مسار.
كذلك كشف هذا المشروع عن قوة المجتمع المدني حيث أن نجاح المشروع تم من خلال مساهمة فعالة وتبرع سخي من مرشدين ومرافقين، محاضرين، رجال أعمال وجمعيات فاعلة في المجتمع العربي ودعم من بلدية الناصرة ورئيس بلديتها الذي خصص من وقته لاستقبال الضيوف. وهكذا تحولت المرحلة الأولى من المشروع إلى مسار تربوي تعليمي اجتمع من خلاله ضيوفنا وطلابنا مع أقطاب مختلفة من مجتمعنا ومؤسساته فعكسوا الأسس الايجابية والبناءة في مجتمعنا لتكون نموذج لمستقبل أفضل.
 

مقالات متعلقة