ردًا على "فتوى" الحاخامات، اللجنة القطرية :إنّ المد العنصري المتراكم والمتسارع، مؤخرًا، كمّاً ونوعًا، إنما يشير إلى مخاطر هذه المرحلة

أكدت اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في البلاد، في أعقاب توقيع عشرات الحاخامات على "فتوى" تحظر بيع وتأجير بيوت وأراض للعرب، أنّ المجتمع الإسرائيلي، كما القيادة والقضاء الإسرائيليين، يقفون اليوم، مرةً أخرى، بعد أن فشلوا مرارًا، أمام امتحان نوعيّ جديد، حول مسألة مدى تغلغل الفكر والممارسة العنصريين وتحوّلهما إلى نوع من "الأيديولوجيا" التي يعتمدون عليها كمصدر مشرِّع ومحرِّك للعنصرية، وفي تعاملهم مع الآخرين، لا سيما تجاه الجماهير العربية في البلاد، مكللين ذلك بإضفاء بعد ديني لهذا النهج الذي بات يدمغ السياسة والممارسة الإسرائيلية.

رامز جرايسي- رئيس اللجنة القطرية

وطنها وبيتها وأرضها
وتشير اللجنة القطرية، في هذا السياق، إلى خطورة العلاقة التبادلية في العنصرية بين المجتمع والقيادة السياسية في إسرائيل، حيث يغذي كل طرف الطرف الآخر، كما دللت أيضًا استطلاعات الرأي والأبحاث الأخيرة في هذا الصدد، دون وازع أو رادع.
كما تؤكد اللجنة أن الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد ليست غريبة عن هذا المكان، فهو وطنها وبيتها وأرضها، ولن تستطيع أي "فتوى" وأي سياسة أن تحول دون هذا الحق الراسخ لهذه الجماهير في وطنها، وأنّ مواطنة هذه الجماهير تستمد شرعيتها وحضورها من كوننا أبناء هذا الوطن، الذي لا وطن لنا سواه.
إنّ المد العنصري المتراكم والمتسارع، مؤخرًا، كمّاً ونوعًا، إنما يشير إلى مخاطر هذه المرحلة، وإلى طبيعة تحديات الحاضر والمستقبل، ما يقتضي تعزيز وتطوير وحدة وأداء الجماهير العربية ورؤيتها الجماعية والوحدوية، من ناحية، وضرورة توطيد تواصلها وعلاقتها وتعاونها مع القوى التقدمية السلامية الحقيقية اليهودية، من ناحية أخرى.
وتدعو اللجنة القطرية وزير القضاء، والمستشار القضائي للحكومة والمدعي العام للدولة، الى اتخاذ اجراءات قانونية بحق الموقعين على هذه العريضة، والمروجين للعنصرية المعادية للعرب عمومًا، رجال دين أو سياسيين، إنْ توفَّر لدى هؤلاء المسؤولين حقيقة موقفًا مُدينًا لهذه المواقف والممارسات العنصرية، والتي قد تقوم بعض الفئات بترجمتها الى أفعال خطيرة، كما حدث فعلاً في الماضي، وقد يتكرر في المستقبل أيضًا.
اللجنة القطرية تعود وتؤكد دعوتها السابقة، بإقامة أوسع جبهة تحالفية ممكنة، عربية-يهودية، في مواجهة هذا المدّ العنصري الذي يهدّد الجميع دون استثناء.