استهل كلمتي لهذا الاسبوع بما قاله الشاعر زهير بن ابن سلمى في الحرب اذ قال: وما الحرب الا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم، فالعدوان وما ادراك ما العدوان الذي شنته اسرائيل على لبنان وما تبعه من ردة فعل للمقاومة على اسرائيل، جعلت المنطقة الشمالية على وجه الخصوص تعيش حالة من الشلل على مختلف الاصعدة، وبما انني اطرق باب الرياضة فان كرة القدم اصيبت بالصميم، فعلى مدار شهر الحرب لم تنجح الفرق في اجراء تدريباتها بشكل منتظم، هذا ناهيك عن حالة القلق والتوتر التي انتابت اللاعبين، الامر الذي لخبط حسابات المدربين والمسؤولين على حد سواء، وعليه فان الاعداد لافتتاح الدوري كان مبتورا وسيستغرق وقتا كبيرا حتى ترميم النفوس التي تضررت وكذلك الفرق كمجموع.
وكان حريٌ باسرائيل ان تتعامل مع الامور الحياتية لسكانها بواقعية، تتخذ قرارات مناسبة تتلاءم واحاسيسهم ، ولكرة القدم هناك جمهور واسع والاتحاد العام لكرة القدم لم يهتم لا باللاعبين ولا بالجماهير ، بل اهتم بتسويق اسرائيل، من خلال الاصرار على اجراء مباريات التصفية للفوز بكأس التوتو، واكتفى بارجاء مباريات الدوري(كان من المفروض ان تنطلق اليوم وغدا) اسبوعا واحدا، ثم اني اتساءل ماذا مع الفرق العربية التي تشارك في الدوري؟!
هل هي جزء من الاتحاد العام ام ان سياسة التمييز التي تمارسها الحكومة ومارستها الحكومات المتعاقبة طالت هذا الاتحاد الذي تجاهل مطالب ادارات الفرق العربية بتعويضها ماديا،واليوم يتحدث مسؤولو الاتحاد عن ضرورة العودة الى الحالة الطبيعية، والهدف من وراء ذلك اقناع الاتحاد الاوروبي بالسماح للفرق الاسرائيلية بخوض المباريات الدولية هنا في البلاد، والسماح للمنتخب الاسرائيلي باجراء المباريات التمهيدية لبطولة اوروبا كذلك هنا في البلاد ، انها المصلحة الضيقة فوق مصالح الجميع، وانه التمييز بعينه وانها سياسة الاستعلاء والرقص على جراح الآخرين، فقد نسي مسؤولو هذه الدولة ان لبنان الجريح لن يتمكن من اجراء مبارياته الدولية على ارضه وبين جمهوره وان بطولة شرق آسيا التي كانت من المفروض ان تقام على ارض لبنان قد تعطلت، وهؤلاء ماضون في غيهم، يضربون غزة بلا رحمة ويتحدثون عن الانتصارات العسكرية وعن ضرورة الانتصارات الكروية، فكل انتصار حتى لو كان صغيرا يجعلونه انتصارا قوميا، والسؤال ماذا بعد ان كسر افراد المقاومة اللبنانية معادلة التوازن في المنطقة؟ وماذا بعد ان نجحوا في فرض واقع عسكري جدي؟ هل يعود من يتولى دفة الامور في هذه الدولة الى رشده؟ هناك ضرورة ملحة ان يتعاملوا مع الحياة بواقعية وان يدركوا متطلبات الآخرين على مختلف الاصعدة ومنها الرياضية.