نصف الرجال في المجتمع العربي تقريبًا (48.8%) مدخنين وأكثر من النصف منهم (54% من الرجال) عبروا عن نيتهم الإقلاع عن التدخين

في أعقاب العديد من الشكاوى التي وصلت إلى مركز الحقوق الصحية وركاز- بنك المعلومات في جمعية الجليل، والتي تشير إلى صعوبة لدى مؤمّني صناديق المرضى من العرب المعنيين بالتوقف عن التدخين، في الحصول على الخدمات المعطاة لهم ضمن سلة الخدمات الطبية، توجهت لينة زعبي-ابو مخ، محامية مشروع "المرأة والأقلية الفلسطينية في الموازنة الحكومية"، إلى صناديق المرضى مطالبة بفحص المعايير المتبعة بخدمات الإقلاع عن التدخين في المجتمع العربي.

الإقلاع عن التدخين
وكانت أبو مخ-زعبي قد ذكرت في رسالتها أنه وفقًا للشكاوى التي وصلت، فإن صناديق المرضى شمالي البلاد، تعرض خدمة "الإقلاع عن التدخين" على المؤمّنين، مشروطة بالدخول إلى دورات دعم خاصة تقام غالبيتها في مركز البلاد. وأضافت، أن صناديق المرضى تشترط الحصول المجاني على أدوية الفطام من التدخين Champix و- Zyban بالاشتراك بدورات الدعم تلك والمبنية من 8 لقاءات، كحد أدنى، الأمر الذي يحول دون حصول المؤمّنين العرب عليها بسبب إشكاليات المواصلات والتكاليف الباهظة للدورات والأدوية!

صورة توضيحية

المعطيات الأخيرة
وأضافت أبو مخ-زعبي في رسالتها أن المعطيات الأخيرة (عام 2009) والتي نشرت في تقرير وزير الصحة، أظهرت أن نصف الرجال في المجتمع العربي تقريبًا (48.8%) مدخنين وأكثر من النصف منهم (54% من الرجال) عبروا عن نيتهم الإقلاع عن التدخين، الأمر الذي يستدعي استيضاح المعايير المتبعة في الحصول على الخدمة من صناديق المرضى المختلفة، بما في ذلك نسبة التسرب من دورات الدعم للعرب. وطالبت ابو مخ- زعبي في رسالتها، استيضاح طرق إعلام المؤمّنين في صناديق المرضى حول خدمة الإقلاع عن التدخين وفيما إذا كان هنالك تشجيع للمؤمنين المدخنين على الحصول على الخدمة.

أدوية خاصة
في أعقاب التوجه تلقت أبو مخ- زعبي ردا من وزارة الصحة جاء فيه أن أدوية الإقلاع عن التدخين تم شملها في سلة الأدوية لعام 2010 لعلاج المرضى المؤمنين المشاركين او الذين انهوا الاشتراك في دورات الإقلاع عن التدخين والتي تنظمها صناديق المرضى. كذلك تلقت أبو مخ- زعبي ردودا من صناديق المرضى "كلاليت"، "مؤحيدت" و- "مكابي" جاء فيها أن صناديق المرضى تتبع تعليمات وزارة الصحة فيما يتعلق بإعطاء الخدمة للمؤمّنين، حيث أجمعت الصناديق الثلاث على أن تمويل الادوية يعطى للمؤمّنين بعد مرورهم بمرحلة علاج "توعوي تعمل على الجانب السلوكي للمريض" وذلك من خلال دورات الدعم، وتعطى للمريض بعد ذلك أدوية تعمل على الجانب الفسيولوجي. وأجمعت الصناديق الثلاث ايضا، على أن طاقم الصندوق يقوم بتشجيع المرضى على الإقلاع عن التدخين، مشددين على اضراره. كما وتقوم الصناديق الثلاث بالنشر حول تفاصيل دورات الدعم على موقعها الإلكتروني وعن طريق الاطباء المعالجين.

توسيع خدمات
وفيما اعترف صندوق المرضى التابع "لكلاليت" بأن الصندوق يعمل حاليًا على توسيع خدمات الدورات، لتشمل أكبر عدد من المؤمّنين من الشمال إلى الجنوب، شددت "مكابي" على أن ربع دورات الدعم تجري في شمالي البلاد وإنها الصندوق الوحيد الذي يعطي خدمات دعم هاتفية مجانية للمعنيين بالفطام. اما "مؤحيدت" فذكرت ان الدورات تقام حسب الطلب من قبل المؤمنين المتسجّلين للمشاركة. وأوضحت "مؤوحيدت" و"كلاليت" ان تعليمات وزارة الصحة تفيد أن بالإمكان الحصول على الدواء باشتراك شخصي بنسبة 15% من سعر الدواء إذا شارك المؤمن بالدورة، وإن لم يشترك فانه يستطيع الحصول عليه بسعر كامل يسترد إذا ما شارك في دورة مستقبلا، وذكرت ان الدورات تعطى مجانا بخلاف ما وصل المركز من شكاوى.

المجتمع العربي
هذا ولم تذكر كل من "مؤحيدت" و- "مكابي" عن قيامها بدورات دعم خاصة باللغة العربية واكتفت بالرد على أن هنالك دورات تعقد شمالي البلاد. وأضافت صناديق المرضى الثلاث في ردها، أنها لا تملك معطيات خاصة بالدورات مقسمة بحسب قطاعات او عن المجتمع العربي بالتحديد، على الرغم من أن مشكلة التدخين مستفحلة لدى الرجال العرب في إسرائيل.