أبو عرفة: 

كلنا ثقة أنّه سيأتي اليومُ .. الذي سيخرجُ فيه أسرانا من السجون .. رافعي رؤوسِهم

ذكرُ القدس والأقصى لا يتنافى مع انعقاد مؤتمر للأسرى .. فهذه المدينة الأسيرة .. أسِرت منذ أسِرتْ فلسطينُ وتشتتَ شعبُها

أني ما تركتُ ذكرَ الأقصى والمدينةِ المقدسةِ لخاتمةِ حديثي .. تقليلاً من شأنهما العظيم .. وإنما لتكونَ هذه الفقرةُ المباركة .. هي آخرُ ما تسمعون منا وتحفظون عنا

دعا وزير القدس السابق خالد ابو عرفة أمس الأول المشاركون في الملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال في الجزائر إلى إنطلاق حملة دولية قانونية حقيقية .. لرفع الظلم عن أسرانا وأسيراتنا والمرضى منهم والأطفال ، وبذل جهودهم في تحقيق المصالحةِ الوطنيةِ بين أبناء الشعب الواحد ، وفي سبيل استعادة استقلالنا ولحْمَتِنا معَ عمقنا العربي والاسلامي.

فرصة التحدث لنواب
وذلك خلال إنعقاد الجلسة النهائية للملتقى ، وقدم شكره للمشاركين قائلا : " نيابة عن إخواني النوّابِ المرابطين .. المهدّدين بالإبعاد .. وفي مقدمتنا شيخُنا النائبُ الأسير محمد أبوطير .. والنائبان .. أحمد عطون ومحمد طوطح .. أنْ أتحْتمُ لنا فرصة التشرفِ والتحدثِ إليكم .. وإطلاعكم على قضايا القدس الأبية ومآسيها .. سكاناً وحجارة وشجراً ومقدسات .. لنعلمَ علمَ اليقين .. أنّ النهضة العربية الإسلامية القادمة .. هي شأنكم أنتم أيّها الحضور .. نُخبة وأحزاباً وعلماءَ ومفكرين ، ومعكم مؤسساتكم وجمعياتكم .. واتحاداتكم على اختلافها ، ونهيبُ بكم أنْ تثقوا بأنفسكم وبقدرتكم على التغيير .. ونصارحُكم أنّ أهلنَا في بيت المقدس .. وكذلك شعبُنا الفلسطينيُ عامة .. أصبحَ يرى في هذه النّخَبِ والشرائح المتقدمة .. وما تصنعُه على طريق التضامن الإقليمي والدولي لصالح القضية الفلسطينية .. نبراساً واضحَ المعالم .. وسبيلاً يُحتذى به .. وعاملَ ضغطٍ بالغَ التأثير .. على دولة الإحتلال وسُمْعتِها الدولية .. هذا الإحتلالُ البغيضُ الذي بذل جهوداً جبارة .. على مدى عشرات السنين .. وهو يقنع المجتمعَ الدوليّ .. بأنه واحة من واحات الديمقراطية والعدل والتسامح .. ونموذجاً خلاقاً في العلم والقوة والإزدهار ..ولكن وبفضل حملات التضامن الخيّرة .. ومؤتمرُكم جزءٌ لا يتجزأ من هذه الحملات .. إذا بهذا النموذج الإحتلالي العملاق .. يتهاوى شيئاً فشيئاً .. فيما ترتقي أرواحُ شهداء غزة .. وشهداء سفينة مرمرة إلى العُلا .. ويتساقط هذا العملاقُ المزعومُ .. تحت ترابِ "مقبرة مأمن الله" .. التي يبني الإحتلالُ على رُفات شهدائها من الصحابة والعظماء .. متحفاً أسماه " متحفَ التسامح " .

الأسر والإبعاد
وأضاف " إنني وإذ اُمثلُ ومعي إخوانيَ النواب .. حالة ما بينَ الأسر والإبعاد .. وهي صورةُ ما عليه الشعبُ الفلسطينيُ عامّة .. في كافة مواقعه .. في ظل الحصار والإحتلال والنفي والتشريد .. لنُدْركُ عينَ اليقين .. أنّنا عندما لجأنا واعتصمنا في المؤسسة الدولية للصليب الأحمر.. ولا نزالُ معتصمين كما تعلمون .. لليوم المائةِ والستينَ على التوالي .. من أجل مواجهة قرارِ الإحتلال بإبعادنا وإبعادِ أهالينا المقدسيين .. إنما أردنا من اعتصامنا هذا أنْ نقدمَ لشعبنا نموذجاً جديداً في التصدي للإحتلال .. نموذجاً يكونُ الأوّلَ في طبيعته منذ احتلت فلسطين .. مستفيدين من تجارب شعبنا العظيم .. الذي يأبى الخنوع .. برغم آلاف المكائد التي تحاكُ له بالليل والنهار.. ضارباً أروعَ الأمثلة في الصّبر والثبات والرّباط .. مَثلهُ مَثلُ أشقائِه من الشعوبِ المجاهدة .. وليس آخرَها شعبُ أفغانستان والعراق."

نموذج من العمل الوحدوي
مشيرا إلى تشكيلهم نموذجا من العمل الوحدوي الوطني داخل مدينة القدس مع الفصائل الوطنية ، وتشكيلهم " اللجنهُ الوطنيهُ لمقاومة الإبعاد " .. التي أصبح لها دورٌ متميزٌ في الدفاع عن قضيتهم .. وإبراز خطورة إبعاد السكان وتهجيرهم عن مدينتهم .. وإستقطاب خيمتهم ثلة ًمنْ رجالاتِ القدس الأكاديميين والإعتباريين من المسلمين والمسيحيين ، الذين تضامنوا معهم وساندوهم .
معبرا عن أمله أن يكون الملتقى خطوة تختلفُ عن سابقاتها من المؤتمرات والندوات ، للتقدم أكثرَ نحوَ انفراج حقيقيّ في ملف الأسرى الذين يأملون أنْ تدَوّلَ قضيتهم .. وأنْ تنطلقَ حملة دولية قانونية حقيقية .. لرفع الظلم عن أسرانا وأسيراتنا .. والمرضى منهم والأطفال ، وتحقيق المصالحةِ الوطنيةِ بين أبناء الشعب الواحد ، واستعادة استقلالنا ولحْمَتِنا معَ عمقنا العربيّ والإسلاميّ.

المدينة الأسيرة
وقال أبو عرفة: " كلنا ثقة أنّه سيأتي اليومُ .. الذي سيخرجُ فيه أسرانا من السجون .. رافعي رؤوسِهم وهم يُرَدِّدونَ قولَ شاعر المقاومةِ اليَمَنِيّ : خرجنا من السّجن شُمّ الأنوفِ كما تخرجُ الأسدُ من غابها نمُرّ على شفراتِ السيوفِ ونأتي المدينة من بابها."
وختم كلمته مضيفا " سيداتي سادتي معَ أهمّ الأسرى وأعظمِهم .. وأكثرهم جُرحاً ومُعاناة .. إنه المسجدُ الأقصى المباركُ وحواريّوه .. قبة الصخرة وساحة البراق .. وأكنافهم من أراضي البستانَ وسلوانَ والشيخ جراح .. وعمومَ المدينة الأسيرة .. التي تئنّ اليومَ .. أنينَ المفارقِ المُوَدّع .. إلا أنْ يتغمّدها اللهُ بصحوة أبيّة غضوبة .. كصحوة عمرَ أو صلاحَ الدين أو المعتصم .. فذكرُ القدس والأقصى لا يتنافى مع انعقاد مؤتمر للأسرى .. فهذه المدينة الأسيرة .. أسِرت منذ أسِرتْ فلسطينُ وتشتتَ شعبُها . ثمّ أسِرت ملفاتُ القضيةِ برُمّتِها .. ويعلمُ اللهُ .. أني ما تركتُ ذكرَ الأقصى والمدينةِ المقدسةِ لخاتمةِ حديثي .. تقليلاً من شأنهما العظيم .. وإنما لتكونَ هذه الفقرةُ المباركة .. هي آخرُ ما تسمعون منا وتحفظون عنا .. لتبقى ذكراها في نفوسِكم .. وتظلّ أهمّ همُومِكم .. عسى اللهَ أنْ يكتبَ لكم شرفَ العمل .. لتحرير الأقصى وتحريرالأسرى ."