قدس الأب سمير روحانا يروي شهادته الحية من عسفيا لموقع العرب:

الله إذا غضب على القوم قلب صيفهم شتاء وشتاؤهم صيفا.. نعيش صيفا حارقا

كلما أخمد الحريق في منطقة معينة عاد واشتعل فيها من جديد بسبب الرياح الشديدة التي تغير سرعتها
 

توجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بطلب المساعدة من دول العالم ولا سيما من دولة مثل اذربيجان هو "بهدلة"

أقول للحكومة الإسرائيلية لديكم كل وسائل إشعال النيران في العالم بأسره ولكنكم عاجزون عن إخماد نيران عود ثقاب في بلدكم

إسرائيل أثبتت اليوم انها يجب الا تخاف من الصواريخ النووية التي تهدد مصالحها لأنه يكفي أن يصلها صاروخ بسيط حتى ينتهي الأمر

على الحكومة أن تتحمل عواقب إهمالها بحيث تسكعت في الوصول الى المكان والعمل على إخماد الحريق في الوقت الذي كان بالإمكان السيطرة عليه

لعل اشتعال النيران يحمل شعلة سلام تجعلنا نقف أمام الحال اليوم ونعيد الحسابات ونعيش المحبة الإنسانية لأن الانسان مهما كبر يبقى صغيرا

الليلة تستذكر الكنيسة عيد القديسة بربارة وهنالك مثل شعبي يقول أنه في عيد البربارة بتطلع المي من ثقوب الفأرة! ولكنها اليوم تخرج نيرانا بدلا من الشتاء

"نعيش حالة من الذهول والصمت والحزن الشديد لا سيما بسبب عزل عسفيا عن العالم الخارجي بعد انقطاع التيار الكهربائي وأوامر حظر التجول خوفا على سلامة المواطنين. الحال يتمثل في تضارب المشاعر وعدم معرفة كيفية التصرف. الاول يخرج من البلدة ثم يعود فيخرج الآخر لأن هذه هي الصورة". هكذا وصف قدس الأب سمير روحانا كاهن رعية الروم الكاثوليك في عسفيا ورئيس محكمة البداية للروم الكاثوليكية في إسرائيل وإبن قرية عسفيا، الحال المؤلم في بلدته في حديث خاص لموقع العرب وصحيفة كل العرب اليوم السبت.

قدس الأب سمير روحانا

وأضاف: لا نعرف حقيقة حجم النيران الملتهبة لكننا نشهد دخانا مخيفا وكثيفا جدا يتصاعد بكميات هائلة ما يؤكد عمق المأساة وقوة الحريق الذي كلما أخمد في منطقة معينة عاد واشتعل فيها من جديد بسبب الرياح الشديدة التي تغير سرعتها، وبتقديري فإن النيران لن تطفأ اليوم للأسف الشديد.
غلطة شنيعة

علامات تساؤل واستفهام؟!
وقال قدس الأب سمير روحانا للعرب: ما نتابعه من خلال وسائل الإعلام حول مقتل 41 شخصا إنما هو "غلطة شنيعة" لا سيما وأن الوصول من سجن الدامون الى مركز النيران لا يستغرق أكثر من دقيقة سفر وهنا أتساءل حول السبب الذي جعلهم يهرعون باتجاه بيت أورن! كيف خرجت الحافلة من الدامون الى سجن رقم 6 باتجاه عتليت عند الشارع الرئيسي رقم 2 حيث كان بالإمكان عودتهم الى المفرق الرئيسي؟

الحل: لما ربنا يمطر
وفي رده على سؤال موقع العرب وصحيفة كل العرب حول موعد إخماد النيران، قال قدس الأب سمير روحانا: "لما ربنا يمطر"! وأضاف: الليلة تستذكر الكنيسة عيد القديسة بربارة وهنالك مثل شعبي يقول أنه في عيد البربارة بتطلع المي من ثقوب الفأرة! ولكنها اليوم تخرج نيرانا بدلا من الشتاء.

صورة من إخماد الحريق في عسفيا- صورة من أرشيف موقع العرب

العقاب من الطبيعة لأن الله يحب ولا يعاقب
وتابع ردا على أسئلة موقع العرب وصحيفة كل العرب بالقول: ما يحدث هو عقاب ولكن ليس من الله تعالى، لأنه هو المحبة التي تحب بدلا من أن تعاقب، ولكن العقاب يأتي من الطبيعة نتيجة لتصرفات وأخطاء الإنسان وما يحدثه من ضرر لها، حيث تدافع عن نفسها والدليل على ذلك هو الكوارث الطبيعية التي تولد نتيجة لعدم التوازن في الطبيعة.

صيف حارق في كوانين..
يقولون أن الله إذا غضب على القوم قلب صيفهم شتاء وشتاؤهم صيفا وهذا هو حالنا في الصيف حارق. الله غاضب ولكنه يحبنا أيضا. نحن أخطأنا وهذه نتيجة أعمالنا وعلينا ان نتحملها، لذلك على كل شخص أن يسأل نفسه ماذا فعلنا بالطبيعة؟ هذا ما أضافه الأب روحانا للعرب مشيرا بالقول: على الحكومة أن تتحمل عواقب إهمالها بحيث تسكعت في الوصول الى المكان والعمل على إخماد الحريق في الوقت الذي كان بالإمكان السيطرة عليه.

بهدلة إسرائيلية
ونوه بالقول: إن توجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بطلب المساعدة من دول العالم ولا سيما من دولة مثل اذربيجان هو "بهدلة". وأقول للحكومة الإسرائيلية لديكم كل وسائل إشعال النيران في العالم بأسره ولكنكم عاجزون عن إخماد نيران عود ثقاب في بلدكم. هذا هو الوضع وهذه هي الحقيقة التي تهرعون من خلالها الى تطوير آليات الطيران والصواريخ. لديكم القدرة على ضرب إيران وقد ضربتم العراق سابقا بحجة الدفاع عن أنفسكم! ولكن الأجدر لو تدافعون الآن عن المواطن البسيط والخائف هذه الأيام.

صاروخ بسيط وبحل الفيلم!
وتابع الأب روحان: إسرائيل أثبتت اليوم انها يجب الا تخاف من الصواريخ النووية التي تهدد مصالحها لأنه يكفي أن يصلها صاروخ بسيط حتى ينتهي الأمر.

الصلاة ثم الصلاة
وبالرغم من كل الصورة السوداوية والمأساة الكارثية في جبال الكرمل، هنالك بصيص نور وأمل وتفاؤل في كلام قدس الأب سمير روحانا -كاهن رعية الروم الكاثوليك في عسفيا ورئيس محكمة البداي للروم الكاثوليكية في إسرائيل- الذي قال في حديث خاص للعرب: الحل هو الصلاة وأن أطالب بتكريس قداس يوم غد الأحد لفك أسر الكرمل المشتعل وعلى نية أرواح ضحايا الكارثة.

شعلة سلام
وختم بالقول: لعل اشتعال النيران يحمل شعلة سلام تجعلنا نقف أمام الحال اليوم ونعيد الحسابات ونعيش المحبة الإنسانية لأن الانسان مهما كبر يبقى صغيرا.