الخندقجي :

نحن نؤمن بان الاحتلال يقف دوماً حائلاً دون تحقيق التنمية في كل مكان

سنعمل دوماً على البناء والاستثمار في الإنسان

 شعبنا ماضٍ في نضاله حتى التحرير، وان هناك أجيال ستبقى حاملة الراية، ومتمسكة بثوابتها التي تمسك بها الشهيد الراحل أبو عمار واستمر عليها الرئيس محمود عباس أبو مازن

نظم في محافظة قلقيلية ، وعلى ساحة مدرسة ذكور التركية الأساسية حفل افتتاح أربع مدارس جديدة بحضور محافظ قلقيلية العميد ربيح الخندقجي ووزيرة والتعليم العالي أ.لميس العلمي ووزير الحكم المحلي د. خالد القواسمي والسفير التركي شاكر أوزكان تورنلار ومدير عام الأبنية المدرسية فواز المهندس فواز مجاهد ، وأعضاء المجلس التشريعي، وممثلي المؤسسات الرسمية والأمنية وممثلي المجتمع المحلي وجموع من الطلبة وذويهم.

اكتساب العلم والمعرفة
وفي كلمة ألقاها، حيا الخندقجي الحكومة التركية على دعمها للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الدعم التركي للفلسطينيين منذ عهد السلطان عبد الحميد الذي رفض التنازل عن شبر من فلسطين وصولاً إلى مواقف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السياسية الداعمة للقضية الفلسطينية والى الحق الفلسطيني بإقامة الدولة، مستذكراً دماء شهداء سفينة مرمرة التي سالت في سبيل كسر الحصار عن شعبنا المحاصر في غزة.
وبين الخندقجي أن دعم بناء المدارس وهو إحدى أشكال الدعم المتميزة، كونها صروحاً تبنى فيها العقول ويستثمر فيها الإنسان الذي هو أغلى ما يملكه الشعب الفلسطيني في ظل غياب موارده الأخرى.
وقال الخندقجي : نحن نؤمن بان الاحتلال يقف دوماً حائلاً دون تحقيق التنمية في كل مكان ، ولكننا سنعمل دوماً على البناء والاستثمار في الإنسان، وأن شعبنا ماضٍ في نضاله حتى التحرير، وان هناك أجيال ستبقى حاملة الراية، ومتمسكة بثوابتها التي تمسك بها الشهيد الراحل أبو عمار واستمر عليها الرئيس محمود عباس أبو مازن.
من جهتها أعربت العلمي عن سعادتها بانجاز وافتتاح عدد من المدارس التي ستطلق العنان للأطفال في اكتساب العلم والمعرفة، وإنارة الطريق نحو المستقبل، وتمكنهم من شق طريقهم في الحياة، والوصول إلى واقع أفضل، رغم جسامة المعيقات، وصعوبة الظروف المحيطة بكل محافظات الوطن.

البناء والنهوض بالعملية التربوية
وبينت العلمي أن هذا الحفل يأتي للاحتفاء بإضافة لبنة أخرى في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وإلى تعمير الأرض ودعم الإنسان الفلسطيني المتمثل في افتتاح أربع مدارس في محافظة قلقيلية وهي: ذكور التركية الأساسية، ذكور اماتين الأساسية، وبنات حجة الأساسية وبنات جيوس الأساسية.
وقالت: إن فكرة البناء والاعمار التربوي أصبحت حدثا مألوفا في جميع محافظات الوطن، وهذا ما تبين من خلال افتتاح عدد كبير من المدارس الجديدة في جميع محافظات الوطن. فالحاجة إلى النهوض بالعملية التربوية، وخلق أجواء تعليمية ميسرة وآمنة، ورفع مستوى التحصيل الأكاديمي لأبنائنا الطلبة دفعت بوزارة التربية والتعليم العالي والمؤسسات المحلية والدولية، والدول الصديقة والشقيقة إلى حشد الجهود الكبيرة، وتكريس الآليات الممكنة، وتوفير الدعم اللازم لبناء المدارس في كل مخيم وقرية ومدينة فلسطينية.
وأوضحت العلمي بان الوزارة وضعت عملية البناء والنهوض بالعملية التربوية في أولى أولوياتها،بغية نقل العملية التعليمية من طور الجمود إلى طور الحداثة عبر قيامها بتحديث النوعي للمناهج الفلسطيني الوطني وتأهيل المدارس القائمة، وتشييد مدارس جديدة، مجهزة بأفضل المرافق حسب المعايير الدولية، وتزويد تلك المدارس بكافة التجهيزات العلمية وتأثيثها بشكل ملائم.
وأردفت بالقول: قامت الوزارة في إطار خطتها الخمسية بالعمل على تحسين نوعية التعليم والتعلم والتأكيد على برامج إعداد وتأهيل المعلمين، واعتماد الطالب كجوهر وأساس في العملية التعليمية. فقد أثمرت جهود الوزارة الأخيرة إلى التوصل في توقيع اتفاقية تفاهم مع أربع دول مانحة بقيمة 92ومليون دولار في إطار دعم الخطة الإستراتيجية للتعليم.

التعاون والصداقة التركية الفلسطينية
من جهتها شكرت العلمي الحكومة التركية وشعبها على دعمهم المتواصل لقطاع التربية والتعليم، ولمساهماتهم في تحديث البنية التحتية في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية ولمواقفها السياسية الداعمة لقضية الشعب الفلسطيني المحاصر.
كما شكرت العلمي كافة المؤسسات الرسمية الشريكة وخاصة وزارة الحكم المحلي والمحافظة والبلديات على دعمهم المتواصل ومساندتهم المستمرة لمسيرة البناء والتقدم في كافة أرجاء هذه المحافظة المحاصرة بجدار الفصل الإسرائيلي البغيض ولتكريسهم الوقت والجهد لحماية المجتمع ورفعة شانه والنهوض بالمسيرة التعليمية نحو الأمام.
فيما قال السفير أوزكان تورنلار: أن تركيا الدولة الشقيقية لكم، وهي تولي اهتماماً خاصاً لبرنامج بناء الدولة الفلسطينية، حسب برنامج حكومة د.سلام فياض، وان بناء هذه المدرسة واحدة من مؤشرات هذا الاهتمام.
و أعرب السفير عن اعتزازه وافتخاره بانجاز مبنى مدرسة ذكور التركية الأساسية، والتي تعتبر من إحدى المساهمات التركية في دعم قطاع التربية والتعليم، والتي كان من بينها انجاز وتشييد مدرسة عناتا للأيتام ودار الأيتام الصناعية بمنح إجمالية زادت عن 3 ملايين دولار.
وبين أوزكان تورنلار ان الحكومة التركية قدمت ما يزيد عن مئة منحة للدراسة في الجامعات التركية ، على اعتبار أن الاستثمار في الإنسان الفلسطيني الذي يعتبر الجوهر الأساسي لبناء الدولة والمستقبل.
كما شكر رئيس مؤسسة "تيكا" التركية وممثلها في فلسطين على جهودهم التي بذلوها مع شركائهم الفلسطينيين لانجاز هذه المدرسة وغيرها المدارس كنموذج ودليل على التعاون والصداقة التركية الفلسطينية.

الدولة الفلسطينية المستقلة
وبين السفير أن مشروع بناء المدرسة التركية ياتي ضمن رزمة من المشاريع وضمن التزام الحكومة التركية تجاه السلطة الفلسطينية بمبلغ 150 مليون دولار، لتصل تكلفة المدرسة"التركية" التي تخدم 450 طالب مليون دولار أمريكي.
فيما نقل د.القواسمي تحيات رئيس الوزراء وأعرب عن سعادة الحكومة الفلسطينية للدعم الذي تقدمه تركيا للشعب الفلسطيني، للاستمرار في نضاله لاستعادة حقوقه، واعمار مؤسساته كخطوة لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأكد القواسمي أن حكومة الاحتلال لا زالت تصر على سد الأفق أمام المحاولات الجادة لإعطاء الفلسطينيين حقهم في الحرية والاستقلال.
وبين رئيس بلدية قلقيلية سمير دوابشة أن البلدية نفذت مشاريع تطويرية منذ العام 2009 وحتى الآن بما قيمته ٤ مليون دولار بالتعاون مع عدد من المؤسسات الدولية.
وبين دوابشة أن بناء المدرسة التركية وغيرها ساهم في تخفيف الاكتظاظ المدرسي بين الطلبة الأمر الذي سينعكس إيجاباً على مستوى تحصيلهم، وهي محاولة لتعويض النقص في البنى التحتية التي اعترت المدارس في السنوات السابقة.
وفي هذا السياق أكد مدير تربية قلقيلية يوسف عودة أن المديرية عملت وما زالت تعمل على بناء مدارس جديدة سنوياً طبقاً لحاجاتها المرتبطة بتوفير بيئة تعليمية مناسبة تسهم في تحسن التحصيل ، والحد من الاكتظاظ بين الطلبة.
وأشار عودة انه تم انجاز ما مجموعة 22 مشروع تربوي تطويري في مجال الإنشاء والصيانة والتوسعة في المحافظة بقيمة 6 ملايين دولار، ليرتفع عدد مدارس المديرية إلى 80 مدرسة.
وفي نهاية الاحتفال الذي تخلله العديد من الفقرات الفنية، تم تكريم الجانب التركي من قبل مؤسسات المحافظة.