الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 09 / مايو 01:02

التارو Tarot...أوراق المصير التي تحدّد سعادة وشقاء العرب المصدقين لأوراقها

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 30/11/10 22:25,  حُتلن: 21:21

تتنقل العرّافة من محطة تلفزيونية الى محطة أخرى، فينتقل معها المشاهد أوالمستمع

بعض العاملين في هذا "الكار" بارعون في قراءة ملامح الوجه وتعابيره وطريقة لفظ الزبون

أول ما يطالعنا اسم لعبة أوراق، نشعر وكأنها مجرد لعبة للتسلية كغيرها من اللعب، لا بل نفكر أنها تثقيفية تدعو الى تشغيل الفكر والذهن. لكن عندما نرى أوراق لعبة "التارو" الجذابة بشخصياتها وألوانها وصورها الفنية، إضافة الى جدّية قارئها -"العرّافة"، تروح أفكارنا الى أنها ليست مجرد لعبة عادية، بل لعبة خطرة وربما مصيرية.
 تعتبر أوراق "التارو" جزءاً متكاملاً من أعمال السحر والتنجيم، وهي مرتبطة بالعِدادة Numerology والقبلانية السحرية الروحانية، حتى انه توجد كتباً لتفسير "التارو"معروضة للبيع، تساعد الذين يرغبون بتعلم هذا النوع من علم معرفة الغيب، اذا صحّ التعبير،أن يتعلموها بسهولة... الى هذا الحدّ دخل "التارو" حياتنا.



تقول احدى العرّافات :" السعادة فترة تفصل بين فترتيّ شقاء... يأتي اليّ أفراد من مختلف الطبقات والمستويات والأعمار بحثاًعن شعاع ضوء ومزيد من الأمل في المستقبل".
ولا تعتبر محترفات هذه المهنة أنهن يقمن بنوع من التنجيم، بل ان ما تفعلنه لا يعدو كونه نوعاً من العلاج النفسي، اعتماداً على امتلاكهن الحاسة السادسة التي تمكنهن من النفاذ الى شخصية من يجلس أمامهن، وأن هناك من يساعدهن في تقديم المعلومات عن الأحداث التي مرّت بحياة الشخص الذي يجلس أمامهن، لكن لا يبحن به!!

قراءة المستقبل تحدّد مصير الشباب
دراسات عدة تشير إلى أن عربياً واحداً من بين كل عشرة تسيطرُ على ما سيفعله أو يقوم به في الحياة ما يجده في قراءة الطالع. فقد بدأت تنتشر ظاهرة اعتماد الشباب، وأكثرهم فتيات، ليعرفوا على ما يحمله " الطالع" عن حياتهم العاطفية في أغلب الأحيان كي يقرّروا مستقبلهم. حتى ان كثيرات من النساء ولا سيما المتزوجات منهن، يقصدن قارئات التارو، بما أنها على مستوى أكبر من المنجمين من الصنف الآخر، الذي يحتاج المرء الى زيارتهم في بيوتهم الفقيرة والمنزوية، فقارئات التارو بالنسبة لهؤلاء النسوة بمثابة الشخص الآخر الذي تحتاج إليه المرأة للبوح عما في داخلها حين لا تجد من يستمع إليها، وحين يفقدن القدرة على التعامل مع المشكلة بواقعية، أو بعبارة أخرى، بسبب الشدّ النفسي والعصبي الذي يرافق خيانة الزوج أو تأخر حالة الانجاب مثلاً او انعدامها تمامًا، تقف المرأة وحدها مذهولة لاتعلم اين تتجه والى من تشتكي، ولا تجد أمامها من نافذة تطلّ على الأمل سوى "فتاحة الفال" تلك... قارئة التارو.
جينا، اعتادت منذ سنين بدء يومها بفنجان قهوة ومجموعة من الصحف باحثة فيها عن ضالتها أيّ عن عرّافة عبر رسالة خلوية أو مقهى أو غير ذلك.. ومن هنا تخطط جينا يومها على أساس ضرب من خيال، فربما يصدق المنجمون ولو مرة كما تقول.
تؤكد جينا أنها تبدأ بقراءة الطالع في الصحف مع قهوة الصباح، ثم تعيّن على عرّافة "تارو"، الوسيلة التي تؤمن بها كثيراً، وعلى ضوئها تسيّر حياتها.
وما بين الطرافة والغرابة بدت قصة شاب دفعه سوء نصائح العرافة إلى فسخ خطوبته، لهذا يحذر من الهوس بالسؤال عن الطالع والمستقبل لتحديد مسار الحياة، اذ يأخذ منعطفًا حادًا قد يؤثر سلباً على الكثيرين، وفي حال أثر ايجاباً، فيكون ذلك من باب الصدفة.

عرّافات عبر التلفزيون... عرّافات عبر المقاهي... عرّافات عبر الجرائد... عرّافات أينما كان...
تتنقل العرّافة من محطة تلفزيونية الى محطة أخرى، فينتقل معها المشاهد أوالمستمع بأسئلته ليتعّرف على ما تقوله في كل محطة، فربما بذلك يطمئن الى مستقبله، وفي حال لم يشبع فضوله ما قالته له على الشاشة، ينتقل معها الى المقهى أو يطلبها كخدمة الى المنازل أو حتى عبر الانترنت أو يتصفح الجرائد الاعلانية حيث يعرّف العرّافون عن قدراتهم فيها... حتى أن بعض الفنادق بنجومها الخمسة، في اللوبي خاصتها، تضع اعلاناً عن توفر عرّافة " خاصة بلعبة "التارو" موجودة لخدمة الزبائن وكشف غيبهم، فالعرافين أصبحوا أشهر من نار على علم... اذاً أصبحت اللعبة مكشوفة تلاحق الجميع... لكن تبقى خباياها مستورة أيضاً عليهم.
صحيح أن العرّافات يؤكدن أن الحاسّة العالية لديهن والطاقة الايجابية اللاتي يتمتعن بهما، مميزتان عندهن جداً ، الا أن بعضهن يرى أنهن يعتمدن في اللعبة على ثلاثة أمور هي: علم النفس، علم الفلك والطاقة، ومنها تنطلق العرّافة الى التحليل والتفسير، وبمجرّد أن يمسك الانسان" الجاهل لمستقبله" الورق، حتى تنتقل طاقته اليها، ثم تنتقل هذه الطاقة الى العرّافة عندما تمسك بدورها الورق وتفتحه!

طقوس العرّافات مع ورق التارو وكتاّب العالم تحدثوا عنه
طقوس تعتمدها العرّافات في لعبة التارو، منها أن أوراق التارو يجب أن توضع بمكان معيّن لتجنّب أيّ طاقة سلبية يمكن أن تؤثر فيها، وأن لا يتمّ تداولها من مكان الى آخر أو من يد الى أخرى. أما الشخص الذي يطلب قراءة طالعه من خلال التارو، فضروري أن يحدّد نيّة واحدة والتفكير في الموضوع الذي يريد المعرفة عنه، الى جانب أن الصدق والصفاء هما صفتان أساسيتان بين الطرفين في هذه المعادلة.
قد نراه علماً غريباً بتفاصيله "المعقدة"، إلا أنه يجذب الكثيرين ويحفزهم على معرفة كيف يستطيع هذا "العلم الغريب" أن يساعدنا على الحصول على الراحة النفسية والتعرّف بشكل محدّد إلى المشكلات التي تؤرقنا والتي تمنعنا أحياناً من تسرعة وتيرة الحياة بتعقيداتها.
يسمى التارو ببطاقات القراءة الروحانيّة وعددها في أكثر الأحيان 78 بطاقة تحوي على أمور الحياة كلها من حب وصحة وعمل وعائلة وأصدقاء وخير وشرّ ونجاح وفشل وسفر.... هي أوراق تشبه بالشكل والحجم أوراق اللعب العادية التي تسمى بورق الشدّة، لكنها تحوي معان ورسومات مختلفة، يقوم قارئ الطالع بترتيب الأوراق للزبون، ثم يفسّرها له على أنها دليل لرحلته الروحية، إضافة إلى إعلامه عن الأمور البسيطة الدنيوية كشؤون العمل والعلاقات مع الآخرين.
لقد تحدث عن أوراق التارو أكثر من كاتب وعالم لما لها من جذور تاريخيّة ممعنة في القدم والأهمية، كما أشار إليها "دان براون" في كتابه الشهير "شيفرة دافنشي". أما مصدر أوراق التارو فغير معروف، رغم أن الكثيرين يعتقدون أن بدايتها كانت في فرنسا في القرن الرابع عشر.
أمّلتها بالزواج فبقيت على عهد حبيبها حتى من دون أيّ اتصال
يحكى ان بعض العاملين في هذا "الكار" بارعون في قراءة ملامح الوجه وتعابيره وطريقة لفظ الزبون، وكأن الأمر تحليل لشخصيته نابع من علم الفراسة، كما يساعد على جرّه الى اعطاء المعلومات التي يحسب فيما بعد ان قارئ الطالع عرفها بشطارته.
العرّافة "ريتا" التي تدّعي أنها ورثت كشف الطالع عبر أوراق التارو عن جدّتها لأمها التي كانت تقطن في البرازيل، قصدتها ساميا وكانت قد عادت لتوّها من اسبانيا حيث تلاقت مع حبيبها التي كانت قد تعرّفت اليه في احدى افصول الصيف في بلدها. ارادت ساميا أن تعرف في حال سيحصل النصيب بينها وبين صديقها، بما أنهما تواصلا عبر الانترنت مدة عام كامل، وكان هدف رؤيتهما لبعضهما البعض في اسبانيا المزيد من التعارف فيما بينهما. نظرت العرّافة ريتا الى عيون ساميا بعدما تحدثت اليها مطولاً عن السفرة وعن حبيبها وطلبت منها أن تقطع الورق الى أربع أقسام، ثم نظرت الى الورق وقالت:"زواجك سيتمّ من صديقك بعد اشارة واحدة... ربما شهر أو سنة وستنجبين ثلاثة أطفال وستنجحين في علاقتك"، تردّدت ساميا الى قارئة التارو عدّة مرّات للسؤال عن غياب حبيبها عن الاتصال، فما كان من العرّافة الى أن أقنعت ساميا انه تمّ عمل "سحر" لها من قبل اقرباء لها وأدخلتها في معمعة شيخ يفك المربوط، ومازالت ساميا مع تتالي السنين تنتظر حبيبها، رغم أنها لم تسمع عنه خبراً واحداً منذ لقائهما الأخير في اسبانيا.

مقالات متعلقة