الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 11:02

ابو وهيب على العرب:كظم الغيظ..يغني عن الندم

كل العرب
نُشر: 28/11/10 17:36,  حُتلن: 07:37

أبو وهيب:

ها هي الأمم تتكالب علينا من كل حدب وصوب ألا يجدر بنا أن نعتبر ونتّعظ ؟

الإيمان أيضا يجب أن يُكلّل بالقناعة لأنّ القناعة جزء لا يتجزأ من التسامح والصبر

ألا يكفينا ما نحن فيه من أوضاع اقتصادية متردّية وقد تكون الأيام القادمة أسوء ممّا نحن فيه؟

أيها الناس أيها المسلمون يا من استبدلتم الشجار بدل الحوار, والعنف بدل العفو, والمشاحنة بدل المسامحة,والتحارب بدل التحابب ,والتباعد بدل التقارب , يا من آمنتم بالله وملائكته وكتبه ورسله أحييكم بتحيّة من عند الله طيّبة مباركة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

"أفشوا السلام بينكم"

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:(ولا تستوي الحسنة ولا السيّئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنّه ولي حميم) ويقول عليه الصلاة والسلام : لن تنالوا البر حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابَوا, ألا أدلكم على شيء تحاببتم فيه ؟قالوا: بلا يا رسول الله قال :أفشوا السلام بينكم.
إنّ ما يحدث في قرانا ومدننا الحبيبة من قتل وعنف واستعمال السلاح بشتى أنواعه وأحجامه لأمر مزعج ومقلق ومؤسف والعياذ بالله ,إنّ ما نراه ونسمعه من خلال وسائل الإعلام المختلفة وبالذات المواقع العربية التي ما تكاد أن تدخل إلى الموقع وإذ بغماّز الخبر العاجل الأحمر اللون وكأنّه يصرخ ويستغيث شجار في القرية كذا أو المدينة كذا وطعن هنا وطعن هناك وقتل هنا وهناك وكذلك السطو والطامّة الكبرى هي استعمال السلاح الذي أصبح ظاهرة متفشّية في مجتمعنا, لا يخلو شجار من استعمال السلاح وإصابات أو حتّى قتل والعياذ بالله.

الإفتقار الى كظم الغيظ
وهذا يثبت بأنّنا نفتقد ونفتقر إلى كظم الغيظ وإفشاء السلام الذي هو بمثابة الإطفائيّة لحريق الفتنة والشجار والنزاع والخلاف وربما الجريمة التي بدأت أيضا تتفشّى بشكل سريع في مجتمعنا إنّها آفة من الآفات الماحقة والمتفاقمة والعياذ بالله .
ومع الأسف الشديد الأسباب تافه إمّا على خلفية انتخابات أو وقوف سيّارة أو خلاف بين الجيران على رسم حد من الحدود أو خلاف قديم أو نزاع وشقاق بين الزوجة وزوجها وغيرها , وجميع هذه الخلافات لا قيمة لها ولا تساوي جرح أو قتل إنسان .
الإنسان المؤمن إذا رأى مكروها يغيظه يجب عليه أن يكظم غيظه لينال العز ويتجنّب ألذل, يقول عليه الصلاة والسلام: "ما من عبد كظم غيظه إلا زاده الله عزّا في الدنيا والآخرة , "ومن كظم غيظه حشا الله قلبه أمنا وإيمانا يوم القيامة " صدقت يا رسول الله صلى الله عليك وسلم.

واجب المؤمن
لذلك من الواجب على المؤمن أن يكظم الغيظ كي لا يندم يعفو عمّن ظلمه, لأنّ العفو لا يزيد العبد إلا عزّا ولا يندم عليه لأنّ الندم على العفو أفضل من الندم على العقوبة أو الجريمة, لا بدّ من العفو بأن يكون مكلّل بمداراة الناس والصدق والرفق بهم لأنّ مداراة الناس نصف الإيمان والرّفق والصدق معهم نصف العيش ,الله تعالى رفيق يحب الرفق وما اصطحبا اثنان إلاّ كان أعظمهما أجرا أرفقهما وأصدقهما بصاحبه , فلنرفق بعضنا البعض.
ويقول عليه الصلاة والسّلام "أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض" وكذلك الإنصاف, يجب على المؤمن أن ينصف الناس من نفسه ولا يرضى لهم بشيء إلاّ بمثل ما يرضى لنفسه وهذا من كمال الخلق والإيمان "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .

الإيمان بالقناعة

والإيمان أيضا يجب أن يُكلّل بالقناعة لأنّ القناعة جزء لا يتجزأ من التسامح والصبر, والصبر بمثابة الرأس للجسد ,على المؤمن الحق أن يصبر ويكظم الغيظ على المكروه وقد يكون كظم الغيظ عند بعض الناس من المكروه والعياذ بالله, وهو يعلم بأنّ الجنّة محفوفة بالمكاره , فما علينا إلاّ أن نصبر على بعضنا البعض وأن نفشي السلام بيننا وأن نكظم الغيظ ونصفح ونسمح وندفع بالتي هي أحسن ونختار الخير بدل الشر.
قد يسأل سائل كم من المرّات مطلوب منّي أن أسمح وأصفح لإنسان لا يفهم لغة الصفح والسمح ؟ نقول لك أيّها الأخ الكريم: أترك الأمر لله لأنّه, من ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه, لا تغضب ولا تقابل العنف بالعنف ولا السيئ بالأسوأ ولا الغضب بالغضب لأنّ الغضب شعلة من النار.
المؤمن لا يكون لعّانا ولا سبّابا ولا فحّاشا ولا حقودا ولا قاسي القلب ولا بعيدا عن الخير بل قريبا من الشّر, ويجب أن يكون مفتاح للخير مغلاقا للشر, وفي هذا علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من خلال حديث شريف : " طوبا لمن كان مفتاح للخير مغلاق للشر وويل لمن كان مغلاقا للخير مفتاحا للشر".

طوبا

شتّان شتّان بين ويل وبين طوبا, الويل هو وادٍ في قعر جهنم أعاذنا وإياكم الله منه, أمّا طوبا فهي شجرة في الجنة يمشي الراكب بظلّها أربعين سنة والله اعلم, والصفح يجب أن يتكلل أيضا بكظم الغيظ لأن الصفح الذي يتكلل بكظم الغيظ هو المسلك لحسن العاقبة وعدم العنف وعدم الندم بعد الجريمة والمصيبة ليفوز بجنة الله تعالى.
فلا بد لنا من كظم الغيظ كي لا نندم.
ألا يكفينا ما نحن فيه من أوضاع اقتصادية متردّية وقد تكون الأيام القادمة أسوء ممّا نحن فيه؟ ها هي الأمم تتكالب علينا من كل حدب وصوب ألا يجدر بنا أن نعتبر ونتّعظ ؟ بدل أن نتوادد ونتحابب ونرص الصفوف نتخاصم ونتقاتل ونتنافس بحمل السلاح بشتى أنواعه وأحجامه ؟.
لذلك نقول لكم نعم لكظم الغيظ ,نستحلفكم بالله الذي لا إله إلاّ هو الواحد الأحد, أفشوا السلام بينكم ,كونوا عباد الله إخوانا متحابين متسامحين حتى لا (نأكل الأصابع) من الندم على ما جنت وكسبت أيدينا, وحتّى لا تتفاقم الفتنة لأنّ الفتنة أشدّ من القتل..
نسأل الله أن نكظم غيظنا وان نحسن طاعتنا وان يجنّبنا الله الفتن ما ظهر منها وما بطن, وأن نفشي السلام بيننا حتى يستجيب الله لدعائنا إنّه على كل شيىء قدير وبالإجابة جدير. فما علينا إلاّ أن نكظم الغيظ.
ونعفو عن الناس كي لا نندم ولنكون من المحسنين.
 

مقالات متعلقة