الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 13:02

ليس هذا ما يدعوا إليه الإسلام- بقلم: بهاء رحال

كل العرب
نُشر: 23/11/10 16:29,  حُتلن: 08:20

بهاء رحال:

ثنية الاستيلاء على الحكم بالقوة ليست من الإسلام في شيء

أمراءٌ وجندٌ جدد يؤكدون على الانقسام وكأنه قدر حتمي سوف يزاحمنا طويلاً ولا ينتهي

 المصيبة تكبر يوماً بعد يوم وكلما طال الانقسام اتسعت رقعة ظلاميته وزادت معاناتنا منه أكثر وتهنا في غياهب الانفصام

أن تؤمن بالله وحده لا شريك له هذا أمر بديهي لا جدال فيه ولا عليه وأن تعزز إيمانك بأدائك مجموعة الفرائض التي كتبها الله عليك بقلب صادق بعيداً عن الكذب والرياء والنفاق هو أهم صور هذا الإيمان وأصدقها وأكثرها صفاءً ، كيف لا وأنت تختزل في أعماق قلبك كل هذا الإيمان الطاهر الخالص لله رب العالمين ، دون أن تنتظر شهادةً من أحد ودون أن يمنحك إياها أحداً من البشر فليس أجمل من أن تؤدي تعاليم الدين بحب ورغبة جامحة تدفعك له دون إكراه وترهيب ودون تسلط وافتراء من أحد ولو أعجبوك.

ايمان عميق
نحن العرب أصل الإسلام ، وقد من الله علينا بأن يكون خاتم الأنبياء والمرسلين عربياً أصيلاً جاء مبشراً وداعياً بلسان عربي ومحبة وصدق وشهامة وما كان ينطق عن الهوى ، وما كان إلا وحي يوحى إليه من الله الذي بعثه بدين الحق ، فكان الإسلام دين جامعاً عظيماً جميلاً وقيماً بين الناس الذين اهتدوا بعد أن هداهم الله وبعث لهم رسولٌ بلغ الرسالة حتى وصلت إلى مشارق الأرض ومغاربها وبدأت الدعوة الإسلامية تنتشر برحابة وطُهر وإيمان عميق حتى وصلت كل الكون الذي رأى في الإسلام ديناً يلبي حاجاته وصلته بالخالق دون وسيط ودون إكراه أو تمييز فهو الدين الذي لا يفرق بين سيد وعبد ولا بين أسود وأبيض ولا عربي أو عجمي إلا بالتقوى والورع المزروع في نفس المؤمن الصادق الأمين.

الإسلام هو الحل
هذا هو الإسلام وبهذا يكون الإسلام هو الحل ، وليس بتلك الشعارات التي ترفعها بعض الأحزاب والتنظيمات التي تسعى من خلالها لنيل مكاسب دنيوية هدفها الأساس الوصول إلى الحكم والسلطة وليس تطبيق شريعة الله في الأرض ، يزعمون الدين والدين منهم براء ويظاهرون علينا ولا يرقبون فينا إلاً ولا ذمة ولا يتقون الله في شيء ، تراهم يجاهرون بالمعروف ونواياهم منكراً وضلال وأعمالهم رياءٌ واستكبار ، لا تجد منهم من يتحلى بتعاليم الإسلام الحقيقي الذي دعا إليه رسول الحق محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن أين نبدأ في عصرنا الحديث بالحديث الذي ينقسم فيه من يدّعون أنهم أئمة الدين إلى شعب متعددة ، كل شعبة منهم ترى في نفسها لسان الحق وترمى الآخرين بالضلالة والكفر ، تراهم بقلوبٍ لا ترحم وأفكارٍ لا تحاكي العقل الذي كرم الله الإنسان به عن سائر المخلوقات ، العقل الذي دعانا الإسلام كي نحتكم إليه بل إنهم لا يتوانون عن المغالاة في محاكاة العاطفة في كل الميادين والمواقف ولا يحتكمون للعقل في شيء لهذا أصبحت الأمة بهذا الحال وهذا التراجع بعدما بنت حضارة تميزت في كل الميادين بالتسامح والرفق والمودة وكانت ولا تزال أحد أهم الحضارات التي عرفتها البشرية في الزمن الماضي والحاضر والمستقبل .

"لا شيء في غزة سوى الجوع والحرمان والتعب"
المقدمة الطويلة وضعتها كي تكون مرجعاً بين ما يدعوا إلية الإسلام وبين ما هو الحال الذي أوصلتنا إلية الجماعات الإسلامية خاصة في فلسطين التي كان الدم الفلسطيني الذي سال في قطاع غزة شاهداً على الفكر الذي يحملوه ويجاهروا به ولا يتبرؤون منه رغم خطيئته ، يقول الله تعالى " فمن قتل نفس بغير حق كأنما قتل الناس جميعا" صدق الله العظيم ، "وأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من إراقة دم امرئٍ مسلم" صدق رسول الله ، وما هذه الآيات والأحاديث إلا دليلاً على أن الإسلام كرم النفس البشرية ودعا إلى الحفاظ عليها فأين نحن من هذا اليوم وقد شاهدنا المئات من الذي قتلوا وقطعت أشلائهم في الشوارع وسمعنا من يحرض على هذا ويدعوا إلى الفتنة والفتنة أشد من القتل ، أين نحن وهذه الجماعات تجاهر بالجهاد ولا تجاهد بل توظف الجهاد لمصالح حزبية بل وتوظف الإسلام لمصالح شخصية وحزبية وتتخذ منه غطاءاً للوصول إلى السلطة التي تسعى إليها ، لا لكي تطبق أحكام وتعاليم الإسلام ، ولا لكي تبني حضارة إسلامية مبنية على العلم والمعرفة وتزرع تعاليم الدين السمحة ولا لكي تزرع وتعمر في الأرض وتعطي الحقوق ، بل لكي تتربع على قمة الهرم وتلبي رغبات شخصية و حزبية سعت وتسعى إليها بكل الأشكال والسبل دون أن تكون من الإسلام في شيء سوى المجاهرة زوراً وضلالة حتى تصل إلى ما تخطط له ، هذا ما كان في غزة ، غزة التي لاشيء فيها الآن ، سوى ضعف الحال وفقر الحال ، مشردين في العراء بلا مأوى يحميهم برد الشتاء وحر الصيف وحكام غزة الجدد في بروجهم ينعمون بالملذات وما طاب منها مما ملكت أيمانهم ، لا شيء في غزة سوى فتنة الدم الذي نزف على أرضها من أبنائها وهتك النسيج الاجتماعي فيها وزرع مفسدة الانقسام التي صارت كابوساً يطارد الحلم الفلسطيني ، لا شيء في غزة سوى الجوع والحرمان والتعب فكل شيء تغير حتى رائحة البحر تغيرت وتبدلت المراكب وضاعت بين الحلال والحرام " فكل شيء خاضع للاجتهاد الشخصي " .

إنقسام..
أمراءٌ وجندٌ جدد يؤكدون على الانقسام وكأنه قدر حتمي سوف يزاحمنا طويلاً ولا ينتهي ، فهذا الانقسام لا يذوب بالشكليات ولا ينتهي بمصالحات زائفة وهو بحاجة لأن تصدق النوايا. وبالنظر إلى ما حدث وما ترتب عن هذا الانقلاب ، الانقلاب هذه الكلمة المستحدثة في القاموس الفلسطيني الذي لم يعرفها من قبل التاريخ الفلسطيني وحتى أنه لم يعرفها أي شعب آخر وهو تحت الاحتلال ، فأن العواقب التي حملها إلينا وما سيحملها في حال أنه أستمر لوقت أطول ستكون بمثابة انشقاق اجتماعي لا يمكن أن يزول بسهولة وبالتالي ستكون له آثار سلبية كبيرة ليست الاجتماعية فحسب بل على كل المستويات الثقافية والعلمية والاقتصادية والفكرية والوطنية .... الخ ، وبالتالي فأن المصيبة تكبر يوماً بعد يوم وكلما طال الانقسام اتسعت رقعة ظلاميته وزادت معاناتنا منه أكثر وتهنا في غياهب الانفصام.
وثنية الاستيلاء على الحكم بالقوة ليست من الإسلام في شيء ، ولم يدعوا إليها الإسلام فالحاكم المسلم يقوّمه مجلس الشورى الذي ينتخبه المجتمع ويرضى عنه بدون خداع ولا تزييف ، وليس تقوّمه شلالات الدم وسياسات التخوين والتكفير وعقيدة الكراهية
 

مقالات متعلقة