حنين زعبي:

الحفاظ على الإنتماء وتسييسه، والإيمان بجدوى النضال السياسي هي من صلب مهامنا الوطنية

بادر مركز أبحاث وتطوير المثلث في كفر قرع بالدعوة لمحاضرة سياسية بعنوان "السياسات العنصرية في إسرائيل تحديات قديمة أم جديدة؟"، دعت إليها النائبة حنين زعبي ومجموع من محاضري وباحثي المركز، بالإضافة إلى نشطاء سياسيين. وتناولت المحاضرة المستجدات على الساحة الإسرائيلية، بالذات فيما يتعلق بالقوانين العنصرية الجديدة، والاستحواذ الجديد المسمى الاعتراف ب"يهودية الدولة"، وميزت بين "يهودية الدولة" كواقع جديد، و "الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية" كهوس جديد، تترجمه الدولة الرسمية عبر سلسلة قوانين الولاء، ويترجم في الثقافة السياسية عبر مؤتمرات وتصريحات عنصرية وعدائية للوجود، وليس فقط للحق الفلسطيني.


النائبة حنين زعبي

الإرهاب السياسي
وقالت أن إسرائيل بدأت منذ سنة 2000 بالتوصل إلى نتيجة مفادها سقوط أو بالأحرى فشل سياسة التدجين والاحتواء كنموذج مهيمن في الساحة الفلسطينية في الداخل، وأنها بدأت بالعودة إلى أساليب وممارسات قمعية مباشرة تهدف إلى تخويف القوى الوطنية، وإلى إنتاج جو من "الإرهاب السياسي" من جهة، ومن جهة أخرى تطوير قوانين لا تهدف إلى تعزيز إسرائيل كدولة يهودية فقط، بل إلى تجريم النضال السياسي الديمقراطي الذي يسعى إلى مواطنة متساوية، لا يمكن تطبيقها دون مناهضة الصهيونية، وما محاولات الفرز بين "معتدل" و"متطرف" التي يقوم بها الإعلام الإسرائيلي، وأعضاء الكنيست اليهود، الذين يصرحون بعضو كنيست عربي "مفضل"، وبنموذج "مفضل" عليهم، وبآخر "مقبول"، إلا آلية من آليات محاولة الإرهاب السياسي.

وضوح أهداف واستراتيجيات الدولة
وشددت النائبة زعبي على أن وضوح أهداف واستراتيجيات الدولة فيما يتعلق بواقع ومصير الفلسطينيين داخلها، لا يكفي، بل على أهداف واستراتيجيات نضالنا نحن أن تكون واضحة وتحت إجماع وطني، والأمر ليس كذلك، فبناء لجنة المتابعة مثلا، كإطار نضالي سياسي قومي شامل، هي إحدى أهم استراتيجيات النضال، المختلف عليها، اختلافا يعيق بشكل كبير تطوير النضال الوطني.

يهودية الدولة
وأكدت النائبة زعبي في نهاية حديثها على أن الجواب على "يهودية الدولة" الذي يبغي فيما يبغي أن يعطي الفلسطيني شرعية لعنصرية تحاول محو هويته ووعيه، هو بلورة وتعزيز الهوية الوطنية والمواقف الوطنية الصلبة. والاجابة على سياسة تحارب الوجود والحقوق الفلسطينية، هو تطوير مشروع نضالي عابر للأحزاب مستندا على إجماع رفض "يهودية الدولة" وبناء مؤسساتنا القومية.