الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 02:01

تميم منصور: الشكوى للأمم المتحدة والجامعة العربية مذلة

كل العرب
نُشر: 12/11/10 14:38,  حُتلن: 08:05

تميم منصور في مقاله:

الأسرلة غير قائمة حسب مفهوم وتفكير هؤلاء الجهلة، وهي لا تتعدى العيش المكره تحت مظلة الدولة العبرية

عرب 48 لا يلجأوت الى الامم المتحدة لفضح اسرائيل بسبب خيبة املهم من هذه المؤسسة وادراكهم بانها ليست اكثر من ملجأ للعجزة والضعفاء

الأمم المتحدة احدى الابواب التي يحاول المواطنون العرب داخل الخط الأخضر الدخول منها للأحتجاج على ممارسات اسرائيل العنصرية ضدهم ، الا ان قياداتهم السياسية والدينية لم تقدم على هذه الخطوة حتى الآن لأسباب كثيرة منها.عدم وجود قيادة متجانسة موحدة في الهدف والصف ، برغماتية في علاقاتها مع قوى وجهات دولية مختلفة قادرة على مساعدتهم للوصول الى هيئات عالمية مؤثرة .

الأنظمة العربية
السبب الثاني تجاهل وعدم اهتمام الأنظمة العربية بهذا القطاع السكاني من الشعب الفلسطيني الذي بقي في وطنه رغم احداث النكبة المؤلمة ، وهناك من ينظر نظرة عداء لهذا القطاع المكافح من ابناء الشعب الفلسطيني ويتهمه من باب الجهل بالاسرلة الاختيارية، مع ان هذه الاسرلة غير قائمة حسب مفهوم وتفكير هؤلاء الجهلة ، وهي لا تتعدى العيش المكره تحت مظلة الدولة العبرية التي فرضت وجودها على الشعب الفلسطيني من خلال مؤامرة عربية ودولية .

عرب 48
غالبية الانظمة العربية تتحفظ حتى اليوم من تقديم أي دعم من أي نوع كان الى عرب 48 خوفا من اثارة غضب اسرائيل والولايات المتحدة ، هناك سبب آخر يمنع عرب 48 من اللجوء الى الامم المتحدة لفضح اسرائيل يعود الى خيبة املهم من هذه المؤسسة وادراكهم بانها ليست اكثر من ملجأ للعجزة والضعفاء ، وان الرباعية الدولية تهيمن على مقدراتها وهي التي توجه قراراتها ،خاصة مجلس الامن الدولي ، واذا حدث وصدرت القرارات تدخل في ارشيفات القرارات التي سبقتها ولم تقم اسرائيل بالاستجابة لها لأنها تملك بطاقات من الحصانة والمناعة الدولية واللا اخلاقية التي تجيز لها الدوس فوق جميع قرارات المؤسسات الدولية .

قبة راحيل- مسجد بلال
قبل اقل من اسبوعين قامت منظمة اليونيسكو وهي احدى روافد الأمم المتحدة الهامة باصدار قرارا مفصليا وتاريخيا اكدت من خلاله لا حق ديني او تاريخي لاسرائيل الدولة واسرائيل الدين بمقام مايسمى قبة راحيل ( مسجد بلال ) ولا حق لها ايضاً في الحرم الابراهيمي في الخليل ، وان هذين المقامين تابعين للمسلمين فقط ، لكن سلطات الاحتلال كعادتها رفضت هذا القرار وتنكرت له ، من هنا فأن تلويح المواطنين العرب بالتوجه للأمم المتحدة يبقى حتى الآن في خانة التهديد الاجوف فقط .

الممارسات الاسرائيلية
هناك مؤسسة ثانية يلوح البعض من بين المواطنين العرب بالتوجه اليها والاستعانة بها ضد الممارسات الاسرائيلية ، ومن اجل تقوية ودعم الهوية الفلسطينية لعرب 48 ، والحصول على أعتراف بوزنهم التاريخي واستشارتهم في حالة أي اتفاق دائم لأنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، هذه المؤسسة هي جامعة الدول العربية ، لقد طالب بعض الاعلاميين المعروفين من هذه الجامعة اصدار قانون يسمح بقبول ممثل دائم لعرب 48 فيها .

فشة خلق
بالتأكيد ان مثل هذا التوجه ما هوالا فشة خلق- وهو يعبر عن حالة الضغط النفسي والضيق السياسي الذي يعاني عرب 48 داخل اسرائيل ، لان هذه الشريحة وجدت نفسها اقلية داخل وطنها ، تتعامل في حياتها مع قطعان من الفاشست العنصريين ، كما انها وجدت نفسها يتيمة عارية من أي غطاء سياسي عربي ودولي ، وقد فشلت قيادتها السياسية حتى الآن من بناء جسور للتواصل مع منظمات عربية قومية ووطنية ومع منظمات دولية يسارية معروفة ، فالتواصل الذي تم حتى الآن هو فقط مع الانظمة العربية وليس مع قوى شعبية تعبر عن اية نبض جماهيري قومي .

الهيمنة الاميركية
آخر محطات هذا التواصل كانت مع النظام الغريب العجيب في ليبيا في مدينة سرت وفي مدينة عمان ، وقبلها كانت محطات للتواصل مع قطر ودبي واليمن وهي جميعها معروفة بانطوائها تحت الهيمنة الاميركية ، انه تواصل النفاق والمديح الزائف الذي يؤكد ان قيادة الجماهير العربية من عرب 48 لا تختلف في تربيتها السياسية وتفكيرها وثقافتها عن القيادات السياسية التقليدية والبائدة والحالية .

الاب الروحي والقومي
ان الرهان على الجامعة العربية لكي تكون الاب الروحي والقومي والوطني لعرب 48 لا يختلف عن الرهان على قادة الانظمة العربية الذين اسقطوا القضية الفلسطينية من اولويات اهتمامهم ، كيف يمكن الرهان على انظمة تسير اشرعتها رياح الولايات المتحدة بالاتجاه الذي يخدم مصالحها ومصلحة اسرائيل ، وجود عضو فلسطيني في هذه الجامعة او اكثر سوف يزيد من نزيف الجرح الفلسطيني ، كما ان العضو الفلسطيني الحالي في هذه الجامعة صوري لا يحق له التصويت على قرارات مؤسساتها ، والسبب يعود لكونه لا يمثل دولة عربية مستقلة كما ينص ميثاق جامعة الدول العربية .

جسد الامة العربية
ان استمرار وجود جامعة الدول العربية بمبناها وميثاقها الحالي حولها الى احدى الادران المرضية الفتاكة في جسد الامة العربية ، لانها كانت وستبقى واجهة سياسية واقتصادية واجتماعية مهزومة وعاجزة ، ساهمت بالتفريط بثوابت الحق الفلسطيني عندما وافقت على مشروع السلام السعودي ، وعندما وافقت على احتضان الدول العربية التي وقفت في صف القوى المعادية لحق هذا الشعب بالمقاومة واعتبرتها ارهاباً ، كما ان قبول هذه الجامعة عضوية الدول العربية التي اعترفت بالكيان الصهيوني المحتل دون ان يعترف هذا الكيان بحق تقرير مصير الشعب الفلسطيني ، هذا وحده يجعلها تفقد شرعيتها لانه يخالف ويناقض ميثاقها.

مقالات متعلقة