الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 07:02

هند خوري:العمل الدبلوماسي الفلسطيني مهم ومثمر رغم التعقيدات

ديالا جويحان-مراسلة كل
نُشر: 09/11/10 20:13,  حُتلن: 12:41

هند خوري:مطلوب نقد ايجابي وحوار بنّاء للخروج من المأزق الحالي

أكدت هند خوري وزيرة القدس والسفيرة الفلسطينية السابقة في باريس اهمية النشاط الدبلوماسي الفلسطيني رغم التعقيدات والظروف الصعبة التي يعمل في ظلها ، جهاز الدبلوماسية الفلسطينية. كما حثت على التمسك بالنقد البناء الايجابي لتقييم التجربة الفلسطينية في هذا المجال وفي مجالات اخرى.



تطورات سلبية نتيجة الاقتتال
ورأت في لقاء نظمه صالون الاحد الثقافي التابع للمكتبة العلمية في القدس بالتعاون مع نادي الصحافة المقدسي،ان الخروج من المأزق الفلسطيني الحالي ليس مستحيلا اذا توفرت الارادة والتخطيط السليم لانه ليس امامنا من خيارات الا مواجهة الواقع وبناء دولتنا ومؤسساتنا مهما كلف الامر.
واعتبرت ان الهم اليومي الذي يلازم كل فلسطيني وفلسطينية صباح مساء هو كيف الخلاص من الاحتلال والعيش بحرية وكرامة وسيادة على ارض وطننا مثل باقي شعوب العالم .
واستعرضت تجربتها الدبلوماسية المثيرة والخصبة في فرنسا في اعقاب انتخابات 2006 وما رافقها من تطورات سلبية نتيجة الاقتتال و الانقسام في الساحة الفلسطينية ، ولكن ورغم كل هذه الصعوبات، هناك تعاطف مهم وممأسس في فرنسا وبريطانا تحديدا مع الشعب الفلسطيني ومازال هذا التعاطف ينمو خاصة على اثر الانتهاكات والجرائم الاسرائيلية في غزة وضد اسطول الحرية واستمرار الاستيطان وهذا شيء مهم في دول لها تقاليد ديمقراطية عريقة ووزن وتأثير على الساحة الدولية يجب استثماره وهو مكسب مهم وحقيقي ..!
وهذا يتطلب منا ان نحافظ على هذا التعاطف لدى الرأي العام في هذه الدول والانتباه الى الجاليات والمجموعات العربية في الدول الاوروبية وما لديها من طاقات وكفاءات يمكن توظيفها في تجنيد الدعم السياسي والحقوقي للشعب الفلسطيني حيث رأينا ان القضية الفلسطينية صارت قضية داخلية في فرنسا وتؤثر في الانتخابات هناك وهذا لم يكن يحدث في السابق..! والان هناك تجاذبات في المشهد السياسي الفرنسي ، فالموضوع الفلسطيني بات مهما وبارزا في حياتهم السياسية .. والمجتمع المدني لديهم يضغط لاخذ مواقف تدعم الحقوق الفلسطينية..!



الاصلاح الاداري
واوضحت خوري ان الدبلوماسية كعلم وفن تهدف في النهاية الى الوصول الى اهداف معينة في هذه الفترة الانتقالية والمفصلية من حياة الشعب الفلسطيني وقضيته ورغم النجاحات في الاصلاح المالي والامني والمشاريع التنموية المتحققة في الاراضي الفلسطينية الا ان الشوط ما زال امامنا طويلا .. فنحن نعيش في زمن " دمقرطة المعلومة" ..! وتراجع مفهوم القطب الواحد لصالح التعددية القطبية .. وتغيير في موازين القوى العالمية مما يعطينا الفرصة للاستفادة سياسيا ودبلوماسيا.. لذلك لا بد من الاستمرار والتأكيد على الاصلاح الاداري و تنمية الكفاءات في الخدمة العامة والمؤسسات ذات الانتاجية العالية والعمل بطرق واسايب عصرية. وقيّمت عملها في السفارة الفلسطينية بانه حقق نجاحا نسبيا وكانت تجربة جيدة تم خلالها العمل على تقوية الاداء المؤسساتي للسفارة والعمل عن قرب مع المجتمع المحلي الفرنسي وحركات التضامن والجالية الفلسطينية ومحاورة الجهات الحكومية الرسمية والبرلمانية بدون كلل، وتنظيم زيارات الوفود الرسمية لفرنسا والعمل مع الاعلام الدولي والفرنسي ومتابعة الدعم الفرنسي الاقتصادي لفلسطين وبرامج التعاون التنموي. واشارت الى ان العمل السياسي في دولة عظمى مثل فرنسا مهم جدا..والتي ربما لها التأثير الأهم بالقرار الأوروبي حول الشرق الأوسط ودور نشط في مجلس الأمن.
ونوهت الى حالة الضعف لدى الجاليات الفلسطينية والعربية والتشتت بسب الانقسام الفلسطيني الداخلي المستمر ، اذ لا بد من اعادة تقوية هذه الجبهة المهمة في صراعنا من اجل تحقيق احلام وطموحات شعبنا الفلسطيني واهابت بكل الحريصين على القضية الفلسطينية ، عدم تصدير خلافاتنا الداخلية الى الخارج ، لان هذا يخدم اعداء قضيتنا الفلسطينية العادلة .. والمطلوب في هذه المرحلة الحرجة هو التماسك والوحدة ، فكل مغترب هو سفير حقيقي لبلده ..! وخطابنا يجب ان يكون موحدا والعمل بروح الفريق الواحد والتنسيق والاحترام واستلهام روح الديمقراطية الحقيقية لعرض الصورة كما هي ..! وامكانية توظيف طاقات هذه الجاليات بما لديها من مراكز وحس انتماء عالي .. واضافت انها زارت مئات المدن والبلدات في جميع انحاء فرنسا ولمست مدى تعاطف الشعب الفرنسي مع القضية الفلسطينية واستعدادهم للعمل الفاعل مثل حملات المقاطعة لمنتوجات المستوطنات، الحملات ضد جدار الفصل العنصري ومشاركة منظمة التحرير برفع شكوى قضائية ضد الشركات الفرنسية التي شاركت في بناء القطار السريع في القدس المحتلة وتنظيم الكثير الكثير من الفعاليات الثقافية والشعبية والسياسية. وعلى المستوى الداخلي دعت الى نبذ منطق واسلوب تخوين بعضنا البعض والابتعاد عن المصالح الحزبية والانانية الضيقة..! وتساءلت كيف لنا ان نخرج من هذا المأزق الخطير دون وضوح في الرؤيا وتحديد اهدافنا ومطالبنا بشكل واضح وجلي.

القضايا السياسية والحقوقية والمطالب
وتطرقت الى تجربتها الغنية في وزارة شؤون القدس وما تخللها من محاولات صياغة وتنفيذ برامج لخدمة المؤسسات التعليمية والمجتمعية ومؤازرة المواطنين الذين يتعرضون في كل يوم الى هجمة تطال بيوتهم ومعيشتهم وكل مناحي حياتهم وقدرة المحتلين على اغراقنا بالتفاصيل لتشتيت جهودنا وبعثرتها وجعلها ليست ذات جدوى..! ورغم كل ذلك تم وضع برامج تتعامل مع الازمات اليومية واخرى تتصدى للامور الاستراتيجية. والعمل في مدينة القدس يتطلب مجتمعا مدنيا قويا وتخطيطا استراتيجيا كي نتمكن من مواصلة تقديم المساعدات للعائلات وانتداب المحامين واللجان القانونية والعاملين الاجتماعيين كل في مجاله للدفاع عن ابناء وعائلات القدس المهددة بالتهجير من مدينتها. كما قد تم طرح سياسات عمل واضحة للتعامل مع قضية القدس على المستوى السياسي والدبلوماسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي وتقديم ملفات لمشاريع تخدم هذه السياسات. بالاضافة الى ذلك استمرارية التواصل والتحاور مع المجتمع الدبلوماسي والدولي في فلسطين حول القضايا السياسية والحقوقية والمطالب الشرعية بما يخص مدينة القدس المحتلة. وقد اتبعنا أسلوب عمل مشترك وتعاون مع دوائر شؤون القدس في الوزارات المختلفة ودائرة دعم المفاوصات والمجتمع المدني المقدسي وأفراد الشعب.
وتداخل المشاركون في حديث الصالون الثقافي ، حيث ابدى عارف ناصر الدين المهتم بالشأن المقدسي قلقه من تراجع الديمقراطية الفلسطينية وخشيته على القدس من المستويات الفلسطينية الرسمية التي اعتبرها مقصرة ومهملة بحق القدس الى ابعد الحدود .. ! في حين شن الكاتب والمثقف نبيل الجولاني هجوما لاذعا على العديد من ممثلي السفارات الفلسطينية والعربية في الخارج الذين لا يقومون بدورهم كما يجب معتبرا ان تجنيد حملات التضامن ليس كافيا وانه لا نكاد نلمس اي مردود من عمل سفاراتنا في الخارج..! واعتبر الكاتب والشاعر الدكتور وائل ابو عرفة ان السؤال الجوهري هو لماذا وصلنا الى هنا ؟ واستخدم جملة شعرية للراحل محمود درويش .. لا بد من نصر، لينتصر الرسل ؟ وقارن بين مرحلة عنفوان الثورة والقضية الفلسطينية في النصف الثاني من القرن المنصرم وبين واقعنا المتردي اليوم .. وتساءل .. كيف لنا ان ندافع مثلا عن حق العودة ونحن نواجه خطر البقاء والالغاء عن خارطة فلسطين برمتها ؟ حتى ان الوطن المعنوي وهي منظمة التحرير الفلسطينية تلاشى واسم فلسطين يكاد ينسى والقضية تتعرض للتصفية بصورة منهجية خطيرة..! ولمواجهة كل ذلك قال انه لا بد من اعادة رسم الخريطة من جديد..! وهذا يبدأ بازالة الاحتلال ، الذي احتل عقولنا الان قبل ان يحتل ارضنا وبيوتنا..!



حملات التضامن الاجنبية
وعلقت الكاتبة الصحفية ريم المصري على موضوعة تعدد المرجعيات للقدس ، وهل هي ظاهرة سلبية ام تكاملية؟ واعرب زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عن خيبة امله من تراجع مظاهر الديمقراطية الفلسطينية خاصة لدى مستويات قيادية وسياسية معينة كما حصل في رام الله مؤخرا..! ووصف مشاكل القدس بأنها كبيرة جدا وكل يوم هناك اشكالات واجراءات سياسية اسرائيلية وضغوط لتعقيد الحياة المقدسية وجعلها جحيما لا يطاق..! واشار الى ظاهرة السياحة البديلة التي يجب استثمارها عبر  97 سفارة فلسطينية في العالم .. وكيف لمس ان معظمهم لا يعرفون اي شيء عن معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وبالذات في القدس..! وشخّص عماد منى المهتم بالمشهد الثقافي في القدس حال المقدسيين من احباط وتراجع ومظاهر التهويد النفسي والعمراني للمدينة متسائلا عن جدوى حملات التضامن الاجنبية ومدى تأثيرها وعدم معرفتنا ماذا نريد من الاخرين ومصير التحقيق في اغتيال القائد والرئيس الراحل ياسر عرفات .
وردت خوري على معظم التداخلات والمشاركات بصورة لبقة ودبلوماسية ولكنها حاسمة وواضحة .. فأشارت الى ان الواقع صعب واليم ,, ولا بد من وقفة جدية لمراجعة أدائنا وتحديد خطط أكثر نجاعة... فلماذا تنجح اسرائيل وهي تعمل يصورة لا اخلاقية ولا قانونية ..! فيما نفشل نحن اصحاب الحق والقضية العادلة..! أليس هذا شيئا صادما ومحيرا ..؟ ! اذن ، لا بد من دراسات معمقة وحوار داخلي بنّاء حول جميع القضايا بما فيها تحديد خطاب تاريخي يعتمد الاثباتات المادية المكتشفة وخطاب ديني يدعم القيم الانسانية وحقوق الانسان. وبهذا نصلح تشويه الاحتلال لتاريخ المدينة ورسالتها وهنا نحن بحاجة الى علاج جذري وتصحيحي على جميع المستويات خاصة السياحية والثقافية. اما بخصوص المرجعيات ، فيجب ان تكون هناك مركزية في العمل والاتفاق على الاهداف والاليات والاستراتيجيات ، والجميع يساهم في تنفيذ هذا الاطار وهذه الرؤية العامة.
واعربت عن انبهارها بالتوصيف الرائع للباحث الياس صنبر عندما عرف ان الوطن بالنسبة للفلسطينيين هو فلسطين التاريخية اما دولتهم فهي في حدود الرابع من حزيران وفق المعطيات الدولية الحالية. وكررت دعوتها الى رأي عام محلي اكثر ايجابية لردم الهوة او الفجوة بين القيادات الرسمية والفئات الشعبية . وتطرقت الى الاستهدافات الاسرائيلية الممنهجة ضد القيادات التاريخية للشعب الفلسطيني. وانه لا خيار امامنا غير الوحدة والوعي للاخطار والبحث الدائم عن حلول خلاقة، فالتاريخ يصنعه في النهاية الانسان الواعي صاحب الارادة التي لا تقهر. وعند حدوث ذلك بارادتنا وعنادنا واصرارنا على حقنا يمكن لنا حينها ان نحدث الاختراقات المطلوبة لصالح شعبنا وامتنا العربية .. فنحن امام تحديات وجودية ومصيرية.. ولا بد لنا من تحسين ادائنا في جميع المجالات الاخرى . وقالت ان كلمة السر هي في تحديد اهدافنا ومعرفة تقديم مطالبنا الواقعية في ظل سياسة تبادل المصالح بيبن الدول والشعوب مستشهدة بنجاح حملة مقاطعة بضائع اسرائيلية وبضائع المستوطنات التي تنتشر مثل النار في الهشيم. واعربت عن دهشتها لمصطلح رائع جاء في مكانه بعد العدوان على غزة ولكنه للاسف اختفى فجأة وهو - غلوبال انتفاضة - اي انتفاضة كونية في اشارة الى مدى التعاطف الدولي والهبة الشعبية الدولية مع الفلسطينيين . وادار الحوار الصحفي محمد زحايكة رئيس نادي الصحافة في القدس.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.78
USD
4.05
EUR
4.74
GBP
235819.63
BTC
0.52
CNY